«صورة» دفعتني لإعادة التفكير في منطلقات الحركات التكفيرية

  • 2/11/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مانع المانع (عائد من مناطق الصراع في سوريا) عن ان تنظيم «داعش» يوظف التقنية الحديثة لبث الافكار وتضليل الشباب للالتحاق به، مشيرا الى ان التنظيم اجبره على نشر تغريدات مؤيدة لبعض الجماعات التكفيرية تضمنت اعلان البيعة للبغدادي بعدما تم تهديده بالقتل ما لم يتبع منهجهم الذي يتم فرضه على كل من يصل الى المناطق التي يسيطرون عليها. وقال خلال برنامج همومنا الذي بثته القناة السعودية الاولى امس الاول: تلتقط الجماعات الارهابية ادلة الردة من قبل مشائخ ودعاة مجتهدين يرون انفسهم متخصصين في العقيدة معتمدين في ذلك على رسائل قديمة وأقوال دعاة ومنظرين ومنشورات تم عرض بعضها عليه وقالوا له «تمنهج فإنك لم تتمنهج». واضاف: التقيت بشاب سعودي في سوريا اخرج صورة ابيه وقال «انظر لهذا المرتد» ما دفعني لإعادة التفكير في منطلقات الحركات التكفيرية والتنظيمات الارهابية. وذكر ان الجماعة الارهابية ضيقت عليه بعدما اعترض على تكفير عموم المسملين، مؤكدا أنهم يطالبون كل من يصل الى المناطق التي يسيطرون عليها بالبيعة لهم أو القتل أو تسليمه لجماعات أخرى إن لم يتبع منهجهم. واشار المانع الى انه التقى البغدادي ونائبه واعترض على تكفير ولاة الامر ما ادى الى مضايقته ومحاصرته، أجبره ذلك على الصمت ومسايرتهم وإنكار افعالهم قلبيا. من جانبه، قال الباحث في جرائم المعلومات عضو مجلس الشورى الدكتور فائز الشهري، إن مواقع التواصل الاجتماعي أشبه بشبكة العنكبوت التي تصطاد كل من خف علمه وعقله وصغر سنه، مشيرا إلى أن التنظيمات الارهابية كانت نشطة جدا خلال الاعوام الماضية لترويج افكارها عبر الشبكات الاجتماعية واستطاعت أن تشكل منظومات من متعاطفين على درجة كبيرة من الشراسة في الحوار وعرض أفكار التنظيم. واضاف بأن الأوضاع الأمنية المضطربة في سوريا وليبيا والعراق واليمن ساهمت في استقطاب الشباب صغار السن، لافتا إلى أن التنظيمات المتطرفة تستخدم تقنيات الانترنت والعروض المرئية المتقنة في توثيق بعض نتائج الصراع ومناظر الدماء والتدمير لإيغار صدور الشباب الأغرار. وعن جدية توبة العائدين من مناطق الصراع، قال الشهري: هناك من تكشفت له الأمور فآب وأناب وتاب، مؤكدا أن الإشكال يكمن فيمن عاد محقونة أفكاره ومحتقنة مشاعره بإخراج المسلمين من الملة ولم يجد من يحتويه وينير له الطريق ما يدفعه لتجنيد غيره من أقاربه ومعارفه لتبرير سلوكه وإشعار نفسه بصحة منهجه. ويرى المفكر السعودي محمد محفوظ، أن التنظيمات العنفية والإرهابية استفادت من الوسائل والآليات المتعلقة بتوسيع دائرة الاستقطاب والحشد الجماهيري، مؤكدا أن وسائل التواصل من الآليات التي تمت الاستفادة منها في تغطية الاخبار والمناشط المختلفة التي تقوم بها هذه التنظيمات وتحويل المواقع إلى جهاز إعلامي استفادت منه هذه التنظيمات لإيصال صوتها للعالم، وبيان مواقفها ومشروعاتها وقضاياها الملحة التي تتطلب بيان رؤية التنظيمات الإرهابية، وتعميم أفكار الارهاب ومبررات القيام بالاعمال العنفية، ورد التفنيدات التي تثار من كل النواحي الشرعية والسياسية والاجتماعية على جماعات العنف والارهاب، إضافة إلى صناعة الرموز الإعلامية المشرعة لهم عن طريق التوسل والتفاعل مع وسائل الاتصال الحديث، لافتا إلى أن هذه التنظيمات سارعت منذ بروزها على السطح للاستفادة من كل الوسائل الاتصالية والإعلامية المتاحة. من جهته، أوضح معد ومقدم البرنامج الدكتور خميس بن سعد الغامدي لـ«عكاظ» أن مواقع التواصل الاجتماعي هي إحدى أهم وسائل تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات المنحرفة لتجنيد الشباب صغار السن ولبث مبادئ التنظيم في فكر الشباب. وأضاف: يزداد الأمر خطورة إذا قرنت الكلمات بالمشاهد المصورة كون فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفكر المنحرف تتم من خلال القراءة والاستماع والمشاهدة خصوصا عندما يكون بمفرده ودون علم أحد من ذويه لبعض من يخلو بنفسه مدة طويلة فيتشرب مفاهيم الانحراف الفكري دون أن يشعر به أحد، مؤكدا أن التنظيمات المنحرفة فكريا مثل «داعش» والقاعدة وغيرهما لديها امكانات تمكنها من تزيين الصورة التي ينقلونها بالفيديو بشكل مقنع للشاب. وأضاف: في كثير من الحالات لا يعي الشاب زيف تلك الصورة إلا عندما يلتحق بتلك التنظيمات ويشاهد الأمور على طبيعتها.

مشاركة :