قال سليمان الحمدان وزير الخدمة المدنية، إن قطاعي التعليم والصحة يستحوذان على نحو 65 في المائة من موظفي القطاع العام في السعودية، حيث يحظى التعليم بـ 40 في المائة، والصحة بـ 25 في المائة منها. وأكد أن الوزارة تعمل على وضع التوصيف الوظيفي لأكثر من 900 وظيفة بهدف تحديد مهام كل موظف في القطاع العام بشكل دقيق. وأشار الحمدان في لقائه السنوي بالإعلاميين في الرياض أمس، إلى اكتمال ربط الوزارة مع الجهات والوزارات الرئيسة، فيما يجري العمل حاليا على الربط مع باقي الجهات الحكومية. وأوضح وزير الخدمة المدنية أن أبرز التحديات التي تواجهها الوزارة هي مركزية القرار وتقادم اللوائح وعدم توافر البيانات الكاملة إضافة إلى عدم تكافؤ فرص العمل. وقال الحمدان إن الوزارة أطلقت برنامجا وطنيا بالتعاون مع شركة متخصصة عالمية لتحويل إدارات شؤون الموظفين بالجهات الحكومية لإدارة موارد بشرية حديثة خلال العامين المقبلين مع استهداف حصر دور الوزارة المستقبلي إلى مشرع ومنظم ومراقب وداعم للجهات الحكومية لاتخاذ قراراتها بشكل مستقل. من جهة أخرى، دشن سليمان الحمدان وزير الخدمة المدنية أمس، "البرنامج الوطني لتأهيل وتدريب موظفي وقيادات الموارد البشرية في الجهات الحكومية"، بهدف تأهيل موظفي الجهات الحكومية في مجال إدارة الموارد البشرية، وذلك لرفع القدرات والمهارات المتعلقة بإدارة الموارد البشرية، والتحول من مفهوم إدارة شؤون الموظفين إلى المفهوم الحديث لإدارة الموارد البشرية، ما يعزز رفع أداء تلك الجهات. وقال الحمدان، في كلمته خلال حفل تدشين البرنامج: "إن وزارة الخدمة المدنية لن تدخر جهدا في القيام بالأدوار المنوطة بها لدفع عجلة التنمية الإدارية ومنها تحديث بيئة العمل في القطاع الوظيفي الحكومي، وذلك تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد". وأضاف وزير الخدمة المدنية، أن إطلاق البرنامج الوطني لتأهيل وتدريب موظفي وقيادات الموارد البشرية في الجهات الحكومية الذي تسعى من خلاله وزارة الخدمة المدنية لتحديث بيئة العمل في القطاع الوظيفي الحكومي، يمثل رافدا مهما في تحقيق الطموحات التنموية التي جاءت في سياق "رؤية المملكة 2030"، كما يمثل تنفيذا لأهداف "برنامج التحول الوطني"، ويتسق بشكل تام مع برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية. وأكد، أن تحقيق النتائج المرجوة من البرنامج، تستلزم التعاون البناء والجاد وشراكة تعاونية بين الجهات الحكومية المستفيدة منه، من أجل الارتقاء بكفاءة كوادرها البشرية من خلال حصولها على التأهيل المميز القائم على أسس علمية وتدريب محسن ومطور للقدرات، ما ينعكس إيجابا على تحسين أداء تلك الجهات، وإحداث التغيير النوعي بها. واختتم الحمدان كلمته بالتأكيد على أن وزارة الخدمة المدنية لن تتوانى في سبيل دعم بيئة العمل في المملكة، عبر تحسين القطاع الحكومي وستبادر إلى توفير كل السبل التنظيمية والتنفيذية والتدريبية والأتمتة اللازمة لتحقيق هذا الهدف. يذكر أن أهم الفوائد المرجوة للموظفين المشاركين في هذا البرنامج تتمثل في استكشاف أفضل الممارسات لإدارة الموارد البشرية في القطاع العام والتعرف على المبادئ الأساسية لدورة حياة الموظف، ومنهجيات تخطيط القوى العاملة مع الإلمام بالطرق المختلفة لإدارة الأداء، وكيفية تحفيز الموظفين لتحقيق أهدافهم الوظيفية وترسيخ ثقافة العمل الجماعي، إضافة إلى تسليط الضوء على دور التكنولوجيا الرقمية في الموارد البشرية وفوائدها. وينقسم البرنامج إلى ثلاث مراحل، تبتدئ المرحلة الأولى بالترشيح ويتم من خلالها ترشيح الموظفين والموظفات من الجهات الحكومية للمشاركة، شريطة أن يكون الموظف سعوديا وحاصلا على درجة البكالوريوس أو ما يعادلها وألا يقل تقييم الموظف عن جيد في السنتين الماضيتين، وأن يتقن المرشح لهذا البرنامج اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، أما المرحلة الثانية من البرنامج وهي مرحلة الفرز فيتم خلالها تسجيل المرشحين في دورة أساسيات الموارد البشرية لمدة خمسة أيام، التي تهدف إلى تقييم قدرات المرشحين والمفاضلة بينهم للحصول على شهادة احترافية معتمدة من معهد CIPD، فيما تتكون المرحلة الثالثة والأخيرة فيستغرق التدريب فيها مدة سنة كاملة، ويتبع خلاله منهج التعليم المدمج وهو ما يجمع بين التدريب الصيفي والتدريب على رأس العمل، وفقا لمنهج تم إعداده لموظفي القطاع العام.
مشاركة :