سوريا.. للتاريخ صوت، وللتراب أريج الحضارات، ملتقى العالم القديم في دمشق وحلب وحماه واللاذقية، هنا ولدت أروع الحضارات، وتفاعلت أعظم المدنيات وأبدع الإنسان المنجزات. دمشق عاصمة الثقافة والعلوم تاريخها مجيد وعريق بحضارات تعاقبت على مدار الآلاف من السنين بدءاً من المصريين والرومان واليونانيين والصليبيين والمغول والعثمانيين والفرنسيين، ووصولاً إلى العصر العربي الحديث، فهي من أكثر المدن مرونة وعراقة على وجه الأرض، وتشغل أطلالها عمقاً يمتد حتى 8 أقدام تحت سطح الأرض كما تعد البلدة القديمة موطناً لمتاريس وبوابات العصر الروماني والجامع الأموي والكنائس الأسطورية ومنها كنيسة القديس بولس، بينما يقع الباب الشرقي وسوق مدحت باشا في أحد الشوارع التي يرجع تاريخها إلى العصور القديمة. تشتهر دمشق التي يطلق عليها مدينة الياسمين نظراً لانتشار أشجار الياسمين في أحيائها، بالعديد من المعالم السياحية التي بها تاريخ في مقدمتها سوق الحمدية من أشهر وأجمل أسواق العالمية ويبدو كمعرض دائم للفنون التقليدية، ويشتهر هذا السوق بكمية سياحية هائلة للتعرف على الصناعات التقليدية والحرف القماشية الدمشقية وأهمها قماش البروكار أفخر أنواع القماش بالعالم. ويبدأ مدخل سوق الحمدية بقلعة دمشق الأيوبية ذات البناء الحصين والتي ساعدت صلاح الدين الأيوبي في حماية دمشق من تهديد الصليبيين ومنذ بداية إنشاء هذه القلعة كانت حصناً عسكرياً هاماً، وكانت مقراً للسلاطين الأيوبيين، وفيها كانت تمارس جميع النشاطات السياسية والاجتماعية فيما ينتهي سوق الحميدية بالجامع الأموي التحفة المعمارية الذي يقصده السياح من جميع البلدان والأديان ليروا روعة هذا المكان ويتميز الجامع الأموي بأبوابه الأربعة ومآذنه الثلاث العروس والمسكية والنوفرة وكل منها يدل على اسم المنطقة التي يطل عليها. ويطل المسجد على مقهى النوفرة الشهيرة، والذي يقصده جميع الزائرين فهو أقدم مقهى في دمشق بعمره الذي تجاوز 250 سنة، كما يعد المقهى الوحيد الذي مازال محافظاً على التراث العريق للمقاهي الدمشقية القديمة المتمثل بوجود الحكواتي وما يقدمه من قصص مثيرة وحماسية عن عنترة بن شداد والزير سالم وأبو زيد الهلالي، وغيرها من القصص التي تمثل الشجاعة والكرم والوفاء والصدق والمروءة، وغيرها من الصفات التي طالما تمتع بها أبناء الشرق. ويعد جبل قاسيون من أبرز المعالم في سوريا للدرجة التي يطلق على السوريين «أبناء قاسيون»، والجبل له إطلالته على دمشق لترى أضواء الشام المنيرة، ومن أجمل مناظر قد يراها السائح أضواء المساجد والكنائس التي تعانق بعضها البعض ويمتاز الجبل بهوائه العليل وسحر جماله الرّباني، وتجمع دمشق عدداً كبيراً من المعالم التاريخية منها قصر العظم، وباب شرقي الذي يقع بجواره العديد من الجوامع والكنائس والأبنية التاريخية والأثرية، وهناك منطقة باب توما ومنطقة الأمين، والبزورية، والدقاقين ويمتاز السور الواصل بين باب شرقي وباب كيسان بالارتفاع وتجاوره من الداخل العديد من الأماكن الدينية المهمة، وهناك دير صيدنايا ومنطقة الزبداني وبلودان، وعين الفيجة، ودير مار موسى الحبشي، وباب توما، وواسطة الرقة ودينة تدمر، ومتحف شهبا، ومملكة كانا وبرج صافيتا وغيرها من المعالم التي تشتهر بها سوريا.
مشاركة :