سالم بن حمري: ضحيت بالابتعاث من أجل والدي

  • 2/11/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قلما تجهل أجيال من الباحة ومناطق المملكة علما من أعلام محكمة منطقة الباحة طيلة أربعة عقود، فالشيخ سالم بن حمري لم يكن كاتب ضبط فقط وإنما رجل إصلاح ودرء فتن وإسهام في قضاء حوائج المحتاجين وعتق رقاب وفك إشكالات، نشأ في قرية الجادية إحدى قرى قبيلة بني خثيم، وكان والده (رحمه الله) يعمل في مكة المكرمة غالبية أشهر العام، ولم يكن نال قسطا من التعليم إلا أنه بحكم اختلاطه بالمجتمع المكي كان يحلم بابتعاثه إلى مصر لإكمال دراسته، على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة وعندما تم الاتفاق على ذلك مرض والده ما اضطره لإجراء جراحة فقد على إثرها إحدى كليتيه، فاضطر أبو عدنان لملازمة أبيه والالتحاق بالعمل الوظيفي مبكرا ليظل بقربه ويساعده في شؤون الزراعة بعد عودته للباحة إذ كانت مصدر الرزق الوحيد. بدأت حياة سالم بن حمري العملية مطلع عام 1386هـ في الإحصاء والبحث الجنائي في شرطة الباحة، ولندرة الضباط العسكريين في ذلك الوقت باشر مختلف الأعمال الشرطية بما في ذلك مدعيا عاما لدى محكمة الباحة، وكان في كل مرة يحضر فيها للمحكمة يتلقى عرضا من فضيلة رئيسها آنذاك الشيخ حسن العتمي (رحمه الله) بنقل خدماته إلى المحكمة وبالفعل تم انتقاله للعمل في رئاسة محاكم الباحة عام 1388هـ وتدرج فيها من كاتب ضبط ورئيس لكتاب الضبط ومدير لمكتب الرئيس والقائم بأعمال مدير إدارة محكمة الباحة حتى تقاعد تقاعدا نظاميا وراضيا عما قدمه من جهود في خدمة وطنه وقضاء حوائج الناس. واعتنى أبو عدنان بالعمل الاجتماعي بجانب مهام عمله الحكومي، عمل معرفا لقريته الجادية خلفا لوالده رحمه الله بالإضافة لعضوية جمعية البر الخيرية بالباحة في مجلس إدارتها وجمعيتها العمومية، وكان مثالا فعالا في كافة الأنشطة الاجتماعية والخدمية وسعى بما يمليه عليه واجبه الاجتماعي والديني بأعمال الصلح بين المتخاصمين لتفادي تطور الخلاف وبذل ما يستطيع من جهد في هذا السبيل في القضايا المختلفة كقضايا القتل والحقوق العامة. وأكد أن الله من عليه بحصيلة من المعرفة والإدراك بحكم ملازمتي لكوكبة من أصحاب الفضيلة القضاة الذين كانوا يحثون على الصلح بين الناس لما يترتب عليه من إنهاء أسباب الشقاق والخلافات في المجتمع وحل الخصومات بما يرضي جميع الأطراف ووفقه الله لذلك فله الحمد والمنة، مبينا أنه بعد تقاعده فرض عليه وضعه الصحي الانتقال إلى مدينة جدة ولكنني لم أنقطع عن أهلي وإخواني في منطقة الباحة التي قضى بها أجمل سني حياته وها هي تتألق أكثر بفضل ما بذل من جهود مخلصة من الدولة رعاها الله متمثلة في سمو أمير المنطقة وجميع المخلصين من أبناء هذا الوطن الحبيب.

مشاركة :