مصدر الصورةGetty ImagesImage caption رهف حصلت على اللجوء من كندا ما زالت أصداء قضية الفتاة السعودية رهف، التي هربت من بلادها وحصلت على حق اللجوء في كندا، تتردد في الصحافة العربية التي تناولتها في عدد من مقالات الرأي فيها. وقد وجه عدد من الكتاب في صحف عربية رسائل للفتاة السعودية مليئة بالانتقادات لما أقدمت عليه مخالفة الأعراف الاجتماعية المفروض على السعوديات الالتزام بها، وبسبب الضجة الإعلامية الكبيرة التي رافقت هربها. كما أبدى كتاب آخرون تعاطفا معها، منتقدين الظروف والقيود الاجتماعية القاسية التي فرضت عليها ودفعتها لاتخاذ قرار الهرب من عائلتها وبلادها. وركز كتاب سعوديون انتقاداتهم على ما قالته رهف في أحاديثها الإعلامية، وكذلك ما قامت به كندا من منح اللجوء للفتاة السعودية. وكانت رهف، 18 عاما، قد حبست نفسها في غرفة بفندق في العاصمة التايلاندية بانكوك ورفضت العودة إلى بلدها في وقت سابق من هذا الشهر، قبل أن تمنحها كندا حق اللجوء إليها. وقالت إن أسرتها أساءت معاملتها وقالت إنها تخشى أن تُقتل إذا عادت إلى بلدها. تزايد طلبات اللجوء من خليجيين وتطرح "القدس العربي" اللندنية تساؤلاً في عنوان افتتاحيتها: "لماذا تزايد هرب السعوديين والإماراتيين؟" وتلقي الصحيفة الضوء على تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية يتحدث عن "زيادة كبير في طلبات اللجوء المقدمة من خليجيين لدول أوروبا خلال الأعوام القليلة الماضية". وأشارت إلى أن السعوديين "تصدروا قائمة مقدمي طلبات اللجوء الخليجيين". وتقول الصحيفة: "المثير للتفكّر أيضاً أن الإماراتيين كانوا الأقرب للسعوديين في هذا الاتجاه، (إذ) زادت معدلات طلبات اللجوء من بلدهم بنسبة 300 في المئة مقارنة بعام 2012، وهو أمر لا يمكن تفسيره إلا بالتشابهات التي صارت تجمع بين البلدين، واللذين تحوّلا إلى دولتين أمنيتين طاردتين لمواطنيهما". ويقول بسام البدارين في "القدس العربي" اللندنية إن "الإعلام إياه يريدنا التوقف فقط عند سوق النخاسة وعند الصورة التي تنسجها محطة بي سي أس للفتاة السعودية المشهورة رهف، التي تعلن بأنها ستترك الإسلام، مع أن مشكلتها مع نظام مستبد ومجتمع ذكوري بطرياركي وأم وشقيق متخلفين، وليس مع الإسلام كدين". ويخاطب رهف بالقول: "حسبك يا ابنتنا المكسورة الهاربة رهف الشوق، ونرجو من الله أن لا تغويك النجومية أكثر، فمن يرغب بتغيير دينه يفعل بصمت". ويرى الكاتب أن "ما فعله أهل رهف بها - إن كان صحيحا - لا علاقة له بالإسلام". ويرى علي الخشيبان في صحيفة "الرياض" السعودية أن قضية رهف تستدعي "المساهمة الحقيقية لتوليد قيم الاندماج وخلق ثقافة ليس فيها أسئلة مرتبكة ولكن فيها طرقا مستحدثة للتفكير". "تسييس ساذج" وينتقد نجيب اليماني في "عكاظ" السعودية ما يصفه بـ"التسييس الساذج" لقضية رهف. ويرى أن ما يحدث ما هو إلا "نوع من تصفية الحسابات يمارس من خلال هذه القضية الخاسرة". ويقول: "لم تدخر بعض الجهات السياسية والأبواق الإعلامية المعروفة بعدائها للمملكة وشعبها جهدا في تسييس القضية، والانحراف بها عن مسارها المنطقي، واتخاذها نموذجا للتدليل على مزاعم اضطهاد يمارس على المرأة السعودية". ويضيف نجيب اليماني أن قضية رهف تم استغلالها "لتغدو منصة للهجوم على الوطن وثوابت مجتمعه، بصورة أقل ما توصف به أنها مستفزة". وتوجه لطيفة اليحيى حديثها لرهف في مقالها في "عكاظ" السعودية، فتقول: "إلى رهف القنون: رحلت لعالم داعشي، ولكن بنظرتك أنت كنت تنظرين إليه من خلف زجاج ملون بألوان زاهية... هل تعلمين أن دول الغرب إلى الآن لم يتحرروا من الاستعباد العنصري؟... حرريهم أنت يا ملكة الحرية طالما أنت هناك". وتضيف: "هيا، عيشي، ابدئي الآن بالتهيؤ عندما يقحمونك ويساومون عليك في عالم سياستهم القذرة، بالذات إذا كان هناك أمور خيانة وعملاء تجسس وما إلى ذلك ... الزمن كفيل بأن يفتح لك أبواباً لترى الوجوه التي سعيت خلفها وبعت دينا وأهلا ووطناً وكل ما لديك وضحيت بهم من أجل وجوه مشوهة وبشعة لن يتخيلها عقلك".مصدر الصورةGetty ImagesImage caption كتاب انتقدوا كندا وموقفها من قضية رهف ويقول فهد الأحمري في "الوطن" السعودية: "شكرا رهف، مرة أخرى، فقد كشفت لنا وللعالم أجمع دناءة السياسة الكندية ونزولها لمستوى وضيع من حيث استغلال قاصر، وتوظيف حالة أسرية صغيرة لمواجهة دولة عظيمة، مما يكشف العقلية الصغيرة التي تدير النظام الكندي اليوم. شكرا رهف لأنك كشفت للعالم، مجددا، مستوى أعداء السعودية العظمى الجديدة". "حرب على الإسلام" وتحت عنوان "كندا وحربها على الإسلام"، يقول محمد البكر في "اليوم" السعودية إن كندا "باتت اليوم مع هذه الحكومة الغريبة رأس حربة في الحرب على الدين الإسلامي". ويرى الكاتب أن "حكومتها الحالية ومن خلال تعاملها مع قضية الفتاة السعودية رهف، أظهرت بما لا يدع مجالا للشك أنها تستهدف الدين الإسلامي برمته". ويذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إن "الهدف الأكبر هو تشجيع الملحدين والمتمردين للخروج من دينهم الإسلامي". ويرى إبراهيم السليمان أن ما قامت به كندا "لا يمكن اعتباره تصرفًا دبلوماسيًا لائقًا بالدول المحترمة"، بل يندرج تحت "ممارسة المراهقة السياسية". ويصف ما حدث بأنه "مسرحية هزلية، وجد أبطالها في خطف هذه الطفلة المراهقة سلاحاً يعينهم على تحقيق أهدافهم العدوانية ضد بلادنا وهذا عنهم بعيد". ويقول: "من تابع أحداث ومقابلات مع من يسميها "المراهقة المخطوفة" لن يجد في أحلامها الحقيقية أكثر من أوهام سطحية لا تتجاوز خزعبلات مراهقة هوجاء ترى في الانفلات حرية".
مشاركة :