خلال ساعات تحل الذكرى الـ 67 لملحمة الشرطة المصرية فى الإسماعيلية والتى توافق 25 يناير من كل عام تلك المعركة التى جسدت التضحيات ضد المحتل الغاصب، وأظهرت قيادات وأفراد الشرطة بسالة وشجاعة كما هو معروف عن ابناء الفراعنة، سيظل هذا اليوم محفورا فى ذاكرة المصريين وكان فؤاد سراج الدين باشا وزير الداخلية آنذاك حفز رجاله على النضال ويعتبره رجال الشرطة المخلصون أيقونة المعركة.فؤاد سراح الدين باشا وزير الداخلية بموقعة الاسماعيلية 1952 سياسي ورجل دولة مصري ولد بكفر الجرايدة في محافظة كفر الشيخ فى ٢ نوفمبر ١٩١٠، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول جامعة القاهرة حاليًا في مايو عام ١٩٣١.ويعد سراج الدين أصغر النواب سنًّا في تاريخ الحياة النيابية المصرية، كما أنه أصغر وزير مصري؛ حيث تولى الوزارة وهو في الحادية والثلاثين من عمره.عمل وكيلا للنائب العام ومحاميًا في الفترة من ١٩٣٠ إلى ١٩٣٥.انضم للهيئة الوفدية عام ١٩٣٥ والهيئة البرلمانية في عام ١٩٣٦ وأصبح عضوا في الوفد المصري عام ١٩٤٦ ثم سكرتيرًا عامًا لحزب الوفد عام ١٩٤٩.عين وزيرا للزراعة في ٢٦ مايو ١٩٤٢وتولى منصب وزير الزراعة والداخلية والمواصلات.عين وزيرًا للمواصلات عام ١٩٤٩ وأشرف على وزارتي المالية والداخلية عام ١٩٥١.جرت الأحداث في قسم شرطة بمدينة الإسماعيلية يوم الجمعة الموافق 25 يناير 1952، عدما استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال.رفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية فؤاد سراح الدين باشا الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، وعندها فقد القائد البريطاني أعصابه، فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم الشرطة لنفس الدعوى بعد أن أرسل إنذارا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره، غير أن ضباط وجنود الشرطة رفضوا قبول هذا الإنذار.ووجهت الدبابات البريطانية مدافعها وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة، ولم تكن قوات الشرطة مسلحة بشيء سوى البنادق العادية القديمة.وقبل غروب شمس ذلك اليوم حوصر مبنى قسم الشرطة الصغير ومبنى المحافظة في الإسماعيلية، بسبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم "السنتوريون" الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على 800 في الثكنات و80 في المحافظة لا يحملون غير البنادق.واستخدم البريطانيون كل ما لديهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متكافئة القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة في القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 50 شهيدًا و80 جريحا وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التي كانت تتمركز في مبنى القسم، وأصيب نحو سبعين آخرين، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقي منهم.ولم يستطع الجنرال "أكسهام" أن يخفي إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم "شريف العبد" ضابط الاتصال: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا".وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال "أكسهام" بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم.في صباح اليوم التالى انتشرت أخبار الحادث في مصر كلها، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراته، وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهير الغاضبة.
مشاركة :