العمر الفعلي للاعب كرة القدم على أرض الملاعب قصير، نحو عشر سنوات لا عودة لها. وعلى نجم منتخب العراق الشاب مهند علي وضع حسابات دقيقة لمستقبله وربما يجعل من ملاعب أوروبا المليئة بالجماهير صوب عينه للوصول إلى النجومية. عمره 18 عاماً طوله 183 سم، سريع يراوغ بقدميه، لاعب يملك مهارات كثيرة، يلعب في نادي الشرطة العراقي وعيون أندية أوروبية عليه. بعد تألقه مع المنتخب العراقي في بطولة أمم آسيا المقامة في الإمارات، إلى أين سيتجه مهند علي، أو كما يعرف بـ "ميمي"؟ موقع "كالتشيو ميركاتو" الإيطالي كشف عن أن نادي دورتموند الألماني ونابولي الإيطالي يراقبان اللاعب العراقي مهند علي، لغرض التعاقد معه في الفترة المقبلة. ولو صحت هذه الأنباء، فإن فرصة كبيرة قد برزت أمام الموهبة العراقية الشابة لتحقيق الكثير عالميا ومحلياً، من خلال الاحتراف مع أندية أوروبية كبيرة تدعم المواهب الشابة. وزميله في المنتخب العراقي، علي عدنان احترف اللعب مع اودينيزي الإيطالي ويلعب حاليا مع اتلانتا في إيطاليا. مهند علي، وزميله علي عدنان في لقاء منتخب العراق وفيتنام، الذي انتهى بثلاثة أهداف لهدفين لصالح منتخب العراق. ما يجب على اللاعب العراقي فعله.. المقارنة بين المستوى الفني بين الأندية العراقية والخليجية والأندية الأوروبية تبدو للوهلة الأولى غير عادلة. فهناك اختلافات واسعة، تبدأ باكتساب الخبرة مروراً بالالتزام بأوقات التدريبات، خصوصاً في الأندية الخليجية. فقد انضم لاعبون عراقيون كانوا يمثلون مواهب كبيرة إلى أندية خليجية، بحثا عن الاستقرار المادي والنفسي، وضاعت مواهبهم التي كادت أن تكون عالمية. واللاعب العراقي حين يحترف الكرة يتجه إلى أندية في قطر أو الأمارات أو تركيا أو إيران. وهو بذلك لن يخرج إلى الأجواء العالمية للكرة ولن يكتسب خبرة دولية، بل سيحتفظ بخبرته الإقليمية فقط، مقتنعاً بالرفاهية التي تقدمها أندية خليجية، تستقطب مواهب عربية أو نجوما أوروبيين في نهاية مسيرتهم الكروية. نجم كرة القدم العراقية السابق نشأت أكرم الذي احترف الكرة في الخليج وفي ناد هولندي بعد ذلك، قارن طبيعة الاحتراف بين أوروبا والخليج. وقال لـDW عربية في لقاء سابق: "عندما جئت إلى هنا (أوروبا) كان عمري 25 أو 26 عاما، وكنت أتمنى أن أجيء وعمري 19 أو 20 عاما. فالمشكلة كبيرة، أن هناك اختلاف في الثقافات، فأنا مثلا كنت ألعب في الخليج والأمور مختلفة من حيث المناخ والأجواء والتدريب وأشياء كثيرة". ويوضح بأن مفتاح النجاح في أوروبا هو أنه "يجب أن تكون لديك ثقافة التأقلم والاستمرارية، ونحن لا نملك هذه الثقافة، وخصوصا الشارع العراقي واللاعب العراقي". بالإضافة إلى ما ذكره اللاعب نشأت أكرم، تلعب أمور، مثل التخطيط السليم ووجود مدير أعمال يكون هدفه منصباً على تقديم أفضل العروض إلى الموهبة الكروية الشابة، عروض ترفع من مستوى اللاعب فنياً، لتصب حصيلتها النهائية بعد فترة من الزمن في صالح اللاعب نفسه وحتى مدير الأعمال، في حال احتمال ارتفاع قيمة اللاعب في سوق الانتقالات. موهبة كانت كبيرة مثل نجم المنتخب العراقي وزميل نشأت أكرم، يونس محمود كان له أن يكون نجماً عالميا لو كان قد حط الرحال في أندية أوروبية. يونس اعترف في لقاء صحفي أنه خاف الانتقال إلى نادي مارسيليا الفرنسي، وبدلا من ذلك فضل الانتقال بين الأندية الإماراتية والقطرية طيلة مسيرته الرياضية الاحترافية خارج العراق. مازال مهند علي الذي تسكن أسرته في العشوائيات ببغداد، يلعب في نادي الشرطة العراقي. عقده ينتهي مع النادي نهاية الموسم. ويقال إنه رفض عروض أندية أوروبية مغمورة، وعليه أن يفكر ملياً قبل قبول عروض محتملة يمكن أن تقدم له للانضمام إلى أندية خليجية أو تركية أو إيرانية، فعمره مازال صغيرا كي تنتهي موهبته سريعاً بسبب المردود المادي السريع. ولعل موهبته ستصقل وسعر خدماته سيتضاعف في المستقبل، لو يلعب لأندية أوروبية كبيرة يتعلم فيها الانضباط ويتدرب في ملاعبها ويخوض المنافسات الحقيقية في ملاعب مليئة بالجماهير، ولعل نجم ليفربول والمنتخب المصري محمد صلاح أبرز مثال على ذلك. عباس الخشالي
مشاركة :