أوضح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الإثنين، أن تركيا لن تسمح بأن تصبح “منطقة آمنة” تفكر في إقامتها في شمال سوريا قاعدة للانفصاليين الأكراد. والأسبوع الماضي، وبعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول سحب كل القوات الأمريكية المؤلفة من ألفي جندي من سوريا، قال أردوغان إنه بحث مع ترامب إقامة تركيا منطقة آمنة بعمق 20 ميلا داخل سوريا على امتداد الحدود بين البلدين. وقال أردوغان، إن تركيا ستعمل مع كل من يرغب في تزويدها بدعم لوجيستي للمنطقة الآمنة المزمعة، ولكنه أضاف أنها ستتخذ إجراءات فيما يتعلق بسوريا إذا لم يكن هناك وفاء بالتعهدات التي تلقتها أنقرة. وتابع قائلا “لن نسمح أبدا بمنطقة آمنة تتحول إلى مستنقع جديد ضد تركيا مثل ذلك الموجود في شمال العراق، حيث ما زلنا نواجه مشاكل. “لا نتحدث عن منطقة آمنة (كحماية) من تركيا وإنما منطقة لإبعاد الإرهابيين”. وتهاجم طائرات تركية من حين لآخر قواعد في شمال العراق لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل منذ ثلاثة عقود من أجل حكم ذاتي بجنوب شرق تركيا، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. ويوم الأحد، أبلغ أردوغان ترامب بأن تركيا مستعدة لتولي الأمن في مدينة منبج السورية، والتي شهدت الأسبوع الماضي مقتل أربعة أمريكيين، هم جنديان وموظفان مدنيان، في تفجير أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه. ورحبت تركيا بقرار ترامب سحب القوات الأمريكية، بينما تجري استعدادات لتنفيذ هجوم في شمال سوريا يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تقول أنقرة إنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وتساعد قوات أمريكية الوحدات لطرد تنظيم داعش من مناطق في شمال سوريا، وأثار قرار ترامب، الذي أربك فريقه الخاص للأمن القومي، اتهامات في بلاده بأنه يتخلى عن حليف. والعلاقات الأمريكية التركية متدهورة منذ شهور بسبب دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية وقضايا أخرى. وقال أردوغان “إذا تم الوفاء بالعهود المقطوعة لنا واستمرت العملية، فهذا أفضل. إذا لم يحدث هذا فقد أنهينا بالفعل جزءا كبيرا من استعداداتنا، لذا سنبدأ اتخاذ خطوات تتوافق مع استراتيجيتنا”. وقالت قوات سوريا الديمقراطية، المتحالفة مع وحدات حماية الشعب، الأسبوع الماضي إنها مستعدة لتقديم المساعدة في إقامة المنطقة الآمنة المزمعة.
مشاركة :