ضربت إسرائيل أهدافا في سوريا في ساعة مبكرة أمس الاثنين في أحدث قصف في عمليات تستهدف الوجود الإيراني هناك وتزداد علانية يوما بعد يوم، وهزت الانفجارات المدوية أرجاء دمشق على مدى ساعة في عملية عسكرية لليلة الثانية على التوالي. ولم تعلن دمشق حجم الضرر أو عدد الضحايا الذين سقطوا في الضربات، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن 11 شخصًا لقوا حتفهم وقالت روسيا حليفة سوريا إن 4 جنود سوريين قتلوا وأصيب 6 آخرون. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الغارة الجوية استهدفت أساسا قوات إيرانية، واستهدفت أيضا سوريين يساعدونهم. وأضاف «سنضرب كل من يحاول الإضرار بنا». وخطر اندلاع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، يعتمل منذ فترة طويلة في سوريا، حيث أرسى الجيش الإيراني وجودا منذ بدايات الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو 8 سنوات دعما لنظام بشار الأسد. وتكررت هجمات إسرائيل، التي تعتبر إيران الخطر الأكبر، على أهداف في سوريا تخص إيران وقوات متحالفة معها، من بينها جماعة حزب الله اللبنانية. لكن مع اقتراب موعد إجراء انتخابات، بدأت الحكومة الإسرائيلية تتحدث عن هجماتها بقدر أكبر من العلانية، كما اتخذت موقفا أكثر حزما إزاء ميليشيات حزب الله على الحدود مع لبنان. وقالت إن هجوما صاروخيا وقع الأحد كان من تنفيذ إيران. يأتي التحول الإسرائيلي بعد شهر من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ عن خطة لسحب القوات الأمريكية المؤلفة من 2000 جندي من سوريا، في خطوة سعى إليها الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون طويلا. وصدم قرار ترامب حلفاء للولايات المتحدة في المنطقة وعارضه مسؤولون أمريكيون كبار بينهم وزير الدفاع جيم ماتيس الذي قدم استقالته. وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته هاجمت أهدافا لفيلق القدس الإيراني في وقت مبكر أمس الاثنين، منها مخازن ذخيرة وموقع بمطار دمشق الدولي وآخر للمخابرات ومعسكر للتدريب العسكري. وأضاف الجيش أن طائراته استهدفت بعد ذلك بطاريات دفاع سورية بعد تعرضها للنيران. جاء هذا في أعقاب ليلة شهدت إطلاق نار عبر الحدود بدأ حسبما قالت إسرائيل بإطلاق قوات إيرانية صاروخ أرض / أرض (إيراني الصنع) من منطقة قرب دمشق على منتجع للتزلج في مرتفعات الجولان المحتلة. وقالت سوريا إن إسرائيل هي التي بادرت بالهجوم وإن دفاعاتها الجوية تصدت له. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية نقلا عن مصدر عسكري أن البلاد واجهت «هجوما مكثفا وعبر موجات متتالية بالصواريخ الموجهة»، لكنها دمرت معظم «الأهداف المعادية». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في روسيا قولها إن الدفاعات الجوية السورية، التي تزودها موسكو بالعتاد، دمرت أكثر من 30 صاروخَ كروز وقنبلة موجهة. وفي طهران، نقلت وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء، وهي موقع يخضع لإشراف التلفزيون الرسمي، عن البريجادير جنرال عزيز نصير زاده قوله «الشبان في القوات الجوية مستعدون تماما وينتظرون بفارغ الصبر مواجهة النظام الصهيوني ومحوه من على وجه الأرض». وقال الأسد إن القوات الإيرانية مرحب ببقائها في سوريا بعد سنوات شهدت انتصارات عسكرية أعادت معظم أراضي البلاد إلى سيطرته. وهناك جيبان كبيران فقط لا يزالان خارج قبضة الأسد ويشملان المنطقة التي يعتزم ترامب الانسحاب منها. وقال نتنياهو، الذي يأمل في الفوز بفترة خامسة في الانتخابات المقررة في التاسع من أبريل، لمجلس وزرائه الأسبوع الماضي إن إسرائيل نفذت «مئات» الهجمات خلال السنوات القليلة الماضية خلال الحرب السورية. وقال الأحد «لدينا سياسة راسخة تتمثل في قصف التحصينات الإيرانية في سوريا وإلحاق الضرر بكل من يحاول إيذاءنا». ووزع الجيش الإسرائيلي صورا لما قال إنها صواريخ تصيب بطاريات الدفاع السورية وصورا أيضا التقطتها الأقمار الصناعية تظهر موقع الأهداف الإيرانية التي تحدث عنها. وبثت وسائل إعلام رسمية سورية لقطات لانفجارات. وفي عملية دارت الشهر الماضي وتم تسليط الضوء عليها بشكل كبير، كشف الجيش الإسرائيلي ودمر أنفاقا أسفل الحدود مع لبنان قال إن حزب الله حفرها لتنفيذ هجمات في المستقبل. وكانت آخر حرب خاضتها إسرائيل وحزب الله على أراض لبنانية في عام 2006. وتخشى إسرائيل أن يكون ميليشيات حزب الله قد استغل دوره في القتال إلى جانب إيران والأسد في سوريا لتعزيز قدراته العسكرية بما في ذلك ترسانة صواريخ تستهدف إسرائيل. وتصاعدت التوترات أيضا بسبب بناء إسرائيل جدار حدودي يقول لبنان إنه يمر في أراضيه.
مشاركة :