تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، أمس الاثنين، بأن تكون أكثر انفتاحاً مع البرلمان في التفاوض على مستقبل العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، وبأن تعالج مخاوف النواب بشأن اتفاق الانفصال لنيل موافقتهم عليه، في حين انفجرت سيارة مهملة في منطقة فرضت حولها الشرطة طوقاً أمنياً في إيرلندا الشمالية، وذلك بعد دخول روبوت من وحدة إبطال المفرقعات في الجيش إليها. وزاد التفجير القلق بشأن مخاطر زعزعة «بريكست» للسلام الذي تم التوصل إليه بصعوبة في المقاطعة البريطانية.وأبلغت ماي البرلمان بأنها ستكون «أكثر مرونة»، وستنفذ مطلباً لحزب العمال المعارض بشأن ضمان حقوق العمال، وستجد سبيلاً لتهدئة المخاوف بشأن الالتزام بعدم العودة إلى الحدود المعقدة في جزيرة إيرلندا، فيما يسلط الضوء على ثلاثة تغييرات في خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي. وقالت ماي: «سنحترم بفعلنا ذلك تفويض الشعب البريطاني، ونغادر الاتحاد الأوروبي بطريقة تفيد كل جزء من مملكتنا المتحدة، وكل مواطن في بلدنا». وأكدت ماي عزمها على المضي قدماً في انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وعارضت بشدة إجراء استفتاء ثانٍ على هذا الموضوع، وأعربت في كلمتها أمام البرلمان البريطاني أمس الاثنين عن مخاوفها من أن استفتاء ثانياً سيشكل «سابقة معقدة»، مشيرة إلى أنه من شأن إجراء استفتاء ثانٍ حول «بريكست»، أن يعزز مواقف القوميين في البلاد، مضيفة أنها لا تعتقد بأن هناك أغلبية في البرلمان تؤيد إجراء استفتاء جديد.وبشأن قضية إيرلندا، أكدت تيريزا ماي، الالتزام التام باتفاقية بلفاست للسلام الموقعة في عام 2008، والتي أنهت النزاع المسلح في إيرلندا الشمالية، واستبعدت إعادة النظر في هذه الاتفاقية، بينما استبعدت إيرلندا، أمس، إجراء أي محادثات ثنائية مع بريطانيا حول الحدود الإيرلندية، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وهي نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات لندن مع بروكسل.ومن المقرر أن تقدم تيريزا ماي للبرلمان البريطاني، خطة جديدة بشأن شروط انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن رفض البرلمان في 15 يناير الجاري، الخطة الأولى المتفق عليها بين حكومة ماي وبروكسل. ومن المقرر أن يصوت البرلمان البريطاني على الخطة الجديدة في 29 يناير الجاري.وفي هذه الأثناء، وقع انفجار قوي، أمس، وانبعث دخان أسود من عربة «فان» متروكة في منطقة فرضت حولها الشرطة طوقاً أمنياً في لندن ديري بإيرلندا الشمالية، وذلك بعد دخول إنسان آلي من وحدة إبطال المفرقعات في الجيش إلى السيارة، ما أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب بين الجيش الإيرلندي والحكومة البريطانية.وقال شرطي في الموقع لشاهد من رويترز، إن الجيش كان يستعد لتنفيذ تفجير في السيارة التي سرقها ثلاثة ملثمون ألقوا شيئاً في الجزء الخلفي منها قبل تركها، مردفاً أن انفجاراً قوياً ثانياً وقع في نفس السيارة بعد ذلك بدقائق. وقالت الشرطة إنها تعتقد أن مجموعة شبه عسكرية تطلق على نفسها «الجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد»، تقف خلف التفجير. وأوضح مارك هاملتون من جهاز الشرطة في إيرلندا الشمالية لإذاعة «بي بي سي»: «لم أرَ جهازاً كهذا يتم استخدامه منذ مدة طويلة. إنه تكتيك عالي المخاطر». وقال هاملتون إن «الجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد» ارتبط مؤخراً بعدة حوادث، لكن تفجير السبت «هو الهجوم الأكبر على الأرجح الذي يقع في السنوات الأخيرة».(وكالات)
مشاركة :