إردوغان لا يرحب باستقالة رئيس المخابرات وعزمه خوض الانتخابات

  • 2/11/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه لا يرحب بقرار رئيس المخابرات هاكان فيدان بالاستقالة وخوض انتخابات البرلمان في إشارة إلى شقاق محتمل بشأن الترتيب للانتخابات الوشيكة داخل النخبة الحاكمة. وأثار رد فعل إردوغان على قرار فيدان، وهو من أبرز حلفائه، دهشة معلقين كانوا قد توقعوا على نطاق واسع أن يخوض رئيس المخابرات الانتخابات المقررة في يونيو (حزيران) ورأوا أن القرار جزء من خطة لتعزيز قوة الحزب الحاكم في البرلمان. وقال إردوغان للصحافيين في مطار إسطنبول أول من أمس: «لا أنظر إلى ترشحه بإيجابية. قلت هذا لرئيس الوزراء». ولم يوضح الرئيس أسباب عدم ترحيبه بالقرار. لكن محللين أشاروا إلى أنه ربما تدخل لأنه أصبح يعتمد على فيدان على رأس وكالة المخابرات. وقال جوناثان فريدمان من شركة ستروز فيدبيرغ المتخصصة في الاستشارات المتعلقة بالمخاطر السياسية: «هاكان فيدان رجل إردوغان في مجتمع المخابرات بتركيا. إنه في قلب محادثات السلام الكردية.. وسياسة تركيا إزاء سوريا. من يمكنه أن يحل محله». ويقضي الدستور التركي بألا ينحاز الرئيس إلى أي طرف. وقال إردوغان إن ترشح فيدان مسألة تخص رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وأضاف: «لا أملك سلطة التدخل في هذا (القرار). لا أملك الحق في ذلك». لكن إردوغان لم يخف عزمه على إحكام قبضته على السياسة وحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ أن أصبح رئيسا بعدما كان رئيسا للوزراء. وقال فريدمان إن أي انقسام بين إردوغان وداود أوغلو سيثير قلق المستثمرين «لأنهما إذا تفرقا فكل الاحتمالات قائمة بالنسبة للاستقرار السياسي في تركيا». وتوجه المعارضة انتقادات منتظمة لإردوغان بأنه يتدخل في السياسة اليومية. وكانت استقالة فيدان واحدة من عدة استقالات بين مسؤولين كبار يعتزمون الترشح عن حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التي ستجرى في يونيو (حزيران) ومن بينهم وكيل وزارة المالية ناجي إقبال الذي ينظر إليه على أنه مرشح لتولي منصب وزاري. كما استقال ايدين أونال الذي يكتب خطابات إردوغان ليخوض الانتخابات البرلمانية. وذكر الكثيرون أن فيدان الذي لم يدل بتصريحات حتى الآن قد يصبح وزيرا للخارجية. ومنذ توليه رئاسة وكالة المخابرات في 2010 لعب فيدان دورا محوريا في التعامل مع فضيحة تنصت؛ إذ أشارت محادثات سجلت سرا بأصابع الاتهام إلى مسؤولين كبار بعدما سربت ونشرت على الإنترنت. ووصف إردوغان الفضيحة بأنها محاولة للإطاحة به من قبل أنصار حليفه السابق رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن. وتأتي استقالة فيدان في وقت صعب إقليميا بالنسبة لتركيا في ظل تصاعد المخاطر الأمنية بسبب انعدام الاستقرار على طول حدودها مع العراق وسوريا.

مشاركة :