قُتِل 65 شخصاً على الأقل في هجوم تبنته حركة طالبان على قاعدة للاستخبارات الأفغانية، بحسب ما أفاد مسؤول محلي الثلاثاء، في حصيلة جديدة أعلى بكثير من تلك التي وردت عقب وقوع الهجوم الاثنين وبلغت 12 قتيلاً. وفجّر مسلحون عربة مفخخة في منشأة التدريب التابعة لجهاز الاستخبارات قبل وصول سيارة أخرى تنقل مسلحين فتحوا النار على الجنود. وقال محمد سردار بخياري نائب رئيس مجلس ولاية وردك حيث وقع الهجوم الاثنين لوكالة فرانس برس «انتشلنا نحو 65 جثة من تحت الأنقاض بالأمس»، وتحدث مسؤول أمني رفيع طلب عدم الكشف عن هويته عن مقتل 70 شخصاً في الهجوم. وفي وقت لاحق الثلاثاء، أعلنت مديرية الأمن الوطني الأفغانية «ان دي اس» وهي جهاز الاستخبارات الأفغاني، أن الحصيلة بلغت 36 قتيلاً و58 جريحاً. ومن المعروف عن السلطات الأفغانية أنها تقلل عدد ضحايا الهجمات في حين تتكبد قواتها خسائر فادحة منذ سحب حلف شمال الأطلسي قواته المقاتلة من البلاد في 2014، ومن شأن هجوم الإثنين أن يزيد من إحباط المعنويات. والإثنين، قال مسؤولون محليون من الولاية لوكالة فرانس برس إن 12 شخصاً قتلوا في الهجوم بينما تراوحت الأرقام التي أعطاها مسؤولون لوسائل الإعلام المختلفة من 12 قتيلاً إلى أكثر من مئة. وهاجم مسلحون يستقلون عربة «هامفي» مفخخة قاعدة الاستخبارات في ميدان شهر، عاصمة وردك الواقعة على بعد نحو 50 كلم جنوب كابول ما تسبب بانهيار جزء من السقف، بحسب ما أظهرت صور واردة من الموقع. ودخل المجمع بعدهم «ثلاثة مهاجمين على الأقل كانوا في سيارة من طراز تويوتا تتبع عربة الهامفي»، بحسب ما قال عضو مجلس ولاية وردك عبد الوحيد أكبرزاي لوكالة فرانس برس الثلاثاء. وقال إن المهاجمين قُتلوا سريعاً لكن معظم الضحايا سقطوا جراء انهيار سقف في القاعدة. وقال رئيس المجلس المحلي اختر محمد طاهري «إنها خسارة كبيرة، قوات جهاز الاستخبارات مدربة ومعدة بشكل أفضل من عناصر الشرطة والجيش الأفغاني الذين يموتون بأعداد قياسية». وأضاف أن المهاجمين اقتحموا القاعدة وهم يرتدون الزي الرسمي للقوات الخاصة الأفغانية. وأفاد الأهالي عن سماع «انفجار كبير». وقال صديق الله الذي يسكن في ميدان شهر لوكالة فرانس برس «شاهدت دخاناً أسود»، مضيفاً أن التفجير أدى إلى تحطم الزجاج في منزله وأن عدداً من أفراد أسرته أصيبوا بجروح. وجاء الهجوم غداة اعتداء انتحاري لطالبان استهدف موكب حاكم ولاية لوغار وأدى إلى مقتل سبعة حراس أمن على الأقل. وتأتي الهجمات الأخيرة في أعقاب نشاط دبلوماسي حثيث في الأشهر الماضية قام به الموفد الأميركي زلماي خليل زاد بهدف طي صفحة الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 عاماً. وقال عبدالله عبدالله الذي هو بمثابة رئيس حكومة أفغانستان خلال طاولة مستديرة في المنتدى العالمي للاقتصاد في دافوس الثلاثاء، إن «العقبة الأساسية» أمام المحادثات لا تزال رفض متمردي طالبان التحدث مباشرة مع الحكومة في كابول. وأكد أن كابول مستعدة لبدء محادثات من دون شروط مسبقة. يصف المتمردون الذين يحققون مكاسب على الأرض، حكومة كابول بأنها «دمية» بيد الغرب، وهددوا بتعليق عملية المفاوضات الأسبوع الماضي. غير أنهم أعلنوا الإثنين استئناف المحادثات مع مسؤولين أميركيين في قطر، في وقت يناقش الطرفان اتفاق سلام محتملاً يمكن أن يمهد الطريق أمام مشاركة المتمردين في الحكومة المقبلة. ولم تؤكد واشنطن إعلانهم عن أن المحادثات مستمرة. ومنذ مطلع 2015، عندما تولت القوات المحلية الأمن من قوات حلف شمال الأطلسي قتل قرابة 30 ألف جندي وشرطي أفغاني، حسبما كشف الرئيس أشرف غني العام الماضي، ما معدله نحو 20 يومياً.
مشاركة :