تناولت الصحافة العربية اليوم ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد في حواره مع بي بي سي، مسلطة الضوء على تصريحاته بشأن تلقي بلاده معلومات غير مباشرة من دول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأبرزت الصحف على صدر صفحاتها الأولى أيضا ما قاله الأسد بأن سوريا لا تنتوي ولا تقبل الانضمام للتحالف حيث توجد ضمنه دولة تدعم الإرهاب. وبينما انتقدت بعض الصحف نظام الأسد، وجهت صحيفة سورية هجوما على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، متهمة إياهم بالوقوف خلف داعش. وهي اتهامات اعتادت الصحف السورية أن ترددها خلال الفترة الماضية. وعلى صعيد آخر، أولت الصحف العربية أيضا اهتماما بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة، متسائلة عن تبعات تلك الزيارة على سياسيات المنطقة. حوار مع الأسد وقرنت صحيفة الأهرام المصرية تصريحات الأسد حول عدم تنسيق بلاده مع قوى التحالف بأخبار عن الصراعات الدائرة في سوريا، قائلة: 20 شخصا على الأقل قتلوا جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في مدينة دوما، بينما حملت عنوانا يقول: الأسد ينفي التنسيق مع التحالف بشأن الضربات الجوية ضد داعش. واقتبست جريدة الوسط البحرينية عن الأسد تعليقه عن الانضمام للتحالف: لا نرغب بذلك لسبب بسيط هو أننا لا نستطيع أن نكون في تحالف مع بلد يدعم الإرهاب. وركزت صحف أخرى على تأكيد الأسد أن بلاده تتلقى رسائل غير مباشرة من الولايات المتحدة. وجاء عنوان صحيفة السفير اللبنانية: الأسد أكد أن دمشق تتبلغ رسائل واشنطن عبر أطراف ثالثة. أما صحيفة الشروق الجديد المصرية فذكرت مزيدا من التفاصيل في هذا الصدد في عنوانها القائل: الرئيس السوري: العراق ودول أخرى تنقل لنا رسائل بشأن الغارات على داعش.. وتسليح المعارضة المعتدلة حلم كاذب. وعلى صعيد آخر، انتقد طارق مصاروة في جريدة الرأي الأردنية نظام الأسد، قائلا: ينكر الأسد أن هناك معارضة غير داعش والنصرة، وينكر أنه يقتل الناس، ويصر على أن المدنيين يلجأون إلى مناطق السيطرة الحكومية.. أي أنه يُنكر وجود أربعة ملايين لاجئ سوري في الأردن ولبنان وتركيا.. والآف يرقدون في مياه البحر المتوسط. أما صحيفة الثورة السورية فكتبت في افتتاحيتها: كل الانتفاخات في سياسات الغرب وملحقاتها من كروش النفط لم يكن في أحشائها للمنطقة إلا داعش... لذلك ولغير ذلك لم يسأل (جيريمي بوين)، مراسل البي بي سي، كثيراً عن نسب داعش ولم يفتش من أين هبط ذاك الـداعش المتورم إعلامياً.. بل بقي في هواجس خيبة الغرب. الدب الروسي في القاهرة تشير بعض الصحف إلى حاجة مصر لروسيا وحاجة روسيا لمصر. وبينما احتفت أغلب الصحف المصرية بزيارة الرئيس الروسي للقاهرة، تناول عدد من الصحف العربية تبعاتها في محاولة لشرح ما تحمله من أثر على ميزان العلاقات الدولية في المنطقة. وقالت صحيفة روز اليوسف المصرية على صدر صفحتها الأولى مصر تفتح ذراعيها للدب الروسي. أما صحيفة المصري اليوم فقالت في عنوانها: الهدايا الـ6 في زيارة القيصر.. تعاون عسكري ونووي ونفطي وسياحي ودعم مؤتمر شرم الشيخ ومنطقة تجارية. وقال رئيس تحرير جريدة الأخبار المصرية في مقاله أن السيسي وبوتن يجمعهما توافق الكيمياء و تناسخ المسار، مضيفا أن دعوة بوتين للسيسي لزيارة روسيا مرة أخرى هي دلالة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وارتياد آفاق أرحب من تعاون غير محدود. أما مصطفى بسيوني من جريدة السفير اللبناني فقد كتب: الزيارة حملت أهمية خاصة بالفعل للطرفين، فبالنسبة للقاهرة، تمثل تقوية العلاقات مع قوة عظمى ضرورة قصوى لتخفيف الضغوط الغربية.. كما أن روسيا الدولة الكبرى المنتجة للطاقة تمثل ملاذًا هامًّا لمصر التي تعاني من نقص الطاقة. وأضاف أما روسيا، التي تعاني من عقوبات اقتصادية أرهقتها، خاصة بعد انهيار أسعار البترول، فتمثل مصر لها أيضًا مهربًا من أثر العقوبات الغربية، كما تمنحها فرصة جديدة لإعادة التوازن إقليميا واستعادة دورها في الشرق الأوسط. وفي السياق ذاته، كتب يوسف الكويليت في جريدة الرياض السعودية قائلا: روسيا تحتاج مصر كنافذة للوطن العربي وأفريقيا وفيها مغريات الاستثمار ليس في عقد صفقات أسلحة أو صناعتها فقط وإنما في مجالات صناعية وطاقة نووية، وبترول وغاز وعلوم فضاء وغيرها، بنفس الوقت مصر لا تريد أن تكون حبيسة اتجاه واحد. ويضيف لا نعتقد أن أمريكا وحلفاءها، لا يراقبون هذا التحرك وانعكاساته حتى لو كانت معظم دول المنطقة العربية على علاقات استراتيجية أكبر من روسيا... نجد أن المراقب الغربي لا يرحب أو يريد أن يمنع مثل هذا التواصل مع دولة مثل روسيا.
مشاركة :