أكد رياضيون أن المنتخب الوطني واجه مشكلات عدة خلال مواجهة قيرغيزستان، أول من أمس، لكنه انتصر 3-2، وخطف بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي لكأس أمم آسيا «الإمارات 2019»، مشددين على ضرورة معالجة الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون قبل المواجهة المرتقبة أمام منتخب أستراليا في الدور المقبل، وأبرزها الأخطاء الدفاعية القاتلة، والإهدار العجيب للفرص المحققة. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «المنتخب صعّب المهمة على نفسه من خلال استسهال المباراة، على الرغم من أنه كان بإمكانه حسمها من الشوط الأول، خصوصاً أنه سجل هدفاً مبكراً في الدقيقة 14، لكنه لم يصمد كثيراً ليتعادل منتخب قيرغيزستان، قبل أن يستعيد المنتخب توازنه مجدداً، لذلك فإن الكثير من الأمور التي صاحبت المباراة يحتاج إلى مراجعة دقيقة من قبل الجهاز الفني، بقيادة المدرب الإيطالي ألبيرتو زاكيروني». وقال عضو لجنة المنتخبات الوطنية السابق في اتحاد كرة القدم، مدرب منتخب الشباب السابق، علي إبراهيم، إن «مباريات خروج المهزوم لها دائماً حسابات معقدة، فالمنتخب واجه تحدياً كبيراً أمام قيرغيزستان، وهناك لاعبون مؤثرون في المنتخب لم يظهروا بمستوياتهم الحقيقية، أبرزهم هداف المنتخب علي مبخوت، الذي لم يكن في كامل تركيزه خلال المباراة، إذ كان بإمكانه تسجيل ثلاثة أهداف بمفرده، فيما كان إسماعيل مطر وعامر عبدالرحمن الأبرز في صفوف المنتخب». وأضاف أن «مدرب المنتخب زاكيروني مطالب بضرورة الاستقرار على التشكيلة، ومعالجة مشكلة إهدار الفرص». من جهته، أكد اللاعب الدولي السابق والمستشار القانوني، سالم حديد، أن «هناك الكثير من الملاحظات التي يجب الوقوف عندها، من بينها أسلوب اللعب الذي ينتجه المنتخب في هذه البطولة، والقراءة الفنية للمدرب زاكيروني للمنتخبات التي نواجهها»، مشيراً إلى أن «الكثير شاهد في مباراة قيرغيزستان تكتلاً دفاعياً للمنتخب بصورة غير مبررة إطلاقاً، خصوصاً مع منتخب لا يعتبر من بين المنتخبات الكبيرة في آسيا». وشدد سالم حديد على أهمية تغيير زاكيروني لأسلوبه في اللعب، الذي يعتمد على النزعة الدفاعية، وضرورة زيادة الكثافة العددية في الهجوم، حتى لا يتعرض المنتخب أمام منتخب أستراليا لمثل هذه المشكلات التي واجهته أمام منتخب قيرغيزستان، خصوصاً أن المنتخب الأسترالي لديه خبرة كبيرة في مثل هذه المباريات المهمة والحساسية التي تلعب بنظام خروج المهزوم، مشيراً إلى أن منتخب أستراليا معروف بأنه يجيد لعب الكرات الطويلة والعرضية. وأضاف «النزعة الدفاعية واضحة في طريقة لعب زاكيروني، على الرغم من أنها لم تؤت ثمارها المرجوة، إذ إنه حتى عندما قام باستبدال إسماعيل مطر فإنه استعان ببديل مدافع هو محمد أحمد، فضلاً عن أن هناك ثلاثة لاعبين يعتمد عليهم المدرب كلاعبين محاور، مثل عامر عبدالرحمن وخميس إسماعيل وعلي سالمين، لكنهم لم يقوموا بمساندة خط الهجوم والمشاركة في الهجمات». وأكد مدير فريق النصر السابق، خالد عبيد، أنه وعلى الرغم من أن المنتخب واجه منافساً مستسلماً في بداية المباراة، إلا أنه لم يستغل ذلك، لاسيما أن المنتخب كان متقدماً بهدف في بداية المباراة، وكان يمكن أن يعطي ذلك ثقة أكبر للاعبين للتفوق في الملعب، وتسجيل المزيد من الأهداف، لكن للأسف فإن المنتخب تراجع، ومكّن منتخب قيرغيزستان من الوصول إلى مرماه وتسجيل هدف، مؤكداً أن المنتخب وصل إلى الدور ربع النهائي في البطولة الآسيوية، لكن بصعوبة كبيرة جداً. وقال خالد عبيد: «لدينا أخطاء واضحة جداً، خصوصاً في عملية التمركز والتمرير، وهذا الأمر يجب أن يسعى المدرب زاكيروني لإيجاد حلول له، لاسيما أن المنتخب مقبل على مهمة صعبة أمام منتخب أستراليا صاحب الخبرة الكبيرة في بطولات كأس أمم آسيا». وأوضح خالد عبيد أن «أخطاء التمركز والتمرير تعطي دائماً ثقة أكبر للمنافس للتفوق في المباراة، لذلك فإن المنتخب بحاجة إلى عملية انسجام أكبر في المباراة المقبلة أمام أستراليا، سواء من قبل خط الدفاع أو الوسط، للتقليل من أي عملية أخطاء يمكن أن تحدث خلال المباراة». وشدد خالد عبيد على أن المنتخب كانت تنقصه عملية المبادرة في المباراة، وهذا الأمر يرجع للاعبين، وليس للمدرب أي دور فيه، مطالباً اللاعبين بضرورة مراجعة حساباتهم في هذا الخصوص، مشيراً إلى أنه لاحظ أنه عندما يفقد المنتخب الكرة أثناء المباراة، فإن كل اللاعبين يقفون متفرجين فقط، مؤكداً على أهمية أن يكون المنتخب أكثر شراسة في مواجهة منافسيه، وترك عملية الاستسلام واستسهال المباريات، مهما كان حجم ومستوى المنافسين الذين يواجههم المنتخب. وأكد مدير شؤون اللاعبين بالفريق الأول في نادي الشارقة، اللاعب الدولي السابق عمران الجسمي، أن المنتخب كان بحاجة إلى جرأة هجومية أكثر في مباراة قيرغيزستان، لكن للأسف الشديد فإن ذلك لم يحدث، مؤكداً أنه يتمنى أن يستفيد الجهاز الفني من المشكلات الفنية الكثيرة والصعوبات التي واجهها المنتخب خلال مباراة قيرغيزستان حتى لا تتكرر مستقبلاً. وأضاف عمران الجسمي: «الاعتماد على الجانب الدفاعي في مثل هذه المباريات الإقصائية سيكون ثمنه باهظاً، إذ إن المدرب اعتمد على ثلاثة محاور ارتكاز، جميعهم لديه نزعة دفاعية، ما إثر بصورة واضحة في الجانب الهجومي، حيث أننا لو اعتمدنا الأسلوب الدفاعي في مواجهة منتخبات متواضعة مثل قيرغيزستان، فكيف يكون الحال عندما نواجه منتخبات كبيرة وقوية مثل أستراليا». وأوضح عمران الجسمي «أتمنى من اللاعبين أن يكونوا على قدر عالٍ من المسؤولية، وكذلك أن يكون هناك تغيير إيجابي إلى الأفضل في الكثير من الأمور داخل المنتخب، أبرزها الروح التي يخوض بها اللاعبون المباريات، وإلا فإن المنتخب سيواجه صعوبات أكثر في المرحلة المقبلة لو واصل بهذا الأسلوب الذي يلعب به حالياً». وشدد عمران الجسمي على أهمية أن مراجعة الجهاز الفني لظاهرة إهدار اللاعبين للفرص السهلة، خصوصاً من مهاجم كبير مثل علي مبخوت، الذي أهدر لوحده ثلاث فرص مؤكدة، كانت كفيلة بحسم المنتخب للمباراة. الملاحظات الفنية على المنتخب 1- الأخطاء الدفاعية القاتلة مكّنت قيرغيزستان من تسجيل هدفين. 2- غياب مساندة خطي الدفاع والوسط للهجوم. 3- النزعة الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة في كثير من الأحيان خلال المباراة. 4- المنتخب عانى مشكلات في الكرات العرضية والهوائية. 5- إهدار الفرص السهلة التي كانت كفيلة بترجيح كفة المنتخب دون معاناة. 6- وجود أخطاء في عملية تمرير الكرات وتمركز اللاعبين. 7- عدم استقرار التشكيلة والتغييرات المستمرة التي يقوم بها المدرب. 8- استسهال اللاعبين للمباراة على اعتبار أنهم يلعبون في مواجهة منتخب مغمور.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :