أبوظبي: رانيا الغزاوي اعلن مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، عن إجراء 35 جراحة زراعة أعضاء خلال العام 2018 من 17 متوفى و 18 حياً، وتضمنت 3 جراحات لزراعة القلب، و3 زراعات رئة، و10 زراعات كبد، و19 زراعة كلية، وتم إجراء 6 من هذه الجراحات في 6 أيام خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث قام الفريق الطبي في هذه الفترة القصيرة بإجراء 3 جراحات لزراعة الكبد، وجراحة لزراعة الكلية، من متبرعين أحياء، كما أجروا زراعة قلب وكبد من متبرع متوفى، فيما أرسلت بقية الأعضاء المتبرع بها إلى مستشفيات أخرى ليستفيد منها مرضى آخرون.أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، في كلمه ألقاها خلال افتتاح الاحتفال بإنجازات عام في مجال زراعة الأعضاء التي نظمها المستشفى، امس، بمقره في أبوظبي، على أهمية ثقافة العطاء المتأصلة في الشعب الاماراتي التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقدم دعمه لكل ما يتعلق بالجانب الإنساني، مشدداً على أهمية توفر ثقافة التبرع بالأعضاء والبذل، خصوصاً في عام التسامح، لما لها من أهمية عظمى تتجلى في منح حياة جديدة لمرضى فقدوا الأمل في شفائهم، مشيراً إلى أن التبرع بالأعضاء يعبر عن أخلاقياتنا وديننا وطبيعتنا التي نشأنا عليها.وأضاف: «في إطار احتفالات دولة الإمارات بعام التسامح، تتميز هذه الاحتفالية بالجمع بين متناقضين، الاحتفال والابتهاج بهبة الحياة التي مُنحت للمرضى بفضل عطاء المتبرعين، والحزن والأسف على خسارة المتبرعين الذين فارقوا الحياة».وقال الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة أبوظبي: «يسرنا أن نرى ما حققته إمارة أبوظبي من إنجازات كبيرة على صعيد توفير خدمات الرعاية الصحية المتطورة التي تلبي جميع الاحتياجات المحلية، إننا نسعى لتعزيز الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء، ودوره في إنقاذ حياة المرضى، ونواصل بذل كل الجهود الممكنة للارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية المقدمة».ولفت وليد المقرب المهيري رئيس مجلس إدارة المستشفى، ونائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي للاستثمارات البديلة والبنية التحتية في شركة «مبادلة»، إلى سعي المستشفى بمشاركة عدد من الجهات في الدولة على رأسها وزارة الصحة ووقاية المجتمع واللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، ومركز كليفلاند كلينك لزراعة الأعضاء في الولايات المتحدة، وعدد من الدول ذات الخبرة في هذا المجال، إلى إنشاء شبكة عالمية لزراعة الأعضاء في الإمارات لتزويد المرضى داخل الدولة والمنطقة بأرقى الخدمات.من جهته، قال الدكتور علي العبيدلي رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في «صحة»: «قبل أيام تمت عملية التبرع من المتبرع رقم 13 بعد الوفاة شملت زراعة القلب، والرئتين، والكلى، والكبد، حيث ساهم هؤلاء المتبرعون في إنقاذ حياة اكثر من 40 متلقياً على مستوى الدولة بفضل برنامج التبرع، إضافة إلى ما يتضمنه البرنامج الوطني، وهو برنامج تبرع الأحياء الأقارب، ويتضمن التبرع بإحدى الكليتين، أو جزء من الكبد، وفي الفترة الحالية سسجري المستشفى 3 عمليات تبرع بجزء من الكبد بين مرضى وأقاربهم، خضعوا لكثير من الفحوص التي أهلتهم للتبرع، فيما يربطنا برنامج تبادل مزدوج مع المملكة العربية السعودية في حال وجدت لدينا أعضاء متبرعين ولم تتناسب مع المسجلين على قائمة التبرع من المرضى الذين هم بحاجة للأعضاء، حيث يتم نقلها للسعودية في حال كان لديها المتلقي المناسب لها، وتعتبر دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية الدولتين الوحيدتين على مستوى الوطن العربي اللتين توفران برنامج التبرع وزراعة الأعضاء المتعددة تشمل القلب والرئتين والقلب والكلى.من جهته، قال الدكتور راكيش سوري، الرئيس التنفيذي في المستشفى إنه لإنجاز لافت أن يتمكن المستشفى من إجراء هذا العدد الكبير من الجراحات خلال فترة قصيرة من افتتاحه.وقال الدكتور بشير سنكري، رئيس معهد التخصصات الجراحية الدقيقة ورئيس برنامج زراعة الأعضاء في المستشفى: «حظيت زراعة الأعضاء بردود فعل إيجابية ودعم كبير من قبل المجتمع المحلي منذ أن أصبحت متوفرة».التقت «الخليج» عدداً من المتبرعين الأحياء الذين تبرعوا لذويهم، وعدداً من المتلقين ممن أجريت لهم جراحات زراعة الأعضاء حيث سردوا تجربتهم مع رحلة المرض والشفاء، معبرين عن شكرهم وامتنانهم للقيادة الرشيدة التي ساهمت في خلق منظومة صحية متكاملة، وقال حسين الماس الذي تبرع لوالدته بكليته في جراحة أجريت العام الماضي، وعمره 30 عاماً: «الأم أغلى ما نملك، ولا تتكرر ولا تعوض، ولم يكن بمقدوري أن أراها تكابد آلامها وأقف متفرجاً، بعد أن أصيبت بمشاكل صحية في كليتيها منذ ما يزيد على العام، إلى أن أصبحت حالتها سيئة للغاية، لكنها بحمد الله، لم تصل لمرحلة الفشل الكلوي، ما دفع الأطباء إلى قرار استبدال الكلية، وكنت أنا الشخص المناسب للتبرع، وكانت والدتي متخوفة من إجراء العملية ظناً منها أنها ستؤثر في حياتي وصحتي، لكنني أصررت على أن اقدم لها جزءاً بسيطاً من جسدي لأريحها من آلامها.وأوضح علي إبراهيم من دبي البالغ من العمر 60 عاماً، انه كان يعاني مشاكل في الكبد منذ سنوات أدت إلى حدوث فشل في الكبد كان يؤثر في أدائه اليومي، لما يسببه من الشعور بالدوار، وعدم القدرة على قيادة السيارة، أو القيام بأي مجهود، ما تطلب إجراء زراعة كبد له خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقامت ابنته بالتبرع له بجزء من الكبد. فيما قالت لطيفة ابنته التي تبلغ من العمر 36 عاماً: «سررت بأنني الوحيدة من بين إخوتي تطابقت نتائج الفحوص والأنسجة مع والدي، وفوراً ومن دون تفكير قررت التبرع له، فلا شيء يعوض الأب، وأنا الآن سعيدة لأنني رأيت والدي قد استعاد حياته بعد العملية».من جهتها، قالت رحيمة يونس التي أجريت لها في يونيو/ حزيران الماضي أول زراعة رئة مزدوجة، وتبلغ من العمر 45 عاماً: «لا أستطيع أن أصف شعوري وأنا أرى نفسي قادرة على التنفس من دون أسطوانات الأوكسجين لأول مرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام.. الاستغناء عن الأكسجين كان بمثابة حلم بالنسبة إلي، بعد أن عانيت أكثر من عشرة أعوام تليفاً رئوياً حاداً مجهول السبب، واخبرني الأطباء أن المصابين بمرضي يعيشون به فترة قصيرة بعد تشخيص المرض في حال عدم إجراء الزراعة، لذا أحمد الله، فأنا لم أتوقع أن أعيش لأشهد هذا اليوم، أنا سعيدة جداً لأنني حظيت بفرصة ثانية لأعيش حياتي بشكل طبيعي.وقال سلطان المهيري البالغ من العمر 38 عاماً: «حظيت بفرصة ثانية للحياة بعد أن حصلت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على قلب جديد بعد عملية استغرقت 12 ساعة، وأتقدم بالشكر والامتنان لقيادتنا الحكيمة التي تحرص على توفير مؤسسات رعاية صحية موثوقة مثل مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي».
مشاركة :