شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي أمس توقيع اتفاقية تأسيس مركز الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات. ضمن مشاركة سموه في أعمال الدورة التاسعة والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» وترؤس سموه وفد الدولة المشارك في الاجتماعات التي تتواصل حتى يوم الجمعة بمنتجع «دافوس» في سويسرا. ويهدف المركز إلى تطوير آليات وخطط عمل وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات والمساهمة في تبني التكنولوجيا وأفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ما يعزز توجهات قيادة الإمارات في أن تصبح الدولة نموذجاً عالمياً رائداً في المواجهة الاستباقية لتحديات المستقبل، وتطويع الأدوات التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة لخدمة المجتمع. وفي تغريدات على «تويتر» أعرب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عن فخر سموه بترؤس الوفد الإماراتي المشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس الذي يشهد مشاركة 3 آلاف من كبار المسؤولين من حول العالم. وأوضح سموه أن الإمارات مشارك فعال في الحوار العالمي الهادف للبحث عن حلول جديدة لتحديات المستقبل وبحث آفاق التطوير أمام البشرية. وأضاف سموه : اليوم نعزز ريادتنا المستقبلية من خلال تأسيس مركز الإمارات للثورة الصناعية الرابعة بالتعاون مع منتدى دافوس وهو المركز الأول عالمياً الذي سيحصل على زمالة المنتدى. ستتولى مؤسسة دبي للمستقبل إدارة المركز الجديد الذي يمثل إضافة جديدة للتعاون بين الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي. وقّع الاتفاقية معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، والبروفيسور كلاوس شواب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي. توجيهات الإمارات أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن ترسيخ علاقات التعاون والشراكة الدولية يمثل أساساً لتوجهات الإمارات، ومحوراً لجهودها المتواصلة في تطوير أدوات وآليات جديدة لصناعة المستقبل. جاء ذلك خلال اجتماع سموه مع البروفيسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، ضمن فعاليات الدورة التاسعة والأربعين للمنتدى المنعقد في منتجع دافوس في سويسرا، بحضور معالي محمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وعدد من الوزراء والمسؤولين. وقال سمو ولي عهد دبي إن المشاركة الفاعلة للإمارات في المنتدى الاقتصادي العالمي تجسد توجيهات القيادة بأهمية تعزيز الشراكات الدولية الناجحة البناء عليها لخدمة المجتمعات، لافتاً إلى أهمية المنتدى كمنصة عالمية لتطوير التوجهات والرؤى المستقبلية. وبحث سموه مع كلاوس شواب تعزيز العلاقة المتميزة بين الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي والتعاون المشترك في مجالات تبني تكنولوجيا المستقبل، وتوظيف أدوات الثورة الصناعية الرابعة في ترسيخ نموذج جديد لعولمة المعرفة والابتكارات الهادفة للارتقاء بمستويات جودة حياة المجتمعات، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ويترأس سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم وفد الإمارات المشارك في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تتواصل فعالياته حتى 25 يناير الحالي، تحت شعار «العولمة في عصر الثورة الصناعية الرابعة: رسم ملامح البنية العالمية في عصر الثورة الصناعية الرابعة». ويشارك في المنتدى أكثر من 3000 شخصية عالمية، بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء وأكاديميون وممثلون لمنظمات المجتمع ورؤساء المنظمات الأممية الدولية وقيادات قطاع الأعمال في العالم. وبتأسيس مركز الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات بمنطقة 2071 في أبراج الإمارات بدبي، يكون المركز الأول من نوعه في المنطقة إلى جانب 4 مراكز في الولايات المتحدة واليابان والهند والصين. وكانت حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي قد وقعا مذكرة تفاهم ضمن أعمال الدورة الماضية للمنتدى في يناير 2018 تضمنت سبل التعاون والآليات الكفيلة بإنشاء مركز الثورة الصناعية الرابعة في الدولة. توظيف التكنولوجيا وأكد معالي محمد عبدالله القرقاوي أن دولة الإمارات تركز على توظيف التكنولوجيا المستقبلية والعلوم المتقدمة في توجهاتها لصناعة المستقبل، وأن الثورة الصناعية الرابعة بما توفره من أدوات وإمكانات تشكل العامل الأهم في إحداث هذه النقلة النوعية في مختلف مجالات العمل والإنتاج. وقال معاليه: «يجسد مركز الثورة الصناعية الرابعة توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله بتطويع تكنولوجيا المستقبل وأدوات الثورة الصناعية الرابعة في تطوير حلول للتحديات وخاصة في القطاعات الحيوية التي تمس حياة الناس بشكل مباشر مثل التعليم والصحة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة. والذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية (بلوك تشين)، وتحويلها إلى فرص لبناء مستقبل مزدهر للإنسانية، ما يرسخ ريادة دولة الإمارات ويعزز موقعها ضمن أفضل دول العالم». اقتصاد المعرفة وأشار معالي محمد عبدالله القرقاوي إلى أن اختيار دولة الإمارات لاستضافة مركز الثورة الصناعية الرابعة ينسجم مع استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة الهادفة إلى تحقيق اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية. ويؤكد موقع الدولة وريادتها العالمية كحاضنة رائدة وسباقة لإطلاق أحدث الأفكار الإبداعية واختبار الابتكارات الحديثة، إضافة إلى رؤيتها الاستراتيجية المرتكزة على استشراف مستقبل أهم القطاعات الحيوية. حلول فعالة من جهته، قال البروفيسور كلاوس شواب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي: «يشهد عالمنا تغيرات متسارعة في مختلف المجالات الاقتصادية في ظل الثورة الصناعية الرابعة، ما يحتم على القطاعين الحكومي والخاص توظيف التقنيات الناشئة لتقديم حلول فعالة لأهم التحديات المشتركة التي نواجهها». وأضاف شواب: «تهدف شبكة مراكزنا المتخصصة في الثورة الصناعية الرابعة إلى تعزيز حوكمة التكنولوجيا العالمية وتمكين أطر التعاون المشترك لصالح البشرية». قطاعات تكنولوجية وتغطي مجالات عمل المركز الذي ستشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، ثلاثة قطاعات تكنولوجية رئيسة تشمل الطب الدقيق، والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والتعاملات الرقمية (بلوك تشين). وسيتيح المركز أيضاً فرصة التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات العالمية والشركات الخاصة، في إطار الجهود لتطوير حلول فعالة لتحديات القطاعات الحيوية. أفضل الممارسات ويسلط مركز الثورة الصناعية الرابعة الضوء على آليات تنفيذ خطط العمل والسياسات والاستراتيجيات في مجال تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات، والمساهمة في تطوير التقنيات وأفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، وإنشاء شبكة مشتركة من الخبراء العالميين لدعم مشاريع الثورة الصناعية الرابعة. وسيعمل مركز الثورة الصناعية الرابعة على تطبيق إطار عمل لصنع القرار بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي حول استخدام تقنيات التعاملات الرقمية بلوك تشين، وسيوفر لفرق عمل المشاريع المتخصصة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في دولة الإمارات فرصة تطبيق نماذج دولية جديدة ودراسة ملاءمتها من حيث نظم الأخلاقيات والحوكمة. اقتراح المبادرات كما سيشرف المركز على اقتراح مبادرات جديدة وإعداد تقارير وأبحاث شاملة لتحليل وتقييم المشاريع المقترحة من الشركاء وتقديم الدعم لتنفيذ المشاريع التجريبية إضافة إلى توفير شبكة عالمية من الخبرات والاستشارات اللازمة وإتاحة فرص التعاون المشترك. وسيعمل المنتدى الاقتصادي العالمي على تسليط الضوء على أحدث الاتجاهات العالمية في مجال الثورة الصناعية الرابعة، وتنسيق عملية تبادل الخبرات بين مراكز الثورة الصناعية الرابعة الموزعة حول العالم. وخلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات المنتدى التي تعقد تحت شعار «الجيل الرابع من العولمة: رسم ملامح البنية العالمية في عصر الثورة الصناعية الرابعة» تحدث كل من أولي ماورر رئيس الاتحاد السويسري وزير المالية وكلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس». الاقتصاد المفتوح وقال أولي ماورر إن العالم يتأثر بالتكنولوجيا التي يمكن أن تحقق أحلاماً أياً كانت مشيراً إلى نموذج سويسرا في تبني مفهوم الاقتصاد المفتوح الذي يعتمد على الابتكار بالتعاون مع الأوساط العلمية والاقتصادية التي تساهم في الارتقاء بجودة حياة المجتمع. وأوضح أن أهم عامل للمرحلة الجديدة من العولمة يكمن في الاستفادة مما توفره التكنولوجيا وأدوات الثورة الصناعية الرابعة من إمكانيات وفرص لمواجهة التحديات المستقبلية، مشيراً إلى أن النجاح في المرحلة المقبلة يتطلب مزيداً من الشراكة الحكومية المجتمعية في إيجاد حلول تواكب تطلعات الأفراد وتقديم خدمات بعد تجربتها مع المتعاملين. دور الشباب من جهته، أكد كلاوس شواب في كلمته الافتتاحية أهمية دور الشباب في إحداث تغييرات عالمية وخصوصاً أن 50% من سكان العالم لا تتجاوز أعمارهم 27 عاماً، وأنه لا بد من إعطائهم الفرصة للمساهمة في تصميم المستقبل، وهم يشغلون في الوقت الحالي أهم القطاعات ويملكون رؤية متفردة حول مستقبل العالم. وأشار إلى أن العالم بحاجة إلى إعداد الكفاءات ورفع مستوى القدرات، وبناء مواهب متقدمة، لافتاً إلى أهمية تضافر جهود الدول والحكومات والقطاع الخاص في توظيف التكنولوجيا لإيجاد حلول للتحديات الكبرى التي ستواجه العالم خلال الفترة المقبلة، لنتمكن من إعادة تشكيل بنية النظام العالمي الجديد. مكافحة الفقر ودعا مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي قادة العالم المجتمعين في المنتدى إلى أن يوجهوا اهتماماتهم نحو المستقبل، والبدء بإيجاد حلول للقضايا الكبرى التي ما زالت تؤثر على شريحة كبيرة من العالم أهمها الفقر ومكافحته بكل الطرق لا أن يستهلكوا طاقاتهم في محاولة تطويق الأزمات الراهنة. «أنسنة» التكنولوجيا وأكد شواب أهمية إطلاق حراك عالمي في مجال «أنسنة التكنولوجيا» من خلال الجيل الرابع من العولمة، والتركيز على الإنسان وجودة حياته وأهمية استدامة الحلول وشدد على ضرورة إشراك الفئات كافة موضحاً أن المنتدى يسعى إلى وضع مبادئ عالمية وآليات جديدة تحفّز التقارب بين الحكومات والمجتمعات العالمية. 10 جلسات تشارك دولة الإمارات في 10 جلسات رئيسة ضمن أعمال المنتدى، تركز على أهم التحديات العالمية في مجالات جودة الحياة والاقتصاد والعلوم المتقدمة والفضاء والذكاء الاصطناعي والبيئة وريادة الأعمال وتلك التي يواجهها العالم في عصر الثورة الصناعية الرابعة. اقرأ أيضاً: محمد بن راشد بشّر بالثورة الصناعية الرابعة قبل 18 عاماً شراكة بين «ماجد الفطيم» و«+I.AM» لحلول الذكاء الاصطناعي عمر العلماء: أرقام واعدة تنتظر الإمارات في الذكاء الاصطناعي مركز حمدان لمستقبل الاستثمار يطلق «قدرات 2030» الشراكات بين أصحاب المصلحة من النظرية إلى الواقع لمشاهدة الملف ..PDF اضغط هنا طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :