كشف مصدر مطلع عن تفاصيل وفاة الداعية السعودي أحمد العماري الزهراني -70 عاماً- بالقرب من مدينة جدة غربي السعودية، لافتاً إلى إصابته بجلطة دماغية حادة فارق الحياة على أثرها. وأوضح المصدر -الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية- أن الداعية السعودي تعرض للتعذيب الشديد في سجن ذهبان، مؤكداً أنه تم دفنه بتاريخ 21 يناير، في مقبرة الشهداء بجوار منطقة حجز الشرايع بمكة. وكشف الناشط الحقوقي السعودي ورئيس منظمة القسط يحيى العسيري لـ «عربي بوست»، أن الشيخ العماري بعد أن دخل السجن وُضع في الحبس الانفرادي لمدة خمسة أشهر، وبعد ذلك سُمح لذويه بزيارته، وكان بصحة مقبولة وجيدة. وأوضح أن حالته تدهورت بشكل مفاجئ، وذلك في الثاني من الشهر الحالي، حيث اتصلت السلطات السعودية -عبر إدارة السجن- بأسرته، وأخبروهم بأن الشيخ العماري موجود في مستشفى الملك فهد بمدينة جدة، وبإسقاط جميع التهم عنه، وقد تم الإفراج عنه. وقال عسيري: «إن سبب الإفراج الحقيقي عن العماري هو عدم استفاقته من الغيبوبة، وتأكيد الأطباء أنه بحالة موت دماغي»، مؤكداً أن مزاعم الإفراج عنه لم تكن صحيحة، موضحاً أنه لم يفرج عنه، بل نقل من السجن إلى المستشفى، وتابع: «لو كانت الادعاءات بالإفراج عنه صحيحة، لكان الأولى به أن يذهب إلى منزله وليس إلى المستشفى، بعد تدهور حالته الصحية». وأوضح أن عائلته عند زيارته في المستشفى، اكتشفوا أن لديه نزيفاً حاداً في الدماغ، وحاول الأطباء إجراء عدة عمليات له بعد دخوله في غيبوبة تامة، حتى توفي الأحد 20 يناير، مشدداً على أن العماري تعرض للضرب والتعذيب والتعليق من القدمين. وبحسب عسيري، فإن محاولة الحديث عن الإفراج عن الشيخ في وسائل الإعلام، ما هي إلا دعاية من قبل السلطات السعودية، للتغطية على الجريمة، ولتُخلي مسؤوليتها عن حادثة مقتله. وحول تفاصيل اعتقال الداعية السعودي، علّق الناشط الحقوقي سلطان العبدلي وهو أحد أقرب أصدقائه: «من منزله للقبر.. هكذا باختصار ما حصل مع الداعية السعودي»، وبحسب العبدلي، اعتُقل الداعية من منزله ببلدة النصباء في أغسطس الماضي». وأضاف أنه خلال حبسه، رفض العماري الإدلاء بأية معلومات خلال التحقيقات «فضايقوه أكثر»، وقال العبدلي لـ «عربي بوست»: «كان شخصية فاعلة وناشطة في الجانب الديني والدعوي، حيث كان يرأس مجلس شؤون الدعوة التابع للجامعة الإسلامية، حيث كان فاعلاً ناشطاً بشكل كبير على مستوى السعودية، يقوم بتنظيم التجمعات والندوات الشرعية، إضافة إلى عمله محاضراً في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية». وتشهد السعودية حملة على المعارضة شملت اعتقال ناشطات، وردت أنباء عن تعرضهن للتعذيب، ومفكرين ليبراليين ونشطاء إسلاميين، حتى مع إدخال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعض الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية البارزة، وتقول السعودية التي تحظر الاحتجاجات العامة والأحزاب السياسية، إنه ليس لديها سجناء سياسيون، وتنفي مزاعم التعذيب، ويقول المسؤولون إن مراقبة النشطاء لازمة لضمان الاستقرار الاجتماعي.;
مشاركة :