الأعمال الفنية تبعث الدفء في «شتاء طنطورة»

  • 1/23/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يستسلم «شتاء طنطورة» للبرد في مدينة العلا، بل كان، في عامه الأول، باعثا للدفء والحيوية في أرجاء المدينة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، إذ شهد الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية المميزة، وشهد المهرجان الذي تنظمه الهيئة الملكية للمرة الأولى مشاركة نخبة من الفنانين السعوديين في المخيم الشتوي، حيث جمعوا بين الفن المعاصر وسحر التاريخ وهم الأمير سلطان بن فهد الذي شارك بعمل فني بعنوان «كان حاكما»، وهو تجميع لصور مجسمات معاصرة للحكام العرب القدامى التي أخذها من معرض «كنوز أثرية من المملكة العربية السعودية» وتم تصويرها بالأشعة السينية (الطبية)، وتظهر مميزات شبيهة بالإنسان مثل الأسنان والعظام، كما شارك كل من عبدالله العثمان والنغيمشي والدكتورة زهرة الغامدي وراشد الشعشاعي وناصر السالم بأعمال مميزة، واستلهم الفنانون أفكار هذه الأعمال الفنية من طبيعة وآثار وتراث العُلا، وذلك بهدف تسليط الضوء على كنوز تراث العُلا العريق وإعادة بناء الفترات التاريخية الغابرة لشعوب المنطقة لإبراز الهوية الوطنية والكشف عن عمق ملامحها.ومن بين تلك الأعمال ما أطلق عليه الفنان عبدالله العثمان اسم «الصخرة» وهي صندوق زجاجي يحتوي على صخرة كبيرة، ومزود بمؤثرات صوتية تم تسجيلها على فترات زمنية بين جبال العُلا لنعيش من خلاله تجربة الانتقال عبر الحضارات القديمة باستخدام الأصوات الطبيعية بين الكهوف والجبال والمزارع والبيوت التراثية وصوت الناقة وهمس الليل، ويقول العثمان «السماع منشأ الوجود، فإن كل موجود يهتز».كما شارك الفنان العثمان بعمل فني آخر أطلق عليه اسم «قسطرة القلب» يتشارك الفنان من خلاله مع المجتمع ويتفاعل مع التراث المعماري في محافظة العُلا من خلال تقديم عمل فني معاصر يتناول فكرة «إنعاش للبيوت التراثية»، وذلك من خلال عملية القسطرة لإعادة إحياء قلب المدينة، وعبّر الفنان عن ذلك باستخدام التغليف الكامل بالقصدير لبيت تراثي، ما يعكس الأضواء من حوله بشكل ملهم.أما الفنانة زهرة الغامدي فشاركت بـ «نمو يتسارع» وهو عمل مصنوع من الجلد الطبيعي مستوحى من الآثار الحجرية في منطقة العُلا واستخدمت أسلوب الرمزية التعبيرية لنمو الأحجار بفعل العوامل والمؤثرات المختلفة سواء الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية والتاريخية المحيطة بالمنطقة.أما العمل الذي يحمل اسم «الطفل العملاق يصنع المدينة» فقد استخدم الفنان راشد الشعشعي في تجهيزه مواد مختلفة وصوراً مخصصة ليخدم المعاني المفاهيمية لتعريف الإشارات المتلقاة يومياً، ويبتكر ما يصفه بـ«الحقل الدلالي» من خلال ما يطرحه من تساؤلات فلسفية، وفي مقدمة تلك التساؤلات الغرض من الوجود الإنساني والوظائف الاجتماعية التي من الممكن اختبارها.ويحاكي الفنان راشد الشعشعي مجسمات الرمل التي يصنعها الأطفال في عمله «مدينة الطفل العملاق»، ويجمع فيها بين النمط المعماري المعاصر وروح الآثار الخالدة في العلا.أما الفنان ناصر السالم فيقدم عملا فنيا يحمل اسم «يتباهون في البنيان»، وهو عمل فني مبني أساسا على الكلمة العربية المكتوبة، حيث يعتبر الفنان نفسه خطاطا، وتهدف ممارساته الفنية لدفع حدود الفن الإسلامي القديم عبر إعادة اختراعه وتطبيقه بأساليب ووسائل غير تقليدية، وأيضا عبر استكشاف إمكاناته ونواحيه المفاهيمية.

مشاركة :