انطلقت أمس المرحلة الأولى لمشروع متنزه مزيد الصحراوي الذي يشتمل على مسارات عدة، ثقافية وسياحية متنوعة، تمكن السائح من الاستمتاع بتجربة جديدة تتيح له فرصة التعرف إلى مدافن جبل حفيت الأثرية التي يتجاوز عمرها 5 آلاف عام، وممارسة نشاطات ثقافية عدة، مثل ركوب الجمال والدراجات وعروض الأداء، بالإضافة إلى محطات لمراقبة النجوم، وأماكن مخصصة للعوائل والأفراد للشواء، حسب عبدالله الكعبي، مدير وحدة المسح الأثري بدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي. وقال الكعبي: «يضم المشروع الاستراتيجي للسياحة في مدينة العين مراحل تنتهي الأولى نهاية العام الجاري، وتشتمل على بناء مركز زوار مؤقت يستطيع من خلاله الزائر التعرف بشكل مفصل إلى مكونات المتنزه والفعاليات والأنشطة التي يقدمها، وفي نهاية المرحلة الثانية ستتم إعادة تأهيل وترميم قلعة مزيد حتى يتم استخدامها كمركز زوار، وتتم المحافظة على التنوع البيولوجي للمتنزه من حيوانات ونباتات وبيئة طبيعية، وتعزيز المعرفة حول المنطقة، وسيتمكن الزائرون من الاستمتاع بالمناظر الثقافية والطبيعية للمتنزه، والتفاعل معها من خلال العديد من الأنشطة». ولفت الكعبي إلى أن المشروع يقع في موقع متنزه مزيد الصحراوي ضمن مجموعة مواقع العين الثقافية التي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لليونيسكو منذ عام 2011، وتتولى دائرة الثقافة والسياحة المحافظة على القيمة الاستثنائية العالمية للمواقع، وحماية أصالتها والترويج لها، وموقع متنزه مزيد الصحراوي ذو أهمية ثقافية وطبيعية وأثرية. وأوضح أن تاريخ مدافن جبل حفيت يعود إلى ما يقارب حوالي 5 آلاف عام في الجبل الذي يعتبر من أهم الوجهات السياحية والأثرية التي يستمتع بها الزوار، ويبلغ ارتفاعه حوالي 1160 متراً، حيث تم العثور على مئات المدافن في هذه المنطقة التي اختار سكان مدينة العين الأوائل المنحدرات الشمالية الشرقية منها مدافن لموتاهم، وتبعد عن وسط مدينة العين حوالي 20 كيلومتراً، ويتكون الطراز المعماري للمدافن المقببة من غرفة واحدة في شكل دائري يبلغ طولها من مترين إلى ثلاثة أمتار، وجدران من حلقة أو اثنتين أو ثلاث يبلغ ارتفاعها حتى 4 أمتار، وكل مدفن يحتوي رفات شخصين إلى 5 أشخاص، وترجع المدافن إلى العصر البرونزي، حيث استخدمت الأواني الفخارية المستوردة من بلاد الرافدين، والتي تم اكتشافها في بعض المدافن الأولى.
مشاركة :