نهيان بن مبارك: زراعة الأعضاء تجسد معنى التسامح

  • 1/23/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح: «إن زراعة الأعضاء تجسد المعني الحرفي للتسامح، وأفضل ما يمكن للإنسانية أن تقدمه». وقال معاليه، خلال الحفل الذي أقامه مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، احتفاءً بإنجازات عام من عمليات الزرع: «إن الاحتفال بهذا الإنجاز متباين، في الوقت الذي نحتفل باستمرارية الحياة التي أتاحها سخاء أهالي المتبرعين المتوفين، فإننا نحزن على خسارتهم، وإنني متأكد أن المستفيدين الأحياء يقدرون سخاء جميع المتبرعين، مما يقودنا للاحتفال ببعد نظرهم وشجاعتهم وكرمهم المطلق». وأضاف: «يجب تقديم وافر التقدير والشكر للفريق الطبي المشرف على عمليات زراعة الأعضاء في كليفلاند كلينك أبوظبي، حيث لا يمكن للمرء إلا أن يتعجب من قدرتهم على ممارسة مهاراتهم غير العادية تحت الضغط الشديد الكامن في عمليات الزرع، وإن الثناء على عملهم مناسب بشكل خاص في عام التسامح، حيث إنهم يمثلون أمثلة على التسامح الذي يميز المهنيين الطبيين». وتابع معاليه: «يجسد الأطباء العاملون في زراعة الأعضاء المعنى الحرفي للتسامح، وأفضل ما يمكن للإنسانية أن تقدمه من السخاء والتسامح والتعاطف والاحترام وأخلاقيات المعاملة بالمثل، والسعي الدؤوب نحو التميز». وأشار إلى أن الاحتفال يحتفي أيضاً بحكمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أنشأ المرسوم بقانون رقم 5 لسنة 2016 بشأن تنظيم الأعضاء البشرية وزرع الأنسجة، وبطبيعة الحال الاحتفال أيضاً برؤية ومبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقرار بناء مستشفى كليفلاند في أبوظبي، حيث نتمتع بالرعاية الطبية الممتازة التي يوفرها لنا جميعاً. وكان المستشفى الذي يعد أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، قد نظم احتفالاً بإنجازاته في مجال زراعة الأعضاء، وذلك بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ومسؤولين من القطاع الصحي في الدولة، والمرضى وعائلاتهم. ويأتي تنظيم الفعالية في إطار احتفالات دولة الإمارات بعام التسامح، بهدف تسليط الضوء على ما حققه المستشفى خلال عام من انطلاق برنامجه الخاص بزراعة الأعضاء، حيث شهد إجراء 35 جراحة من هذا النوع، تضمنت 17 عملية زراعة من متبرعين متوفين، وست عمليات أجريت في ستة أيام في شهر أكتوبر العام الماضي، وأول جراحات لزراعة القلب والكبد والرئة في دولة الإمارات. وإلى جانب زراعة الأعضاء من متبرعين متوفين، يوفر كليفلاند كلينك أبوظبي برنامجاً فعالاً لزراعة الأعضاء من متبرعين أحياء، وقد أجرى المستشفى 18 عملية من هذا النوع، شملت أول جراحة تشهدها دولة الإمارات لزراعة كبد من متبرع حي في أغسطس 2018. من ناحيته، قال معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي: «يسرنا أن نرى ما حققته إمارة أبوظبي من إنجازات كبيرة على صعيد توفير خدمات الرعاية الصحية المتطورة التي تلبي جميع الاحتياجات المحلية، إننا نسعى لتعزيز الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء، ودوره في إنقاذ حياة المرضى، ونواصل بذل كل الجهود الممكنة للارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية المقدمة». ولفت وليد المقرب المهيري، رئيس مجلس إدارة مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، الرئيس التنفيذي للاستثمارات البديلة والبنية التحتية في شركة «مبادلة»، إلى التأثير الملحوظ لبرنامج زراعة الأعضاء على حياة الكثير من المرضى داخل الدولة. وقال الدكتور علي عبدالكريم العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء: حققت دولة الإمارات تقدماً كبيراً على صعيد جراحات زراعة الأعضاء التي ساهمت في إنقاذ حياة الكثير من المرضى في جميع أنحاء الدولة. نحن نؤسس لنظام يوفر الدعم لأفراد المجتمع، لممارسة حقهم في التبرع بالأعضاء، والمساهمة في إنقاذ حياة الآخرين وأعرب الدكتور راكيش سوري، الرئيس التنفيذي لمستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، عن فخره بالإنجازات التي يحققها برنامج زراعة الأعضاء في المستشفى على صعيد تقديم خدمات الزراعة المتقدمة، وقال: «عندما افتتح المستشفى في مارس 2015، قطعنا عهداً بتزويد خدمات متطورة ومتميزة للرعاية الحرجة هنا داخل دولة الإمارات حتى نوفر على المرضى عناء السفر إلى الخارج، وتأتي جراحات زراعات الأعضاء المتعددة التي شهدها المستشفى لتؤكد التزامنا بالوفاء بذلك الوعد». وقال الدكتور بشير سنكري، رئيس معهد التخصصات الجراحية الدقيقة ورئيس برنامج زراعة الأعضاء في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»: «حظيت زراعة الأعضاء بردود فعل إيجابية، ودعم كبير من قبل المجتمع المحلي منذ أن أصبحت متوافرة في دولة الإمارات، ولمسنا وجود عدد من الأشخاص الذين يرغبون في التبرع. وعبرت الوالدة مهرة محمد عن امتنانها لابنها حسين الماس الذي تبرع لها بكلية بعد معاناتها مع أمراض الكلي، والتي وصلت إلى مرحلة لم يعد الدواء يجدي معها نفعاً للعلاج، وبدأت الكلى تفقد وظائفها الحيوية وعليها بدء الغسيل أو زراعة الكلية، حيث آثر أبناؤها السبعة التبرع، وتم إجراء الفحوص للجميع، وُوجد التطابق لدى ابنها حسين. مشيرةً إلى أنها خضعت للعملية في يونيو العام الماضي، والتي تكللت بالنجاح على الرغم من رفضها في بادئ الأمر أن يكون ابنها حسين هو المتبرع من باب خوف الأم على صحة ابنها. من جانبه، أوضح حسين الماس أنه أصر على التبرع بالكلى لوالدته على الرغم من رفضها الأمر لظروف عمله، وما زاد إصراره هو أن الأطباء أكدوا أنه الأنسب للتبرع بسبب تطابق الأنسجة وفصائل الدم. وأشار إلى أن حياته رجعت لطبيعتها بعد أسبوعين من إجراء العملية، وكان الحذر فقط في المرحلة الأولى من العملية، والتي تطلبت مراجعة المستشفى لأشهر عدة، والمنع من بعض الأكلات. أما الوالد علي إسماعيل إبراهيم فقد كان يعاني في مرحلة ما في حياته من الدوخة والإغماء، وبعد مراجعة مستشفيات عدة تم تشخيص حالته بوجود فشل في الكبد، وتم تحويله إلى مستشفى «كليفلاند كلينك» لكونه الوحيد في الدولة المتخصص في هذا النوع من زراعة الأعضاء. وأجرى عملية زراعة الكبد في أكتوبر الماضي بتبرع من ابنته، وأصبحت حالته الصحية أفضل من السابق. من جهتها، قالت لطيفة علي إسماعيل «الابنة»: «بعد معاناة والدي من الألم والفشل في الكبد، لم أفكر أو أتردد في التبرع له بجزء من الكبد، فأنا لديَّ أب واحد، ويجب أن يعيش، تبرعت بجزء من الكبد وأنا سعيدة لله الحمد لرؤيته بصحة وعافية». وحول طبيعة حياتها بعد التبرع، أكدت لطيفة أن صحتها أصبحت أفضل من السابق، خصوصاً أنها أصبحت تتبع نظاماً صحياً في غذائها، ما ساهم في تحسن نمط الحياة الذي تعيشه. زراعة كبد متكامل من متوفى تقدم حازم عبدالقادر بشكره إلى مستشفى كليفلاند كلينك وطاقمها الطبي الذي كان له الدور الكبير في عملية الاستشفاء بعد عملية زراعة كبد متكامل من متوفى، خضع لها في يونيو العام الماضي. حيث أوضح أنه قبل أربع سنوات تم تشخيص حالته بأنه بحاجة إلى زراعة فص وليس كبد متكامل، وظهر التشخيص بالمصادفة، وكانت الحالة نادرة طبياً، وحصل لديه تدهور خلال شهرين فقط، لكون الحالة التي كان فيها يحتاج المريض على الأقل عشر سنوات للوصول لها. وتم عرض الحالة الطبية في الكثير من المؤتمرات العالمية، وأجمع الجميع على أن 60% من مثل هذه الحالات يكون سببها وصول الكبد إلى مرحلة يدمر فيها نفسه بنفسه. وأشار إلى أنه سافر إلى خارج الدولة قبل صدور قانون التبرع بالأعضاء من متوفين في دولة الإمارات، ولم يجد أي متبرع من الأقارب لعدم تطابق الأنسجة وفصيلة الدم. وبعدها رجع إلى الدولة حتى تم إبلاغه بوجود متبرع متوفى، وكان في حالة إعادة الأمل في الحياة، وأجرى العملية، وهو الآن في أتم صحة وعافية. زراعة الرئة المزدوجة أوضحت رحيمة يونس، أول من خضع لعملية زراعة الرئة المزدوجة من متبرع متوفى، بأنها كانت تعاني من تليف حاد بالرئة، ووصلت إلى مرحلة اليأس والصعوبة في مواصلة الحياة، وصعوبة في الحركة، بل حتى إلى مرحلة قطع علاقتها مع الآخرين ومع نفسها أيضاً. وقالت رحيمة: «إن فرحتها لم تكن توصف عندما علمت بوجود تطابق للرئة من متبرع متوفى، وبعد إجراء العملية منذ ستة أشهر، الآن أصبحت بصحة أفضل بكثير عن السابق». تبرع بالقلب اعتبر سلطان ناصر المهيري (38 سنة) نفسه ولد من جديد بعد معاناة عشر سنوات من القلب، حيث تلقى تبرعاً بالقلب قبل ثلاثة أشهر من متوفى. وأوضح المهيري بأن حالته بدأت من عام 2008، حيث كان يعاني من الآلام، واتضح بعد الفحوص بأن أنزيمات الكبد لديه وصلت إلى الحد الأخير، وكان يجب تغيير الكبد، تم علاجه بالمسيلات والمُدرات حتى رجعت الكبد لطبيعتها، لكن أثر ذلك على القلب الذي أصيب بالتضخم، واضطر لمعالجته بتناول الأدوية، حتى وصل إلى مرحلة لا يمكن تناول المزيد منها، ولم يكن يوجد بديل سوى تركيب المضخة أو الزراعة المبكرة، وتم تركيب المضخة، والتي تحسنت بها حالته الصحية، ولكنها لم تكن تؤدي النشاط الطبيعي للقلب. وأشار إلى فرحته عندما تم إبلاغه بوجود تطابق بالأنسجة مع أحد المتبرعين المتوفين، وأجرى عملية زراعة القلب.

مشاركة :