دشن المشرف العام على وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الإعلام، عبدالله بن حسن الكناني، مساء أمس، في قاعة الشربتلي بـ"أدبي جدة" فعاليات الدورة الـ(15) من ملتقى قراءة النص، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تحت عنوان "النتاج الأدبي لجيل الشباب في المملكة منذ عام 2000م". ونالت الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس جامعة الأعمال والتكنولوجيا، الدكتور عبدالله بن صادق دحلان، استحسان الحضور عندما قال: لست خطيباً ولا أديباً ولا شاعراً، وقد أجيد لغة المال والأعمال وفن التعليم؛ ولكني أجيد لغة الخطابة وفن الشعر، في ظل وجود شاعر كبير بيننا اليوم؛ وهو الدكتور عبدالعزيز خوجة، فكيف لي أن أتطفل بكلمات في الشعر والأدب في حضرته. وتابع "دحلان" حديثه مضيفاً: عند حضوري للنادي اليوم، عدت بالذاكرة إلى ما قبل 40 عاماً، عندما بدأت فكرة بناء النادي، وكان خلف هذه المدينة فنان وعاشق لجدة وشواطئها وأدبائها؛ هو المهندس محمد سعيد فارسي، وكنت وقتها أشغل منصب أمين الغرفة التجارية بجدة؛ فاجتمعنا على هدف واحد؛ وهو بناء النادي، فأنا فخور بهذا النادي ورؤسائه، وأشاركهم اليوم بالترحيب برؤساء أندية المملكة الحاضرين للملتقى، كما أعتذر عن قصوري في دعم النادي خلال الـ(15) سنة الماضية؛ ولكني أعد النادي برعاية هذا الملتقى لمدة 15 سنة قادمة.. وكان حفل الافتتاح قد انطلق بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة، الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي، أشار فيها إلى أن ملتقى النص يأخذ فكرته وتميزه -منذ بدأه أبو مدين- من التركيز على مجال قراءة النص قراءة حفرية نقدية عميقة، يحاول في كل دورة من دوراته أن يتحرك في حقل معرفي مهم، يستكشف الإبداع فيه، ويجوس خلال تضاريسه برؤية ناقدة وبصيرة تسائل الأسس والمنطلقات والواقع والمآلات. وأضاف السلمي: لقد اخترنا هذا العام مرحلة هي الأكثر حضورا والأجدر دراسة ونقداً وقراءة ودعماً، وهي نتاج الجيل الشاب؛ للنظر إليها في ظل متغيرات حضارية واجتماعية وفكرية وبعد أن وضعت حروب التجاذبات الفكرية أوزارها؛ مدركين الآن أن حضور الحوار العلمي المنضبط والرصين بين نحن (بعقل الثمانينيات) ونحن (بعقول شباب اليوم)، أصبحنا كفلاء بصياغة منتج يخدم ثقافتنا ويثبت أطناب هويتنا ويرفع منزلة مبدعنا، ويبني جسوراً مع آخر نراه ونسمعه ونحرم ملامسته أو نرتعد منها. وأكد السلمي في سياق حديثه أن ملتقى النص "سيظل معلماً بارزاً في تضاريس مشهدنا الثقافي يستمد قوته وحضوره ووهجه من حضوركم وتفاعلكم وتجاوبكم وحواراتكم وأبحاثكم؛ فالشكر لكم على الاستجابة"، مقدماً الشكر للجنة الملتقى العلمية ولجامعة الأعمال والتكنولوجيا، والمشاركين في جلسات الملتقى. وحول الاحتفاء بأبي مدين قال السلمي: أما احتفاؤنا بالأديب والناقد والكاتب والأستاذ العصامي عبدالفتاح أبو مدين؛ فهذا الرجل الذي يرتدي اليوم وشاح الخامسة والتسعين من العمر، هو الرجل الذي نقش في أذهاننا حقيقة (أن العمل بالشأن الثقافي مغرم لا مغنم)، فارتأينا بعد أن كرّمه خادم الحرمين الشريفين بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، أن نستمع في مستهل ملتقانا إلى شهادات من قامات في الشأن الثقافي. وختم "السلمي" حديثه بتقديم الشكر للأمير خالد الفيصل لرعايته حفل الافتتاح؛ مبيناً أن سموه كان حريصاً على المشاركة في الحفل لولا التزاماته العملية، كما قدّم الشكر للأمير بدر بن سلطان الذي بادر بطلب لقاء مسؤولي الأندية كأول عمل في أول شهر يبدأ فيه ما يُظهر حرصه على النادي وبرامجه وأنشطته، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد ووزير الإعلام تركي الشبانة. ونيابة عن المشاركين والمشاركات، ألقت الدكتورة أمل التميمي، كلمةً استهلتها بالقول: أقف بحياء؛ ولكنني سأحاول أن أتغلب على هذا الحياء، لأمثل كل النساء والرجال، فالسعوديات قادمات ليسمعن صهيل المهرات السعوديات على كل منابر الأرض؛ في ظل النقلة النوعية التي تشهدها المملكة في هذه المرحلة، مملكة جديدة، وعد صاحب السمو الملكي ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله، بأن تكون "النهضة القادمة في العالم منطلقها من المملكة. وأنا أقول إن النهضة النقدية في بلادنا قد كانت وستسمر من رحاب ملتقى النص بنادي جدة الأدبي.
مشاركة :