النبطي وألف علامة استفهام

  • 2/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشعر الإقليمي جناية على لغة القرآن، فمهما قيل عنه إن فيه أشياء جميلة، وأنه المعبر عن أهل البادية أو سواهم – فليس النبطي وحده المشكلة وتجاربهم إﻻ أنه سبب ﻹضعاف لغة القرآن، ونشر الجهل والكره لها، والعجز عن إجادتها، فمن العجب بل من المحزن أنه مع اتساع دائرة العلم والمعرفة، والقراءة والكتابة، وانتشار وسائلها من: مدرسة، وجامعة، ومكتبة، وصحيفة، ومجلة، وإذاعة، بل وإنترنت والتي تعين كلها، بل تحسم اﻷمر ﻻختفاء الكتابة والتأليف الشعري باللهجة النبطية، أو أي لهجة محلية، عجيب ومحزن مع كل هذه التطورات أن نرى هذا التراجع المخيف نحو اللهجات الإقليمية الضيقة، واﻷمر ﻻ يقف مردوده عند مسألة ضعف اللغة العربية، وانحسار وجودها، بل سيكون له مردوده الخطير على الوعي العام، وعلى التنمية والبناء، وقيام نهضة علمية وثقافية، وعلى الدعوة اﻹسلامية محلياً وعالمياً، وهذا ﻻ يشك فيه أحد. إن أعداء اللغة العربية كثير، ومنهم الكثير من النصارى العرب والعلمانيين الذين دعا الكثير منهم في فترات سابقة وﻻ يزال بعضها قائماً اليوم إلى جعل الإقليميات هي اللغة الرسمية لكل بلد، كما دعا ذات يوم لويس عوض في مصر، ومنهم من نادى إلى إحياء اللغة الفينيقية، وإحلالها محل العربية في لبنان وسوريا، وهو الشاعر سعيد عقل الماروني، الحاقد الذي تُوفي قبل شهر تقريباً، ورثاه أحباؤه العلمانيون في كثير من الصحف والقنوات المشبوهة، وبعضهم نادى بأن تكتب العربية بالحروف اللاتينية، وهناك اﻵن حرب ضروس يشنها اﻷمازيغ في المغرب، وفرنسا، بتأييد من فرنسا لإحياء لغتهم، واعتبارها لغة رسمية في المغرب أسوة بالعربية، ومعنى أن تكون لغة رسمية أن تدرس في جميع مدارس المغرب، وبعدها الجزائر، ومن نتائج تأييد وتشجيع الشعر النبطي وما في حكمه في أي بلد إضعاف وحدة اﻷمة الإسلامية، وسبب للفرقة والتنابذ بين أقطار المسلمين عامة وبلاد العرب خاصة.. وإضعاف لغة القرآن إضعاف للصلة بالقرآن والسنة؛ أي إضعاف للإسلام وﻷهله، وهذا اﻷمر ليس بعيداً عما يخطط له أعداء العربية الفصحى من النصارى والعلمانيين والمستشرقين؛ ولذا نرى – ويا لغرابة ما نرى عرباً يرجعون من جامعات غربية بشهادات الدكتوراه في الشعر النبطي؟ أليس هذا مما يثير التساؤﻻت؟! همسة: شعراء النبط قوم يحبون دينهم، ولغتهم، وتاريخهم، هذه مسألة لا شك فيها، لكنني أدعوهم إلى توجيه قدراتهم الشعرية إلى لغة القرآن؛ ليؤجروا ويبقى شعرهم وينتشر.

مشاركة :