أوضح تقرير أن إيرادات الصادرات النفطية للسعودية ارتفعت إلى أكثر من 93 مليار ريال (24.8 مليار دولار) في آب (أغسطس)، لتسجل أعلى مستوى لها منذ نيسان (أبريل) العام الماضي وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة حجم إنتاج المملكة من النفط. وقال التقرير الذي أعدته "جدوى للاستثمار" إن المؤشرات الشهرية للإنفاق الاستهلاكي ومبيعات الأسمنت في السعودية هبطت في آب (أغسطس) إلى أدنى مستوياتها خلال أكثر من عام. وبين أن قيمة السحوبات النقدية من أجهزة الصرف الآلي هبطت في آب (أغسطس) إلى مستوى لم تشهده منذ شباط (فبراير) 2012، متراجعة بنسبة 11.7 في المائة على أساس المقارنة السنوية. ويعود هذا التراجع جزئياً إلى تأثير ذروة العطلة الصيفية وعيد الفطر اللذين تزامنا مع آب (أغسطس). كما أدت هذه العوامل الموسمية إلى انخفاض قيمة معاملات نقاط البيع، رغم أن هذه القيمة لا تزال تفوق مستواها قبل عام بنحو 4 في المائة. وأشار إلى تراجع مبيعات الأسمنت للشهر الثاني على التوالي في آب (أغسطس)، بسبب قصر ساعات العمل في رمضان وعطلة عيد الفطر، لافتا أن هذه المبيعات انخفضت بنسبة 10 في المائة مقارنة بمستواها في تموز (يوليو) الماضي، رغم تسجيلها ارتفاعاً قوياً نسبته 26.7 في المائة مقارنة بمستواها قبل عام. القروض المصرفية تباطأ نمو القروض المصرفية إلى القطاع الخاص سواء على أساس المقارنة الشهرية أو السنوية للشهر الثالث على التوالي في آب (أغسطس). وقد أدى هذا التباطؤ مقروناً بتراجع طفيف في حيازة المصارف من أذونات الخزانة إلى ارتفاع ودائع المصارف لدى "ساما" الفائضة عن الاحتياطي الإلزامي إلى أعلى مستوى لها خلال ثلاثة أشهر. ولفت التقرير إلى أن مطلوبات المصارف من القطاع الخاص ارتفعت قليلاً بنسبة 0.7 في المائة في آب (أغسطس) على أساس المقارنة الشهرية، مسجلة أدنى معدل نمو لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. كذلك تباطأ معدل النمو السنوي إلى 15 في المائة. وتراجعت حيازة المصارف من أذونات الخزانة في آب (أغسطس) لأول مرة خلال 12 شهراً، ومع ذلك لا تزال تفوق مستواها في آب (أغسطس) 2012 بنحو 40.6 في المائة. الودائع المصرفية سجلت الودائع المصرفية تراجعاً طفيفاً من جراء زيادة الانخفاض في ودائع العملات الأجنبية. واستعادت الودائع الزمنية والادخارية بعض الخسائر التي حققتها في تموز (يوليو)، في حين بقيت الودائع تحت الطلب دون تغيير يذكر. ونتيجة لتراجع إجمالي الودائع، ارتفع معدل القروض إلى الودائع إلى 83 في المائة في آب (أغسطس)، وهو أعلى مستوى له في 12 شهراً. التضخم تراجع التضخم الشامل السنوي قليلاً في آب (أغسطس) لانخفاض أسعار الأغذية والإيجارات كسبب رئيسي، بينما بقي التضخم الأساسي على حاله دون تغيير. وأدت إجازة عيد الفطر وذروة العطلة الصيفية إلى ارتفاع التضخم في فئتي المطاعم والفنادق والتأثيث المنزلي، بينما تباطأ التضخم في المكونات الأخرى لمؤشر تكلفة المعيشة خلال آب (أغسطس). كما تباطأ التضخم الشامل السنوي إلى 3.5 في المائة في آب (أغسطس) من 3.7 في المائة لشهر تموز (يوليو)، لكن التضخم الأساسي بقي مستقراً عند مستوى 2 في المائة للشهر الثاني على التوالي. التجارة الخارجية تأثرت تدفقات التجارة الخارجية في تموز (يوليو) بسبب رمضان، حيث تراجعت الصادرات غير النفطية وكذلك الواردات. ومع ذلك، فاقت الواردات خلال النصف الأول من العام مستواها في النصف المماثل من العام الماضي بصورة واضحة، أيضاً سجلت الصادرات غير النفطية ارتفاعاً طفيفاً خلال الفترة نفسها. وتشير خطابات الاعتماد المفتوحة لتغطية الواردات إلى المزيد من التباطؤ في الواردات خلال الأشهر المقبلة. وأوضح تقرير جدوى" أن الصادرات غير النفطية تراجعت في تموز (يوليو) بسبب رمضان، في حين نمت هذه الصادرات خلال الفترة من بداية العام وحتى تموز (يوليو) بنسبة 3 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ورغم تراجعها بنسبة 9.3 في المائة على أساس شهري في تموز (يوليو)، سجلت الواردات خلال الفترة من بداية العام وحتى نهاية تموز (يوليو) من العام الجاري ارتفاعاً نسبته 10 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كذلك هبطت قيمة خطابات الاعتماد الجديدة التي تم فتحها لتغطية واردات القطاع الخاص في آب (أغسطس)، وذلك تماشياً مع النمط الموسمي المعتاد. أسعار النفط سجلت أسعار النفط متوسطاً مرتفعاً خلال أيلول (سبتمبر)، رغم اتخاذها مساراً تنازلياً خلال الأسبوعين الأخيرين. وأضافت التوترات السياسية في الشرق الأوسط علاوة مخاطر على الأسعار المرتفعة أصلاً بسبب نقص الإمدادات. واقترب إنتاج الخام السعودي في تموز (يوليو) وآب (أغسطس) من أعلى مستوى له على الإطلاق سجله قبل 24 عاماً، ما أدى إلى تحقيق إيرادات ضخمة من الصادرات النفطية. وظلت أسعار النفط عند مستويات مرتفعة طيلة أيلول (سبتمبر)، وسجل خام برنت متوسط سعر شهري بلغ 113.6 دولاراً للبرميل، هو الأعلى خلال سبعة أشهر. ورفعت المملكة إنتاجها من النفط فوق مستوى عشرة ملايين برميل يومياً خلال تموز (يوليو) وآب (أغسطس). وصرّح وزير النفط بقوله: "إن المملكة على استعداد لسد أي نقص في سوق النفط". وبحسب تقديرات «جدوى» فإن ارتفاع الأسعار وزيادة حجم الإنتاج أدى إلى ارتفاع إيرادات الصادرات النفطية إلى أكثر من 24.8 مليار دولار في آب (أغسطس)، لتسجل أعلى مستوى لها منذ نيسان (أبريل) العام الماضي. أسعار الصرف تحكم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المفاجئ القاضي بتأجيل إبطاء برنامجه لشراء السندات في حركة العملات الرئيسية خلال الشهر الماضي، بينما تعرض الدولار الأمريكي للضغط نتيجة المخاوف من توقف عمل الحكومة الأمريكية بسبب الاختلاف حول الموازنة. وأدى الدعم المالي الخليجي للحكومة المصرية إلى تخفيف الضغوط على الجنيه المصري. ولم يطرأ تغيير كبير على سعر صرف اليورو مقابل الدولار خلال الأسبوع الماضي، حيث أثرت التطورات السياسية في طرفي المحيط الأطلنطي سلباً في أجواء الثقة الاقتصادية.
مشاركة :