جازان.. روعة المكان وطيبة الإنسان | منى يوسف حمدان

  • 2/12/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

في زيارة هي الأولى لمنطقة جازان، بُهرتُ بما رأيتُ، وما سمعتُ عن حضارة وتاريخ هذه المنطقة الغالية من ربوع الوطن. شعرتُ منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها قدماي هذه الأرض بالراحة والسكينة والطمأنينة، وقلتُ لنفسي لعلّ هذه المدينة تحفّها ملائكة السماء، فقرّت عيني، وهدأت روحي، واطمأن قلبي. وعندما خالطتُ أهلها، وسمعتُ آراءهم، واستمتعتُ بأفكارهم في اللقاء الفكريّ للحوار الوطني (التطرّف وآثاره على الوحدة الوطنية)، ازداد يقيني بأن هذه الأرض يعمرها إنسانٌ مختلفٌ فكرًا وثقافةً وروحًا، تحمل الكثير من الجمال، وسعة الأفق، وطيبة القلب. أعلم يقينًا بأن الشعر والأدب والثقافة والفن واللوحة الجميلة لا يمكن أن ترتبط في أذهان الكثير إلاّ مع الإنسان في جازان، فهو ابن بيئته الأكثر تحضّرًا، والأكثر تنوّعًا ما بين السهل والجبل، والبحر والمساحات الخضراء. على طاولة الحوار تحدّث الشبابُ والفتياتُ عن آمالهم وطموحاتهم وأفكارهم التي استعرضوها وبكل ثقة، وبلغة واضحة عن مستقبلهم، وعن كيفية محاربة التطرّف والإرهاب، واحتواء أبناء الوطن بعيدًا عن الغلو والتكفير والانحرافات الفكرية. كنتُ فخورةً بهم، وبثقافتهم، وبعمق فكرهم حتى إذا ما انتهينا من جلسات الحوار انتقلتُ مع نساء جازان لأتجوّل في شوارعها، وأتأمَّل في مشروعات التنمية العملاقة فيها فأُردِّد معهنّ: الحمدُ والشكرُ لله عزّ وجلّ على هذه النعم العظيمة. كم أنت جميلة يا بلادي، في كل بقعة من أراضيك جمال مختلف، شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا، ووسطًا. سحر جازان في لحظات الغروب على الواجهة البحرية الممتدة مع هوائها العليل، فشاهدتُ جامعة جازان الوحيدة المطلّة على البحر، وتلك مدينة الألعاب الترفيهية التي يستمتع بها أطفالنا وشبابنا على هدير أمواج البحر. وسحر آخر في القرية التراثية، حيث بيوت جازان التاريخية في فرسان وفي الجب وفي السهل، وتوقّفت عند معصرة زيت السمسم الطبيعي، وتساءلت: كم عمرها؟ فقال لي صاحبها توارثتها جيلاً بعد جيل، قد يتجاوز عمرها الثلاثمئة عام. أهلي وأحبائي في جازان، يومان قضيتهما بينكم ومعكم، شعرتُ بواجب يُحتّمه عليَّ حُبِّي لوطني، واجب أن أقول -وبكلِّ فخر- لدينا وجهة سياحية مثالية في هذه الأرض، تحية مداد الكلمات لكلِّ القلوب العامرة بالحب، ولكلِّ الأرواح الطاهرة معطرةً برائحة الفل الجازاني، وبكل روائح الأعشاب العطرية زكية الرائحة، والتي لا تنبت إلاّ في أرض جازان. ولنا مع جازان موعد في كل مهرجان، وفي كل كرنفال، يا أبناء الوطن لا تذهبوا بعيدًا، فبلادكم عامرة بالخيرات، وجمالها فتَّان يفوق كل الكلمات. Majdolena90@gmail.com

مشاركة :