شكك نواب برلمان أتراك، وخبراء طيران في قدرة حكومة الرئيس رجب أردوغان على افتتاح ثالث مطارات إسطنبول في الموعد المنتظر في مارس المقبل؛ لتكون هذه هي المرة الثانية التي يتأجل فيها افتتاح المشروع، الذي يزعم أردوغان أنه سيكون أكبر مطار في العالم؛ بعدما كان مقررًا انتهاؤه خلال العام الماضي. وفيما أحيط المشروع بدعاية سياسية ضخمة، فقد نقلت صحيفة "أحوال" التركية، عن خبراء طيران أن هناك أخطاء كبيرة وقعت فيها الحكومة، منها سوء اختيار موقع المطار الجديد؛ حيث إن المنطقة التي تم تنفيذه فيها معروفة بكثرة الفيضانات؛ حيث يقع المطار شمال إسطنبول، قرب البحر الأسود وبحيرة كبرى. وبينما تسببت الأمطار الغزيرة، مؤخرًا، في غرق حافلات المدينة، ما جدد التساؤلات حول التسرع في اختيار هذا الموقع لمشروع المطار الجديد، فقد نقلت الصحيفة عن نائب من حزب معارض قوله إن السلطات لم تكلف نفسها عناء الرد على العديد من الاعتراضات القانونية المتعلقة بإنشاء المطار العملاق الجديد في إسطنبول. ولدى الافتتاح المبدئي لمطار إسطنبول الجديد في نوفمبر الماضي، لم تتبدد مخاوف بشأن المتاعب التي يتعرض لها العمال في موقع البناء وكذلك بشأن موعد الافتتاح الكلي؛ لكن صحيفة "أحوال" قالت: "الآن يحيط الغموض بالموعد المحتمل لاكتمال نقل جميع المعدات من مطار أتاتورك الدولي، الذي يعد حاليًا أهم مطارات إسطنبول". وتابعت: "كانت الخريطة الزمنية للمشروع تشير في البداية لافتتاحه في نوفمبر الماضي؛ لكن الإدارة العامة للمطارات التركية قررت تأجيل الافتتاح إلى الثالث من مارس"، فيما يرجح خبراء طيران عدم التزام الحكومة بالموعد الجديد. وقال هالوك بيكشين، النائب البرلماني المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، أحد أكبر أحزاب المعارضة: "رأيتم ما حدث بسبب الأمطار.. لا أحد يعرف طبيعة المشاكل التي قد تحدث في المستقبل". وأضاف النائب البرلماني، بيكشين قائلا إن أساسات المطار تمثل مشكلة أخرى.. كانت هذه الأرض في السابق مستودعات لتخزين الأخشاب. لم تكن التربة في موقع البناء ملائمة.. والآن مع استمرار عمليات البناء، حدثت بعض التشققات في التربة وتم نقل مواد جديدة إلى التربة"، ويعتقد النائب التركي أن اكتمال مشروع بناء المطار "سيتأجل لعامين آخرين". ونبه خبراء في مجال البيئة، في وقت سابق، إلى أن عمليات إزالة الغابات بغرض بناء المطار وبنية المرافق المرتبطة به بما في ذلك مد خط للقطارات، ستضر بجودة الهواء في المنطقة، يأتي هذا رغم ترويج أردوغان للمشروع، خلال حملة الانتخابات الرئاسية المبكرة في يونيو الماضي، زاعما أنه سيصبح "أكبر مطار في العالم"!. وأوضح النائب الآخر في الحزب، أيكوت إردوجدو، إنه "كان من الضروري بناء المطار على ارتفاع 90 مترًا على الأقل فوق سطح البحر لأسباب تتعلق بالسلامة الجوية.. حين تبني على ارتفاع 90 مترًا فوق سطح البحر، يمكن إنشاء المباني المحيطة على ارتفاع 30 مترا". وتابع: "لن تكون بحاجة حينها لتجريف قمم التلال والطرق.. بعد طرح المناقصة، تم خفض مشروع المطار ليُبنى على ارتفاع 60 مترًا فقط فوق سطح البحر..."، بينما قال الطيار المتقاعد بهادير أطلان إن "البناء على مستوى منخفض هو السبب في هذه الفيضانات". وأضاف: "الطريف هنا هو أن المشروع أضر بجودة الهواء في المنطقة بالفعل.. من عارضوا المشروع قالوا إن البناء ليس ممكنا. تطويع كل هذه المساحات من الأراضي من أجل موقع هذا المشروع ليس بالأمر الممكن من الناحية العملية.. هذه هي النتيجة حين تتجاهل خطورة ما تقوم به على البيئة". وأشار "أطلان" إلى أن "انخفاض مستوى المطار قد يجعل من الصعب على الطيارين الهبوط حين يكسو الضباب في المساء"، ونقلت صحيفة "أحوال" عن أحد موظفي شركة الخطوط الجوية التركية قوله إن "الخطة تقضي باستمرار تقديم خدمات الشحن الجوي من مطار أتاتورك لفترة طويلة مقبلة.. لم يحددوا لنا موعدًا لنقل هذه الخدمات إلى المطار الجديد".
مشاركة :