كشفت تهديدات حزب «العمال الكردستاني» بسحب عناصره من مقاتلة تنظيم «داعش» في إقليم كردستان، غياب التنسيق بين الأكراد أنفسهم فضلاً عن القوات الحكومية. إلى ذلك، اتّهم قيادي كردي سوري وسائل إعلام وجهات سياسية ببثّ «الفتنة» بين الطرفين. وأفاد قادة ميدانيون في «الكردستاني» بأن قيادته العسكرية تدرس سحب قواتها المرابطة في الإقليم بسبب رفض وزارة «البيشمركة» تسليحها، فضلاً عن «تهميش» بعض وسائل الإعلام دورها و»تشويهه». وقال ممثل «الإدارة الذاتية الديموقراطية في روزئافا» (المناطق الكردية - السورية في كردستان) شيرزاد يزدي لـ»الحياة»: «نتفهم التهديدات بسحب قوات الكردستاني من الإقليم. فعلاً، هناك جهات وبعض وسائل إعلام تحاول بثّ الفتنة، في وقت يتعرّض الشعب الكردي لهجمة إرهابية شرسة. وقد اختلطت دماء شهداء البيشمركة والكريلا (حزب العمال) وقواتنا في غرب كردستان، من كوباني إلى سنجار ومخمور وكركوك، وهناك محاولة للتشويش ودقّ الأسافين». وأضاف: «من جانبنا، نشدّد على تعزيز التعاون والتلاحم من الناحيتين العسكرية والسياسية، لمواكبة التطورات التي تشهدها المنطقة، ومحاولات التعمية على حقيقة دور قوات الكريلا في التصدي للإرهاب من بعض الأوساط الإعلامية والسياسية محلّ استنكارنا. وبدلاً من تعزيز اللحمة، يسعون إلى ترويج الأكاذيب كالحديث عن تشكيل إدارات ذاتية في سنجار والسليمانية، وهذا يخدم العدو». وكانت الحكومة الكردية اتهمت حزب «العمال» بالسعي إلى تشكيل إدارة مستقلة في قضاء سنجار، في أعقاب تأسيس مجلس محلي، واعتبرته تدخلاً في شؤون الإقليم والعراق. وقال عضو لجنة «البيشمركة» في برلمان الإقليم محمود عمر لـ»الحياة»، إن «قوات حزب العمال أدت دوراً مهماً في مواجهة «داعش»، بالتعاون مع البيشمركة، وهذه القوات تشعر بالمظلومية، على رغم ما قدّمته من شهداء، من حيث تلقّي الدعم المعنوي والعسكري من الإقليم، وقد يكون هناك حذر في تقديم هذا الدعم، ولكن هذا لا يعني إغفال دورها في التصدي للإرهاب. ويمكن اتباع آلية محدّدة للحدّ من هذا التعارض، ولا يمكن أخذ تقرير صحافي على محمل الجد أو وجهة نظر صحافي لتشيكل رأي طرف سياسي ما». وأضاف، «يمكن تقديم المساعدة لقوات حزب العمال بحدود معينة، لكن من الصعب أن تزوّد بأسلحة ثقيلة تقدّمها دول التحالف التي لديها تحفّظات، وتشدد على أن هذه الأسلحة محصورة بالبيشمركة، وأي مخالفة قد تؤثر سلباً في الموقف الدولي، وهذا موضوع حساس». وكان «الكردستاني» أعلن أن أكثر من 60 من عناصره قتلوا، وأصيب عشرات آخرون في إقليم كردستان منذ بدء الحرب على تنظيم «داعش». وقال الأمين العام لوزارة «البيشمركة» الفريق جبار ياور: «لا يوجد أي بروتوكول بين حكومة الإقليم وقوات حزب العمال الكردستاني»، لافتاً إلى أن «قرار الانسحاب يعود إلى ذلك الحزب».
مشاركة :