أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في ختام مباحثاتهما في موسكو، أمس، أنهما اتفقا على المزيد من التعاون، والتنسيق بينهما في الملف السوري، واعتبرا أن الانسحاب الأمريكي من شمال شرقي البلاد؛ يمثل خطوة إيجابية، وبينما شدد أردوغان على إقامة «المنطقة الآمنة»، وعدم ترك المنطقة لمن وصفهم ب«الإرهابيين» بعد الانسحاب الأمريكي، دعا بوتين إلى اتخاذ خطوات على صعيد منطقة «خفض التوتر» في إدلب، وعدم الاستهانة بالإرهابيين. وقال بوتين- خلال مؤتمر صحفي- في أعقاب مباحثاته مع نظيره التركي: «جرى الحديث عن تأثير نوايا الولايات المتحدة، سحب قواتها من مناطق شمال شرقي سوريا على التطورات اللاحقة في سوريا». وأضاف: إن الانسحاب الأمريكي سيكون خطوة إيجابية، وستسهم في استقرار الأوضاع في المنطقة، التي تسيطر عليها، في حال حدث ذلك بالفعل. وتابع: «وفي هذا السياق نؤيد إقامة الحوار بين دمشق الرسمية وممثلي الأكراد». وأكد بوتين أن «هذا الحوار سيسهم في توحيد المجتمع السوري والمصالحة الوطنية، وسيكون مفيداً ليس بالنسبة لسوريا فحسب؛ بل ولجميع دول الجوار». وفي معرض حديثه عن الوضع في محافظة إدلب السورية، أكد الرئيس الروسي أن «المحافظة على نظام وقف إطلاق النار يجب ألا يكون على حساب محاربة الإرهابيين، التي يجب مواصلتها». وقال: «نرى أن الشركاء الأتراك يبذلون جهوداً كثيرة؛ للقضاء على الخطر الإرهابي هناك. ومن الضروري أن نعمل بشكل مشترك؛ لإزالة التوتر في تلك المنطقة». وأشار بوتين إلى أنه ونظيره التركي أعارا اهتماماً بموضوع تشكيل اللجنة الدستورية السورية، مؤكداً أن الدبلوماسيين الروس والأتراك، وبالتنسيق مع الدبلوماسيين الإيرانيين، قاموا بعمل جدي؛ للاتفاق على تشكيلة اللجنة، ونفذوا كافة الاتفاقات، التي تم التوصل إليها مع الجانبين الفرنسي والألماني خلال القمة في إسطنبول خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأعرب بوتين عن أسفه؛ لعدم تشكيل اللجنة حتى الآن؛ لكنه أشار إلى أنه «بفضل جهودنا تم إرساء أساس راسخ ومتزن لإطلاق عملية ثابتة للتسوية السياسية». وذكر أن العمل يجري على تنظيم قمة ثلاثية جديدة لروسيا وتركيا وإيران في إطار عملية أستانا، موضحاً: إن قمة جديدة من هذا القبيل ستعقد في روسيا قريباً، وأنه اتفق مع أردوغان على مواعيد تقريبية لعقد القمة؛ لكن ينبغي التنسيق مع الشركاء الإيرانيين.من جهته، قال أردوغان: إنه ليست لديه مشكلة مع روسيا بشأن إقامة المنطقة الآمنة في سوريا. وأضاف: إن المعركة المشتركة مع روسيا ضد المنظمات الإرهابية في إدلب السورية ستستمر. (وكالات)
مشاركة :