أبوظبي:محمد مصطفى كانت صدمة الجمهور العراقي الحاشد كبيرة، عندما فشل منتخب بلاده (أسود الرافدين) في التأهل، وودّع البطولة من دور الـ 16 بالخسارة أمام العنابي القطري بهدف جاء في الدقيقة 62، في المباراة التي أقيمت باستاد آل نهيان في العاصمة أبوظبي.كان العراقيون يمنّون النفس بتكرار مسيرة الأسود منذ 12 عاماً، عندما فاجأ المنتخب الجميع وأحرز اللقب الآسيوي، ولم يكن امتلاء استاد آل نهيان بالمشجعين المتحمسين، كافياً للبقاء في المسابقة لتنهمر الدموع العراقية في الملعب والمدرجات.وتضافرت عدة أسباب أدت إلى خسارة العراق للمباراة، على الرغم من أداء الأسود الجيد على مدار الشوطين، حيث كان التكافؤ سيد الموقف بين المنتخبين العراقي والقطري، ولكن نالت الإصابات من قوة «الأسود» قبل وأثناء المباراة، حيث لم يشارك المهاجم أحمد ياسين، لتعرضه لكدمة في الجولة الماضية، بينما غادر همام طارق الملعب للإصابة ولحق به البديل علي حسيني، مما أدى إلى تبديل خطة المدرب السلوفيني أكثر من مرة أثناء مجريات اللقاء، إضافة إلى الضغط العالي على اللاعبين، مما أدى إلى إهدار عدد من الفرص السهلة أمام مرمى العنابي، كانت كفيلة لتعديل الكفة.وكل هذه الأسباب أثّرت في قوة المنتخب العراقي وأسهمت بشكل أو بآخر في فوز «العنابي» الذي قدم مستوى أقل مما ظهر به أمام المنتخب السعودي في آخر مباراة في دور المجموعات، ولكن استمر بنفس الانضباط التكتيكي العالي، حيث أزهرت بصمات المدرب الإسباني سانشيز في هذا الجانب.وفي المؤتمر الصحفي تحسر السلوفيني سريتشكو كاتانيتش، مدرب العراق، على تعرض لاعبي الأسود لثلاث إصابات أجبرته على تغيير خططه وكانت من أسباب الهزيمة في دور الستة عشر، والخروج من كأس آسيا لكرة القدم. وقال: «خطتي كانت تتعلق بالدفع بمهاجم إضافي والضغط بشكل أكبر، ولكن لسوء الحظ لم يكن بوسعي أن أفعل ذلك، وهذه هي كرة القدم ولا يمكنني أن أفعل شيئاً»، مضيفاً: «عانينا أيضاً التسرع، وهذا مرده إلى قلة الخبرة، وهذه مشكلة تحتاج إلى الحل مستقبلاً».وأعلن كاتانيتش تحمله مسؤولية الخروج من بطولة كأس آسيا 2019. من جانبه، أشار بشار رسن، لاعب المنتخب العراقي إلى أن اللاعبين قدموا الاعتذار للجمهور العراقي. وقال: «اللاعبون عبّروا عن أسفهم جراء الخروج من ثمن النهائي، حيث كانوا يطمحون إلى إسعاد الجماهير التي كانت تنتظر منهم الكثير».وأكد رسن أن فريقه قدم مباراة كبيرة، وكان الأفضل، مشيراً إلى أن الفرص المهدرة حسمت التأهل لمصلحة المنافس. وقال: «منتخبنا كان الطرف الأفضل في المباراة، أهدرنا فرصاً عديدة بينما استغل العنابي كرة ثابتة سجل منها هدف الفوز الوحيد، في الوقت الذي أضعنا فيه العديد من الكرات الثابتة».وتابع: «هذا حال كرة القدم، اصطدمنا بمنتخب منظم بشكل كبير، ومع ذلك حاولنا العودة إلى المباراة وضغطنا بقوة، لكننا لم نوفق في التسجيل».واختتم حديثه قائلاً، إن منتخب العراق قدم بطولة كبيرة، على الرغم من أن المدرب سريتشكو كاتانيتش، مازال يحتاج إلى الوقت؛ كونه تسلم المهمة منذ 3 أشهر فقط، وبالتالي المنتخب سيكون أفضل في البطولات المقبلة.وأرجع المدرب العراقي مظفر جبار، أسباب خروج منتخب الأسود من بطولة كأس آسيا، إلى عدة أسباب. وقال: «الخسارة لها أسباب عديدة، أولها الحمل البدني الكبير على اللاعبين قبل المباراة، وكذلك الضغط النفسي عليهم»، مضيفاً: «الخسارة جاءت أيضاً لإشراك علي حسيني، وهو مصاب، وزج به الجهاز الفني في مباراة مهمة وتحت ضغط عالٍ».وأشار إلى أن سريتشكو كاتانيتش مدرب المنتخب، جديد على الفريق، وقال: «المنتخب عموماً جيد، وستكون له الكلمة العليا في المستقبل القريب بعد نضج اللاعبين دولياً».
مشاركة :