كثف تجمع المهنيين السودانيين من دعواته للتظاهر في كل مدن البلاد، اليوم، في موكب أطلق عليه موكب التنحي، والتحرك نحو القصر الرئاسي، فيما يرى مراقبون تحدثوا لـ«البيان» بأن استمرار التظاهرات ودخولها شهرها الثاني من دون تراجع يمثل مخاضاً لتحول كبير في المشهد السياسي السوداني. ودعا تجمع المهنيين السودانيين المسنود من المعارضة إلى الالتزام بالسلمية، مؤكداً موقفه وحلفاءه بالعمل السلمي في كافة خطواته الساعية للتغيير، ولفت إلى أن المواكب ستنطلق في تمام الواحدة من ظهر الخميس، من 17 نقطة في مدن العاصمة المختلفة، حيث تتحرك مواكب الخرطوم بكل من مناطق بري، الديم، جبرة، الكلاكلة، سوق اللفة. فيما تتحرك مواكب مدينة أم درمان من مناطق الثورة، ودنوباوي، محطة سنادة، أمبدة، على أن تتحرك مواكب الخرطوم بحري من مناطق الحلفايا، شمبات، الدناقلة، السامراب، الكدرو، بينما حدد مناطق الحاج يوسف، الردمية، الصقعي، الجريف شرق، للتحرك من محلية شرق النيل، على أن تتوجه جميع تلك المواكب نحو القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم. وفرقت الشرطة السودانية أمس، باستخدام الغاز المسيل للدموع وقفة احتجاجية نفذها مئات المهندسين استمرت لساعات أمام مقر الاتحاد العام تضامناً مع الحراك الاحتجاجي الذي يشهده الشارع السوداني، ورفعوا شعارات منادية برحيل النظام. وتوقع الخبير السياسي، المحاضر الجامعي حسن الساعوري، استمرار الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني، وأكد في ذات الوقت بأنها لن تسقط الحكومة ولكنها هزتها. وقال إنها أعدت المشهد السياسي السوداني لتشكيل تحالف عريض ضد البشير يمكِّن من إسقاطه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2020. واعتبر الساعوري في تصريحات لـ«البيان» أن «ما يحدث الآن من احتجاجات شعبية، رد فعل غاضب تجاه ما يعانيه السودانيون من أزمات أفقدت الحكومة سند الرأي العام وحتى الموالي لها»، ولفت إلى أن «الاحتجاجات مصدرها الأساسي هو الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي فشلت الحكومة في معالجتها. والتي مسّت كل الناس وبمختلف مستوياتهم، وأن الغالبية من السودانيين أموالهم مودعة لدى البنوك ولا يستطيعون استردادها». وأضاف «يصبحون على مضاعفة الأسعار ويتم حرمانهم من مرتباتهم، الأزمة جعلت الناس ناقمين على الحكومة». بدوره، أكد الباحث في العلوم السياسية محمد علي فزاري لـ«البيان» أن التظاهرات استطاعت، رغم وسائل القمع من قبل الأجهزة الحكومية، أن توصل رسالة مفادها أن الواقع السوداني سيكون مختلفاً عن ما قبل التاسع عشر من ديسمبر، تاريخ اندلاع الاحتجاجات. وقال إنها تمثل مخاضاً لتحول كبير في الساحة السودانية، يختلف عن ما شهدته بلدان الربيع العربي من حيث التنظيم والمطالب.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :