قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن التحديات التي واجهتها مصر خلال السنوات الماضية كانت من أصعب ما واجه الوطن على مدار تاريخه الحديث، موضحاً أن من أخطر تلك الصعوبات والتحديات الجسام محاولات جماعات الظلام والشر إعاقة الطريق، ونشر الإرهاب بغرض ترويع المجتمع الآمن، ظناً منهم، أنهم يستطيعون بالإرهاب تحقيق أهدافهم الخبيثة. وشهد السيسي أمس احتفال هيئة الشرطة بالذكرى 67 لعيد الشرطة الذي يصادف يوم 25 كانون الثاني (يناير) من كل عام، في حضور وزير الداخلية اللواء محمود توفيق وقيادات الدولة، وأسر بعض شهداء الشرطة. وقال السيسي: «أقول لكل من يعتقد أن بمقدوره هزيمة إرادة مصر وشعبها إن هذا الشعب كريم الأصل يمتلك بداخله حكمةً تكونت عبر آلاف السنين، ولديه بصيرة نافذة، تمكنه من التمييز بين الحق والباطل، وهو قادرُ، على التصدي لكل مخططاتكم، والمضيّ قدماً بثبات، في معركته الكبرى للتنمية والإصلاح، إذ لا صوت يعلو فوق صوت الأمل في المستقبل، ولا شيء يعطّل جهود التنمية والبناء والتقدم». وتطرق السيسي إلى «ثورة 25 يناير» 2011، التي قال إنها «عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن، ينعم فيه جميع أبناء الشعب، بالحياة الكريمة». وأضاف: «ننتقل بثبات بعد سنوات عاصفة ومضطربة، من مرحلة تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار، إلى مرحلة البناء والتعمير، نستكمل بجدية واجتهاد، ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انطلقت في جميع أنحاء البلاد، لتغيّر الواقع المصري إلى ما نطمح إليه، من تنمية شاملة ومستدامة، وتسير خطوات إصلاح الاقتصاد، طبقاً للبرامج المدروسة بدقة وعناية، وبمنهج علمي متكامل، ونحصد ثمار هذا العمل الدؤوب». وتعهد الاستمرار في تأدية الواجب الوطني على جميع المسارات: التصدي للإرهاب وكسر شوكته، وتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ بنيان الدولة المؤسسي والقانوني، ومواصلة الحرب الحاسمة على الفساد أينما وجد، ونشر الوعي والتنوير وثقافة التسامح ومبادئ المواطنة، ليخرج من مصر في قلب الليل نورٌ، يضيء المنطقة، ويقدم للعالم نموذجاً ملهماً، في التعايش والسلام الاجتماعي. وشدد وزير الداخلية على أنه لا تهاون مع من يرفع السلاح في وجه المصريين، أو يحاول المس باستقرار الوطن. وقال في كلمته خلال الاحتفال إن «سياسة وزارة الداخلية تمضي في توافق متسارع وتفاعل متجدد مع كل ما يفرضه الواقع من مهمات لمواجهة جرائم إرهابية خسيسة، والوقوف لها بالمرصاد والتصدي للجريمة بكافة صورها من خلال جهود متواصلة بهدف حفظ الأمن واستقرار النظام العام، الأمر الذي ينعكس على انخفاض معدلات الجريمة». وأضاف أن الوزارة «تعتمد على توفير استراتيجية أمنية متكاملة تعتمد على توفير رصيد متجدد من المعلومات وجهود متواصلة فى متابعة تطورات الجريمة والتصدي لها بهدف حفظ الأمن واستقرار النظام العام، وتأمين مكتسبات الوطن ومقدراته، الأمر الذي ينعكس على انخفاض معدلات الجريمة، وترسيخ الانضباط في الشارع المصري». والتقط السيسي صورة تذكارية مع وزير الداخلية وعدد من قيادات الشرطة، كما كرم عدداً من الضباط وأسماء شهداء. ووضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري بأكاديمية الشرطة. عززت قوات الجيش والشرطة من إجراءاتها الأمنية بالتزامن مع الاحتفال بذكرى ثورة 25 كانون الثاني (يناير) من العام 2011، والاحتفال بأعياد الشرطة. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، إن القيادة العامة للقوات المسلحة اتخذت كافة الإجراءات بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين الاحتفالات بذكرى «ثورة يناير»، لافتاً إلى أن الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية أتمت استعداداتها للانتشار والمعاونة في تأمين المواطنين والمنشآت المهمة والحيوية وإعطاء التلقين الكامل لجميع العناصر المشاركة حول كيفية التعامل مع المواقف المختلفة. وأضاف أنه تم تكثيف إجراءات التأمين على الطرق والمحاور المرورية ودفع الدوريات المشتركة من القوات المسلحة والشرطة المدنية للتصدي لأية محاولة للخروج عن القانون وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين والتأمين الشامل للجبهة الداخلية. وأوضح أن عناصر من القوات الخاصة استعدت بالعديد من المجموعات القتالية لمعاونة التشكيلات التعبوية في تأمين الاحتفالات.
مشاركة :