الرياض: ناصر الحقباني قضت محكمة في السعودية، أمس، حكما ابتدائيا على سعودي بالسجن ست سنوات، ومنعه من السفر، لإدانته بالانضمام إلى «جبهة النصرة» في سوريا، والتدرب معها على القتال، ثم مبايعته لتنظيم داعش بعد الانتقال إليه، في المكان نفسه، وهما التنظيمان اللذان يعملان تحت مظلة تنظيم القاعدة الأم في أفغانستان، حيث تنقل المدان بين التنظيمات الإرهابية فور وصوله إلى هناك، على الرغم من الاختلافات التي حصلت خلال الفترة الماضية بين القيادات في التنظيم، مما أدى إلى الاقتتال بينهما. وأقر المدان بسفره إلى سوريا مستغلا سلامة وضعه الأمني، وذلك بقصد المشاركة في القتال الدائر هناك، من دون إذن ولي الأمر، حيث كتب المدان وصيته لأسرته، في إشارة إلى أنه سيشارك في عملية انتحارية، أو يستمر في القتال من دون عودة. واعترف المدان بانضمامه بعد وصوله إلى سوريا إلى «جبهة النصرة»، التي يتزعمها أبو محمد الجولاني، وتدرب معها على استخدام السلاح الرشاش، خلال وجوده هناك في المعسكرات مع عدد من المقاتلين الذين جرى استدراجهم إلى التنظيم، وانتقل المدان بعد ذلك إلى تنظيم داعش الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي، حيث بايع أحد القيادات في التنظيم على السمع والطاعة، والمشاركة في القتال معهم، وتنفيذ أوامرهم حسب ما يملى عليه. يذكر أن وتيرة الحرب النفسية والإعلامية بين تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش»، ارتفعت خلال الفترة الماضية، حيث بدأت الانقسامات بين عناصر التنظيم، والاقتتال بينهما، وذلك بعد مخاطبات إعلامية عبر بيانات مرئية وصوتية، لكل من أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الأم في أفغانستان، ومؤيده أبو محمد الجولاني، زعيم «جبهة النصرة»، مع أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، إلا أن مسؤولين سعوديين أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن التنظيمات الإرهابية في سوريا بينها اختلاف وتنازع بين العناصر المقاتلة من جهة، واتفاق بين القيادات والعمل تحت مظلة تنظيم القاعدة من جهة أخرى، وذلك لتنفيذ أطماع مصالح دول خارجية. واشترك المدان، الذي جرى إيقافه بعد صدور أمر ملكي يجرم من يقاتل خارج البلاد من السعوديين بالسجن حتى 20 سنة في فبراير (شباط) الماضي، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بتغريدات تسيء لولاة الأمر في السعودية، وكذلك هيئة كبار العلماء، إضافة إلى حثه على القتال من أجل استدراج عدد من المغرر بهم من داخل المملكة إلى مناطق القتال، للانضمام إلى الجماعات القتالية التي تدعي أنها تحارب النظام السوري. وأرسل المدان، خلال وجوده مع التنظيمات الإرهابية في سوريا، مقاطع مرئية قام بتصويرها أو حصل عليها من زملائه، إلى آخرين في السعودية، ليعطي تصورا غير صحيح عما يجري على أرض الواقع في سوريا، وذلك إبان مشاركته مع «داعش». ويظهر من بين المقاطع أحد الأشخاص يشكر الله على انضمامه لإحدى الجماعات المقاتلة في سوريا. وضبطت في أحد الهواتف الجوالة العائدة للمدان أناشيد تمجد القتيل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، وكذلك القتيل أبو مصعب الزرقاوي زعيم فرع تنظيم القاعدة في العراق سابقا، ومقاطع تحث على القتال المجرَّم والمعاقب عليه بموجب نظام مكافحة جرائم المعلوماتية. وقرر ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام الاعتراض على الحكم الابتدائي الذي صدر بحق المدان بالسجن ست سنوات، والمنع من السفر مددا مماثلة لسجنه، فيما اعترض أيضا المدان على الحكم الصادر بحقه. يذكر أن الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز أصدر العام الماضي أمرا ملكيا يجرم من يقاتل خارج البلاد من السعوديين، أو الانتماء للتيارات أو الجماعات - وما في حكمها- سواء كانت دينية أو فكرية متطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، وتحديد عقوبة السجن بين 3 و20 سنة. وبعد شهر واحد أعلنت السعودية أن «تنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق، وداعش، وجبهة النصرة، وحزب الله في داخل السعودية، وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثيين»، تنظيمات وجهات إرهابية، يحظر الانتماء إليها ودعمها، أو التعاطف معها، أو الترويج لها، أو عقد اجتماعات تحت مظلتها، سواء داخل البلاد أو خارجها، وأن هذا الحظر يشمل «كل تنظيم مشابه لهذه التنظيمات، فكرا، أو قولا، أو فعلا، والجماعات والتيارات الواردة كافة بقوائم مجلس الأمن والهيئات الدولية وعرفت بالإرهاب وممارسة العنف»
مشاركة :