أميركا: جريمة قتل 3 طلاب من عائلة واحدة تثير الغضب من تصاعد الكراهية ضد المسلمين

  • 2/12/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن: هبة القدسي ألقت شرطة مدينة تشابل هيل بولاية نورث كارولينا القبض على كريغ ستيفن هيكس (46 عاما) ووجهت له تهمة القتل العمد في إطلاق النار على 3 طلاب مسلمين من عائلة واحدة من أصل سوري هم ضياء شادي بركات (23 عاما) وزوجته يسر محمد أبو صالحة (21 عاما) وأختها رزان محمد أبو صالحة (19 عاما) الذين يدرسون في جامعة نورث كارولينا. ومثل القاتل أمام المحكمة الجزئية بمقاطعة درهام صباح أمس وهو يرتدى بدلة السجن ورفضت المحكمة طلب الإفراج عنه بكفالة ووجهت له تهمة القتل العمد، وتقرر عقد الجلسة المقبلة في الرابع من مارس (آذار) القادم. وأشعلت الجريمة صيحات الغضب داخل الجامعة وفي أنحاء الولاية للاعتقاد أن الجريمة حملت دوافع دينية وأن القاتل ارتكب جريمته لكون الطلاب الثلاثة مسلمين. وقد شهدت مدينة تشابل هيل الهادئة جريمة بشعة، حيث توجه القاتل في الساعة الخامسة والربع مساء الثلاثاء إلى المجمع السكني الجامعي لجامعة نورث كارولينا (فاينلي فورست) والذي يتكون من شقق ووحدات سكنية يستأجرها الطلاب وأطلق النار على الطلاب الثلاثة الذين توفوا في الحال في مكان الحادث. ووصلت الشرطة إلى مكان الحادث وأعلنت وفاة الطلاب الثلاثة نتيجة إطلاق رصاص على رؤوسهم. وقد أثار الحادث غضب الجاليات الإسلامية في ولاية كارولينا الشمالية والمنظمات الأميركية في الولايات المتحدة التي وصفت الحادث بأنه يستهدف المسلمين بشكل محدد بما يعد جريمة كراهية. وقال نهاد عوض مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية «كير»: «هذه جريمة وحشية وما أظهره القاتل من كراهية للدين في تصريحات سابقة، وارتداء السيدتين (يسر ورزان) للزي الإسلامي الحجاب مع ارتفاع الخطاب المعادي للمسلمين في المجتمع الأميركي يدفعنا لمطالبة سلطات تنفيذ القانون والحكومة الاتحادية لاتخاذ خطوات سريعة للكشف عن الدوافع الحقيقية وراء هذه الجريمة». وأشعلت الجريمة غضبا كبيرا على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» وتحت هاشتهاج muslimlivesmatter أبدى كثير من أصدقاء ضياء ويسر ورزان غضبهم من الجريمة، وأبدوا مخاوفهم حول سلامة المسلمين داخل الولايات المتحدة، وأشار عدد كبير من النشطاء إلى اعتقادهم أن الجريمة كانت تستهدف المسلمين بشكل محدد، لكن الشرطة نفت وجود دافع للجريمة. وأشارت تقارير صحافية غير مؤكدة إلى أن القاتل «كريغ ستيفن هيكس اشتبك في السابق مع الضحية ضياء بركات حول مكان لوقوف السيارة». وقال جوشوا ميكمور المتحدث باسم شرطة مقاطعة درهام إن هناك احتمالا أن يكون الشجار على مكان لركن السيارة هو الدافع وراء إطلاق النار على الطلاب الثلاثة كما تحقق في أن دافع القتل هو كراهية المسلمين. وقال: «هذه الجريمة عمل مأساوي ولا معنى له وما زلنا نحقق في السبب المحتمل لإطلاق النار». وأضاف: «نتفهم القلق حول احتمال أن تكون الجريمة بدافع الكراهية ونبحث في كل الأدلة لتحديد ما إذا كان هذا بالفعل هو الدافع». ووصف القاتل كريغ هيكس نفسه على صفحته على «فيسبوك» بأنه «ضد الأديان» وأبدى كراهيته لجميع الأديان وإعجابه بالإلحاد ولبعض الكتب التي تمجد العقل وترفض وجود الله. وتعرض صفحته صورا كثيرة تمثل ازدراء للأديان. ووفقا لرواية شهود جيران للطلبة المقتولين، توافد على مركز الشركة مساء أقارب عائلة بركات وأبو صالحة. وقالت كريستين بولينغ إحدى جيران ضياء وتدرس علم النفس بجامعة نورث كارولينا: «لقد كان يوم الثلاثاء يوما عاديا ولم نسمع شيئا أو نرَ شيئا حتى وصول الشرطة وبعدها سادت حالة من الفوضى والاضطراب، وقد شاهدنا والد ضياء وعمه الذين جاءوا إلى مركز الشرطة في الثامنة مساء للحصول على معلومات وكان الأب يصيح فقط قولوا لي إن ابني لا يزال حيا»، بينما جلست والدة ضياء تبكي بلوعة. وقالت باثني إحدى جيران الطلبة المقتولين - بالجانب الشرقي من المجمع السكني إن أصدقاء ضياء ويسر ورزان أنشأوا صفحة على «فيسبوك» تحت عنون «لدينا ثلاثة فائزين»، وتشمل عدة صور للطلاب الثلاثة وصور لزفاف ضياء ويسر وحياتهم في الجامعة وممارسة ضياء لرياضة كرة السلة وسعيه لجمع تبرعات لمساعدة اللاجئين السوريين وتنظيم حملة من أطباء الأسنان للسفر إلى تركيا لتوفير الدواء والعلاج لأطفال اللاجئين السوريين. وتظهر الصفحة فيديو لضياء وهو يدعو لجمع التبرعات. وقد امتلأت الصفحة بتعليقات الإدانة والقتل والدعاء بالصبر لأهالي الضحايا. وكتب فارس بركات شقيق ضياء على صفحة «فيسبوك»: «لم أستوعب حتى الآن ما الذي حدث لكنى أعرف على وجه اليقين أنهم كانوا نموذجا نتفاخر به ولا يوجد سبب للتوقف عن التفاخر بهم، وقد عشنا كمسلمين، وسنموت كمسلمين وعسى أن يدخلهم الله جناته». وقال أحمد سالم (27 عاما) من ولاية أتلانتا، الذي التقى بضياء في حفل رابطة الطلبة المسلمين إن صديقه كان نموذجا للشاب المسؤول الذي يخدم المجتمع وكان نموذجا للابن الذي يتمنى كل أب أن يحظى به. وأضاف: «كان ضياء دائم التفكير في الآخرين وأقام حملة لإطعام الفقراء في منطقة درهام بولاية نورث كارولينا وكان جزيل العطاء للآخرين وعلى وجهه ابتسامة دائمة وجميع من تعرف عليه أحبه لهذا أنا لم أستطع تصديق الخبر عندما سمعته». وكان بركات من أبرز الطلبة المتفوقين والذين يشاركون في الأعمال الخيرية داخل الجامعة وفي جمع التبرعات للاجئين السوريين في تركيا، وهو طالب بالسنة الثانية بكلية طب الأسنان وقد تزوج من يسر محمد أبو صالحة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وكان من المقرر أن تبدأ زوجته دراستها لطب الأسنان مع بداية الخريف المقبل. وقال مايك ميليكوفسكي المتحدث باسم جامعة نورث كارولينا: «كلا من ضياء ويسر درسا بالجامعة وحصل بركات على درجة إدارة الأعمال في ربيع 2013 وكان يخطط لحصول على درجة الدكتوراه في طب الأسنان. وتخرجت يسر في ديسمبر الماضي بعد حصولها على درجة العلوم البيولوجية، ورزان كانت في السنة الأولي بالجامعة، وبدأت دراستها للهندسة المعمارية والتصميم البيئي بالجامعة في الخريف الماضي».

مشاركة :