اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الخميس المتمردين الحوثيين بعدم تطبيق الاتفاق في الحديدة غرب اليمن، بحسب ما أوردت وكالة سبأ الرسمية للأنباء. وقالت الوكالة أن الرئيس اليمني التقى في العاصمة السعودية الرياض مع المبعوث الأممي إلى بلاده مارتن جريفيث ورئيس لجنة رئيس فريق الأمم المتحدة المكلّف الإشراف على تنفيذ اتفاق الحُديدة في غرب اليمن، الجنرال باتريك كمارت، وأكد “التزام الحكومة الشرعية باتفاق السويد”. ودعا الرئيس اليمني إلى “الإسراع في تنفيذ بنوده (الاتفاق) ومنها ما يتعلق بوقف إطلاق النار (…) والانسحاب من الحديدة ومينائها والوفاء بتعهدات ملف (اتفاق تبادل)الأسرى والمعتقلين”. وبحسب الوكالة فإن هادي طالب أيضا “بوضع النقاط على الحروف وإحاطة المجتمع الدولي (..) ومن يضع العراقيل أمام خطوات السلام وفرص نجاحها”. واتهم الرئيس اليمني المتمردين ب “مماطلتهم وعدم وفائهم على الدوام بتنفيذ أي عهد”. ومن جانبها، طالبت أحزاب سياسية يمنية موالية للرئيس هادي الأمم المتحدة بأداء “أكثر وضوحا وصرامة” ضد المتمردين الحوثيين، وذلك خلال لقاء جمعهم مع جريفيث في الرياض، بحسب مسؤول رفض الكشف عن اسمه. وكان جريفيث وكامرت وصلا إلى الرياض الأربعاء قادمين من اليمن. وما زال كامرت في منصبه، لكنّ الأمم المتحدة تبحث عن خليفة له، بحسب ما عُلِم الأربعاء من مصادر دبلوماسية. وقال أحد المصادر “سيرحل في نهاية الأمر. هو في منصبه إلى حين العثور على خلف له”، موضحاً أنّ مشاورات بدأت بهذا الشأن. ومنذ وصوله إلى اليمن في 23 كانون الأول/ديسمبر، واجه كامرت صعوبات مع المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مدينة الحديدة. واتهمه بعضهم بأن لديه أجندة خاصة، الأمر الذي نفته الأمم المتحدة. وتعرض موكبه في 17 كانون الثاني/يناير لإطلاق نار لم يوقع إصابات وذلك عند خروجه من اجتماع مع الحكومة اليمنية. وقالت الأمم المتحدة إنها لا تعرف مصدر إطلاق النار. ومن جانبه، أكد عضو لجنة إعادة الانتشار في الحديدة من الجانب الحكومي العميد صادق دويد لوكالة فرانس برس أن الأمم المتحدة قامت ب” الرضوخ لرغبات” المتمردين الحوثيين باستبدال الجنرال كامرت. وتقع الحديدة على البحر الأحمر وتمر عبر مينائها غالبية الواردات اليمنية والمساعدات الإنسانية، ما يوفّر شريان حياة لملايين من السكان باتوا على حافة المجاعة. وبموجب الاتفاق الذي أبرم في السويد في كانون الاول/ديسمبر، وافق المتمردون على الانسحاب من موانئ المحافظة (ميناء مدينة الحديدة، ميناء رأس عيسى، ميناء الصليف). كما نص الاتفاق على انسحاب المتمردين والقوات الموالية للحكومة من كامل مدينة الحديدة، مركز المحافظة. ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، حربا منذ 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية. ومذاك، قتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
مشاركة :