وما بعد يوم تزداد حمى الهوس بعالم الفراعنة المثير وأسرار حضارتهم التي لا تزال تشغل عقول العديد من الأجانب والمصريين؛ ومهما كتبت في هذا الموضوع فالناس إذا ما دخلوا مقبرة فرعونية أو معبدا وحدث لهم مكروه أو عارض من عوارض الحياة فإنهم يربطون بين ذلك وما يسمى بلعنة الفراعنة! كانت البداية الحقيقية لقصص لعنة الفراعنة، أو ما يعرف بلعنة المومياوات، في عام 1921 الذي شهد أغرب حادثة وهي قيام بعض من علماء حملة نابليون على مصر بشحن مئات المومياوات الفرعونية إلى أوروبا لكي يتم فك لفائفها أمام العامة، واستخدمت في ذلك الساحات بل والمسارح أيضا ومن أشهرها مسرح بيكاديللي (Piccadilly). بعدها بدأت الكوابيس تنتاب كثيرا ممن يحضرون هذه العروض المشينة قبل أن يكون هناك علم يسمى علم المصريات؛ وكانت الآثار الفرعونية والمومياوات تمثل طلاسم وألغازا؛ سمحت للناس باستخدام الخيال كل يجد التفسير المقنع بالنسبة له. وبعد هذا العام ظهرت في 1827 رواية للكاتبة الإنجليزية Jane Webb London باسم «المومياء»؛ أو «قصة القرن الـ22»؛ والتي ظهرت في ثلاثة أجزاء وقبل أن يكون هناك مصطلح روايات الخيال العلمي! وتحكي الرواية عن باحث شاب يحارب مومياء غاضبة عادت للحياة مرة أخرى! كما أصدرت الكاتبة Louisa May Alcott رواية «الهرم المفقود» عام 1869، أو «لعنة المومياء».. وفي هذه القصة يستخدم البطل قطعة من جسد أحد الكهنة كمشعل ينير له الطريق داخل الهرم، وهناك يجد صندوقا ذهبيا به ثلاثة حبوب لها شكل غريب، وعاد بالصندوق إلى أميركا، وقامت خطيبته بزرع تلك الحبوب في حديقة المنزل، وارتدت زهور تلك النباتات في حفل زفافها، وعندما استنشقت رائحتها غابت عن الوعي. وفي الخامس من شهر أبريل (نيسان) سنة 1923؛ مات اللورد كارنارفون الذي مول كشف مقبرة «توت عنخ آمون» بعد لدغة بعوضة في خده الأيسر أصابته بتسمم في الدم. وجاء موت اللورد بعد خمسة شهور فقط من كشف هوارد كارتر لمقبرة «توت عنخ آمون» ليحيي من جديد قصص لعنة الفراعنة، خاصة بعد المفاجأة التي لا يعرفها الكثيرون، وهي أن هوارد كارتر ومعه طبيب الأشعة الإنجليزي «ديري» بعد أن فحصا مومياء الملك توت عثرا على جرح حلاقة على صدغ «توت عنخ آمون» الأيسر، واعتقد البعض أن الفرعون الصغير انتقم من اللورد كارنارفون لأنه مول حفائر الكشف عن المقبرة. وجاء موت اللورد كارنارفون فرصة لاختلاق العديد من القصص حول لعنة الفراعنة عن طريق العديد من الصحافيين الذين كانوا مستائين من إعطاء اللورد حق النشر عن كشف مقبرة «توت عنخ آمون» إلى صحيفة «لندن تايمز»، ولذلك لم تكن لدى الصحافيين فرصة نشر أي معلومات عن هذا الكشف الذهبي المثير، ولذلك سردوا لنا قصصا وحكايات عن لعنة «توت عنخ آمون»، بل وبدأوا في وضع نصوص داخل المقبرة لا وجود لها!.. منها أن المقبرة بها نص يقول «توت عنخ آمون: الموت سوف يضرب بجناحيه أي شخص يدخل المقبرة»! هكذا بدأت لعنة الفراعنة تطفو على السطح وتنمو بين الناس، وجعلت هذه الحوادث المتصلة باللعنة العديد من الناس يعتقدون في وجود اللعنة. وللحديث بقية بإذن الله
مشاركة :