رأى الفنان اللبناني وليد توفيق أن الكويت كانت ولا تزال أهم بلد خليجي ينطلق منه المبدعون، وأكثر بلد يستقطب الفنانين العرب، لافتاً في حوار مع «الراي» إلى أنه يتم تكريمه في «وطن النهار» نهاية الشهر الجاري.واستذكر توفيق خلال الحوار مشواره الفني الطويل، الذي بدأ من بوابة برنامج «ستوديو الفن»، وتحدث عن البداية التي كانت مع المخرج السينمائي المصري حسن الإمام، الذي التقاه حين كان يُصور أحد أفلامه في لبنان، ورشحه لبطولة 3 أفلام استعراضية، قبل أن يختلفا، ومن بعدها يواصل توفيق مشواره الغنائي. ● حدثنا بدايةً عن ذكرياتك في الكويت، وهل لديك حفلات ستقيمها قريباً؟- الكويت كانت ولا تزال أهم بلد خليجي ينطلق منه المبدعون، وأكثر بلد يستقطب الفنانين العرب، حيث غنّيت فيها منذ خمسة وثلاثين عاماً، وتعرفت على ملحنين وأصوات جيدة، على غرار عبدالكريم عبدالقادر ونوال وغريد الشاطئ ونبيل شعيل ويوسف المهنا، الذي يعد واحداً من أهم الملحنين في المنطقة. وسيتم تكريمي في «وطن النهار»، أواخر الشهر الجاري.● هل من كلمة توجهها لجمهورك في الكويت؟- أتمنى لهذه الدولة الصديقة والحبيبة أن تنعم بالرخاء والسلام والحب دائماً، وأتوجه لهم بتحية حب خاصة من لبنان.● أين هو الفنان وليد توفيق الآن، ولماذا يرى البعض أنك بعيد عن الساحة؟- أنا متواجد في قلوب الجمهور، وهذا المهم، على عكس الأماكن التي يوضع فيها الفنانون من جانب القيمين على الحفلات، والتي عادة ما تبنى على المصالح والمنافع.● مسيرة طويلة في عالم الفن خاضها وليد توفيق، وكانت مليئة بالعديد من المحطات المهمة، فكيف تنظر إليها الآن؟- بدايتي كانت في لبنان من خلال أهم برنامج فني وهو «ستوديو الفن»، بعدها خطفتني مصر في العام 1974، حيث شاركت مع سهير رمزي وسمير صبري والمخرج حسن الإمام في فيلم «الكروان له شفايف»، وكان من المحطات الرئيسية والمهمة في مشواري، لكن سرعان ما شعرت بأن الطريق لا يزال في بدايته. ثم ذهبت إلى بيروت، وكانت الحرب قد اندلعت فيها، فتوجهت إلى سورية الحبيبة والتي أعتبرها ثاني المحطات المهمة، لأنني لاقيت حفاوة بالغة من الشعب السوري، كما حظيت باهتمام كبير من قبل الإذاعة والتلفزيون في دمشق، كما لو أنني مواطن سوري، حيث شُرعت أبواب الشام أمامي، فقدمت أول تجربة سينمائية لي مع الفنان القدير دريد الحام، الذي كانت أفلامه تغلق الشوارع، لكثرة الجمهور الذي يتهافت على السينما. أنا محظوظ بالفعل، لأن بدايتي كانت مع الكبار، ممن تعلمت منهم الشيء الكثير.● هل تعتقد أنك خسرت فرصة التمثيل، عندما رفضت أن ترقص في فيلم للمخرج حسن الإمام، بعدما رشحك لثلاثة أفلام استعراضية؟- المخرج حسن الإمام يحب أن يرقص أبطاله بالعصا، مثل الفنان حسين فهمي وغيره. أما أنا، فقد كان في ذهني فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، ولم أفهم طلب المخرج بأن أقدم أغنية طربية مثل «يا حلاوة الدنيا» لزكريا أحمد، وأن أرقص على أنغامها، فقلت له أنا لا أرقص بل جئت للتمثيل والغناء، فقال لي أرقص فأوقفت التصوير ثلاث مرات، لأن الأغنية لا يليق عليها الرقص، ولا يوجد عصا أصلاً، فحزنت ولم أرضَ أن أغني إلا بطريقتي.● وماذا حدث بعدها؟ - حينئذٍ، أمر المخرج حسن الإمام ابنه ليقوم بتمثيل الدور عوضاً عني. ثم سافرت إلى بيروت ثم سورية، وبعد ذلك ذهبت إلى أوروبا، حيث يكتظ السياح العرب والخليجيون في باريس ولندن. وهناك أيضاً كانت لديّ محطة مهمة، لأني تعرفت على كل الفنون في المغرب والجزائر، وكنت أستمع للمطربين من بلاد المغرب المغربي من طراز الفنانة لطيفة رأفت إلى جانب الفنانة نعيمة سميح، التي عملت فيلم معها، فضلاً عن متابعتي لأعمال التونسية أمينة فاخر، والفنان صابر الرباعي.● تمتاز بموهبة التلحين، وقد سبق ولحنت أغاني عدة لنفسك، فهل فكرت في التلحين لمطربين آخرين؟- أنا ملحن وعازف عود وموسيقي، بالإضافة إلى أنني مطرب، وقد لحنت للفنانة نعيمة سميح أغنية بعنوان «أنا والغربة»، كما لحنت لعبدالهادي الخياط أغنية «بيني وبين الخصومة»، بالإضافة إلى تلحين 4 أغان لسميرة توفيق منها أغنية «اسأل النجوم». ولحنت لمروان حسام الدين وجورج الصايغ وصباح، ولم يكن من أولوياتي التركيز على ذاتي، لا سيما وأن 80 في المئة من الأغاني الناجحة لمطربين آخرين كانت من توقيعي.● ما حقيقة توقف تصوير المسلسل الذي كان مقرر أن يستعرض سيرتك الذاتية؟- لأن صديقي المنتج صادق الصباح، رفض ذلك وقال لي «لسه بدري» على الموضوع.● هل ترى أن على الفنان أن يطرح آراءه السياسية الخاصة؟- أنا ضد الفنان الذي يغني بتوجهات سياسية، ومع الفنان الذي يغني للشعب والوطن، من دون أن يكون محسوباً على أحد. ففي حالات معينة، من حقه أن يجمع ولا يفرق، لأن الجميع قد يرحل ويبقى البلد والشعب. كما أنني ضد النائب الذي هدد راغب علامة، لأنه إذا كان نائباً، ويمثل الشعب ويقول سأقطع رأس فنان، فماذا ترك لداعش؟!● ما رأيك بالفن الشعبي الحقيقي، وما الفرق بينه وبين ما يُقدم حالياً؟- أرى أنه طبيعي جداً، وأنا أغني شعبي، وبعد الحرب تخرج إفرازات طبيعية من شباب يريدون الغناء، مثلما يريدون استعمال الغيتار ليعبّروا على طريقتهم. لكن لا بد من مواجهة الفن الهابط بالعمل، ونحن في عالم مفتوح لا نستطيع منع أحد من الغناء، كما أن «السوشيال ميديا» فيها «مكبات». ● ما تقييمك للفنانين حمو بيكا ومجدي شطة، من مطربي أغاني المهرجانات فى مصر؟- لم أسمع عنهما، لكنني سمعت بعض الأغاني الشعبية التي أعجبتني، مثل أغنيتي «آه لو لعبت يا زهر» و«آه يا دنيا»، وهذا هو الغناء الشعبي الجميل. أحمد عدوية ملك الفن الشعبي، وكان ممنوعاً في الإذاعات لأربعين عاماً، غير أنه توجه إلى السينما فأصبحت مبيعاته أكثر من عبدالحليم حافظ، وهو يمثل الشعب ويشبهه.● من الفنان المفضل بالنسبة إليك، والذي تحب الاستماع إلى أغانيه باستمرار؟- أعشق كل الأغاني القديمة، وأحب الأغنية الجميلة وإن اختلفت مع من يغنيها. حالياً، أستمع إلى كوكتيل غنائي لصابر الرباعي وجورج وسوف وملحم بركات وبهاء سلطان ومحمد فؤاد، بالإضافة إلى عمرو دياب، وهو فنان ذكي وناجح، وذكاؤه جعل منه أيقونة لدى الشباب. كما يوجد فنانون عندما تسمع أغانيهم تجعلك تفرح أو تشعرك بالاكتئاب.
مشاركة :