قادت المصادفة أستاذة جامعية إلى العثور على مُسنّ الشرقية، المتغيب منذ 18 يومًا، وتصوير مقطع فيديو له، خلال محاولتها التعرف عليه، تمهيدًا لإيصاله إلى أسرته، قبل أن تيأس منه وتسلمه إلى أحد الجوامع، لتبدأ معاناة أسرته مجددًا في رحلة البحث عنه. ورغم الحزن الذي كسا وجوه عائلة المسن المتغيب، سالم بن علي بن محمد آل جريب اليامي، بعد تعثر وصول السيدة إليهم في حينه؛ فقد أعاد مقطع الفيديو -الذي التقطته- الأمل لديهم، في فرصة ربما تكون قريبة جدًا في العثور عليه. وخرج المسن اليامي (75 عامًا) من منزل العائلة في حي 37 بالدمام، فجر الخميس، الموافق غرة جمادى الأولى الجاري، دون أن يحمل أي إثباتات شخصية، لكنه معروف بلحيته البيضاء، وقصر القامة، كما يرتدي ثوبًا بُنّيًا. وأوضح نجل المسن "عبدالعزيز"، لـ"عاجل" أن والده -الذي يعاني من مرض الزهايمر- شوهد من قِبل سيدة تعمل أستاذة جامعية أثناء خروجها من عملها، بعدما لاحظت أنه يسير تائهًا في أحد الشوارع، وبادرت لإركابه في سيارتها لإيصاله لذويه، ولم تكن تعلم أنه مفقود ويعاني من الزهايمر. وأشار عبدالعزيز إلى أن السيدة حاولت مساعدة والده، وسألته عن منزل ذويه والوجهة التي يرغب في الذهاب إليها؛ لكنه لم يتجاوب معها، ولم تخرج من فمه كلمة واحدة، مما زاد من تعقيد الأمر، وحدا بها لإيصاله لأحد الجوامع وإبلاغ الشرطة. وأضاف عبدالعزيز، أن السيدة بادرت بالاتصال بالأسرة، على الرقم المخصص لتلقي المعلومات عن والده، وذلك بعد عدة أيام، إثر النشر في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي عن تغيبه، وإرسال مقطع فيديو وثقته له، مؤكدة أنها لم تكن تعلم أنه مفقود ويعاني من الزهايمر ويجري البحث عنه، وأنه قد تعذر لها الحصول من والده على معلومات ترشدها لأسرته. وكانت عائلة المسن المتغيب، رصدت مكافأة مالية قدرها 100 ألف ريال لمن يعثر على والدهم، وذلك بعد تعذر العثور عليه في المستشفيات والسجون والأماكن العامة، وحتى تحت "أغطية الصرف الصحي" دون أي نتيجة. وفضلًا عن معاناته مع مرض الزهايمر، يعاني المفقود أيضًا أمراض القلب والسكري والضغط، الأمر الذي يفاقم قلق العائلة على صحته، ناهيك عن خروجه بلا أوراق ثبوتية. وأكد نجله عبدالعزيز أن العائلة لا تزال ترصد مبلغ "100 ألف ريال" لمن يعثر على والده ويعيده إليهم ، لافتًا إلى أن هناك بعض الفرق التطوعية التي تشارك الجهات الأمنية البحث عنه، وهي فرقتا "قروب فزعة" المكونة من 500 رجل من قبائل يام وهمدان، وقروب "فرسان الشرقية".
مشاركة :