انقلاب غربي-أمريكي جنوبي على مادورو وغوايدو «رئيسًا بالوكالة»

  • 1/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لقي التحدي الذي أطلقه المعارض خوان غوايدو ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بإعلان نفسه «رئيسا» بالوكالة، موافقة الولايات المتحدة وعدد من دول القارة، بينما دعت الأمم المتحدة إلى الحوار وحض الاتحاد الأوروبي على إجراء انتخابات. وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان الاربعاء «اليوم أعترف رسميًا برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا». وتقيم واشنطن علاقات متوترة جدًا مع كراكاس منذ وصول الرئيس السابق هوغو تشافيز إلى السلطة في 1999، وتدهورت مؤخرًا تدريجيًا. وقال ترامب إن «الفنزويليين عانوا طويلا بين أيدي نظام مادورو غير الشرعي». وحذت دول أخرى حذو واشنطن. فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «أوروبا تدعم إعادة الديموقراطية» في فنزويلا، «بعد الانتخاب غير المشروع لنيكولاس مادورو في مايو 2018»، حسبما ذكر ماكرون على حسابه بموقع «تويتر» أمس، دون أن يذكر اسم غوايدو بشكل محدد. وقالت الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني إن «الشعب الفنزويلي يملك حق التظاهر بطريقة سلمية واختيار قادته بحرية وتقرير مستقبله»، مؤكدة أنه «لا يمكن تجاهل صوته». وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في تغريدة على تويتر أنه «يأمل في أن تكون كل أوروبا موحدة في دعم القوى الديموقراطية في فنزويلا». وأضاف «خلافا لمادورو، تمتلك الجمعية البرلمانية بما فيها خوان غوايدو تفويضا ديموقراطيا». من جهتها، قالت وزارة خارجية البرازيل التي يعبر رئيسها جاير بولوسنارو باستمرار عن عدائه لمادورو، أنها «تعترف بخوان غوايدو رئيسا». لكن البرازيل استبعدت أي تدخل خلافًا لواشنطن التي لا تستبعد ذلك إذا سحق مادورو الاحتجاج بالقوة، إذ كتب ترامب في تغريدة أن «كل الخيارات مطروحة». وقال نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو لصحافيين في دافوس بسويسرا إن «سياستنا الخارجية ليست التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى». وإلى جانب البرازيل اعترفت عشر دول أخرى أعضاء في مجموعة ليما التي تدين باستمرار تجاوزات نظام مادورو، بغوايدو. وهذه الدول هي الأرجنتين وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس وبنما وبارغواي والبيرو. وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند «ندعم التزام قيادة فنزويلا إلى انتخابات حرة وعادلة». من جهته، أكد الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا «نحن مقتنعون بأن ما يسمى خطأ +الرئيس+ مادورو جزء من المشكلة وليس من الحل». أما وزير الخارجية الأرجنتيني خورخي فوري، فقد قال «نريد أن يستعيد الفنزويليون الديموقراطية». من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم «انتخابات حرة وتتمتع بالصدقية بموجب النظام الدستوري». لكن مادورو يستطيع الاعتماد على دعم من بلدان أخرى، على رأسها روسيا وتركيا وكوبا. واتهمت روسيا واشنطن أمس بالتحريض على الاحتجاجات في الشوارع وبمحاولة تقويض سلطة مادورو الذي وصفته بأنه الرئيس الشرعي للبلاد. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «نعتبر محاولة اغتصاب السلطة ذات السيادة في فنزويلا مناقضة لأساس ومبادئ القانون الدولي وانتهاكا لها». وأضاف أن روسيا لم تتلق طلبا من فنزويلا بتقديم مساعدة عسكرية وأحجم عن الإفصاح عن كيفية رد موسكو إذا ما تلقت ذلك الطلب. وقال بيسكوف إن مادورو هو الرئيس الشرعي. والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر بمادورو في موسكو. كما علقت وزارة الخارجية الروسية على الأمر واتهمت واشنطن بمحاولة تحديد مصير دول أخرى من خلال استخدام استراتيجية مجربة جيدًا بمحاولة الإطاحة بحكومة غير مرغوب فيها. وأضافت الوزارة أنها طلبت من واشنطن عدم التدخل عسكريًا محذرة من أن التدخل الخارجي هو الطريق لإراقة الدماء. وقالت «نحذر من مثل تلك المغامرة المحفوفة بالتبعات الكارثية». كما أبدى الرئيس التركي دعمه لمادورو. أما وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز فقد أكد «دعمه الحازم» لمادورو ودان التحرك معتبرا أنه «محاولة انقلابية». وهذا الرأي عبر عنه أيضا الرئيس البوليفي ايفو موراليس. وكتب في تغريدة «نعتبر الولايات المتحدة مسؤولة عن التشجيع على انقلاب وعلى قتال بين الأخوة بين الفنزويليين». وأضاف «في الديموقراطية الشعوب الحرة هي التي تنتخب رؤساءها وليس الامبراطورية». وأكدت المكسيك التي يحكمها الرئيس اليساري اندريس مانويل أوبرادور أنها ما زالت تعترف بمادورو رئيسًا. في المقابل، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جميع أطراف العملية السياسية في فنزويلا إلى الدخول في حوار سياسي لحل الأزمة الراهنة بالبلاد. وقال المتحدث باسم الأمين العام، قبيل إلقاء جوتيريش خطابا مهما أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس بسويسرا، إن الأمين العام «يحث جميع الأطراف على خفض حدة التوتر وبذل كل الجهود لمنع وقوع أعمال عنف وتجنب أي تصعيد». وأكد جوتيريش ضرورة إجراء تحقيق شفاف ومستقل فيما تردد عن سقوط ضحايا وسط المظاهرات والاضطرابات في فنزويلا.

مشاركة :