بوب أودونيل * شهد توجه فرض رقابة صارمة على مستوى الانبعاثات الكربونية وتحديد سقف محدد لها، رواجاً كبيراً خلال الآونة الأخيرة، وهو ما يعني أن ملاك السيارات التقليدية سيكون عليها إيجاد وسائل لتقليل استخدامها على الطرق، أو دفع رسوم إضافية عند قيادتها في المناطق التي تم تحديد سقف الانبعاثات فيها، وهو ما يتوافق مع المعايير الأوروبية الخاصة بالانبعاثات الكربونية، حيث كانت أوروبا سباقة في إصدار قانون واضح في هذا الشأن. أقدمت لندن على تطبيق قانون مشابه العام الماضي، مع إلزام أصحاب السيارات بدفع غرامات متفاوتة حسب الاستخدام، وهي آخر الخطوات التي تم اتخاذها لمواجهة المخاوف المتزايدة من التلوث البيئي وجودة الهواء في جميع أنحاء العالم. العديد من الدول الأوروبية أعلنت عزمها فرض تشريعات جديدة، تهدف إلى إلزام منتجي السيارات التقليدية بأن تكون انبعاثاتها الكربونية صفراً بحلول العام 2030. ورغم الشعبية التي بدأت تحظى بها السيارات الكهربائية أخيراً، فإنها ليست فكرة جديدة، حيث بدأ التخطيط لإنتاجها قبل أكثر من قرن، ولكن رواجها نتج عن الحاجة الملحّة بسبب التطورات المتسارعة والتغييرات المناخية التي تعتبر الانبعاثات أحد مسبباتها الرئيسية، علاوة على أن معايير الأمن والكفاءة في السيارات الكهربائية تعد أفضل من نظيرتها التقليدية. ظهرت خلال الفترة الماضية الأهمية الكبيرة للسيارات الكهربائية من حيث كفاءة الاستخدام وتوافقها مع المعايير البيئية، ولكن وعند النظر إلى التعقيدات المرتبطة بهذا المجال، نجد أن بطارية السيارة وطرق شحنها هي المعضلة الكبرى التي تواجه القطاع، حيث إنها تتطلب وجود عدد كافٍ من المنافذ الخاصة بالشحن، خصوصاً أن معظم المحطات الحالية لا تعتبر كافية لتلبية الطلب الكبير المتوقع خلال السنوات القادمة، وهو ما حدا بالشركات المصنعة محاولة إنتاج بطاريات أكثر كفاءة وأطول عمراً، وهي أحد أسباب الغلاء النسبي لبعض الأنواع. هذه المسائل تفرض على القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء العالم، إنشاء بنى تحتية متطورة للطاقة الكهربائية والاستفادة منها في السيارات الكهربائية، حيث إنه لن يكون من السهل استبدال السيارات ووسائل المواصلات التقليدية بالكهربائية، خصوصاً أن قطاع النقل العام يعتمد بنسبة كبيرة على الوقود التقليدي، ما يوجب القيام بإجراءات حقيقية بين القطاعات المختلفة لإيجاد الآليات المثلى للبدء في تبني السيارات ووسائل النقل الكهربائية بالسرعة المطلوبة. * تك أوبنيان