استقطاب دولي حاد حول أزمة فنزويلا

  • 1/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تباينت ردود الفعل الدولية، تجاه الأزمة السياسية المتصاعدة في فنزويلا والتي بلغت ذروتها، أمس الأول، عقب تنصيب رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه، رئيساً مؤقتاً للبلاد، مقابل الرئيس الحالي نيكولاس مادورو. فبينما سارعت الولايات المتحدة ودول ومنظمة الدول الأمريكية إلى الاعتراف بشرعية جوايدو، نددت المكسيك وروسيا وكوبا وتركيا بما اعتبرته «اغتصاباً للسلطة» معلنة دعمها لمادورو، وفي حين طالبت فرنسا ب«عودة الديمقراطية»، رأت إسبانيا الحل في «انتخابات جديدة» للخروج من المأزق الحالي. وجاء قرار الجيش الفنزويلي داعماً للسلطة، رافضاً ما أسماه ب«الانقلاب» على الحكم.ويأتي الانقسام الدولي تجاه أزمة فنزويلا، بعد خروج مئات الآلاف إلى الشوارع لمطالبة مادورو بالتنحي، سقط خلالها قتلى، دعت على إثرها الأمم المتحدة، أمس إلى إجراء تحقيق مستقل، وحثت الأطراف على إجراء حوار سلمي. وطالب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة، ستيفان دوجاريك، في بيان ب«التزام الأطراف المعنية بحوار سياسي شامل ذي مصداقية لعلاج الأزمة طويلة الأمد في البلاد».وقال مسؤولون في فنزويلا، إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في اشتباكات مع الشرطة هذا الأسبوع في البلد الذي يشهد أزمة حادة بعدما أدى رئيس البرلمان خوان جوايدو القسم رئيساً للبلاد بدعم من دول في المنطقة مما زاد من عزلة مادورو.وأكدت موسكو أمس، على شرعية حليفها مادورو، من خلال اتصال هاتفي من بوتين. وندد الكرملين في بيان شديد اللهجة بأن أي محاولة خارجية ل«اغتصاب السلطة» في البلاد ستمثل انتهاكاً للقانون الدولي. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن أي تدخل خارجي في البلاد سيكون «غير شرعي وغير مقبول» وإن تصريحات المسؤولين الأمريكيين التي تشير إلى تدخل عسكري محتمل هناك تعد خطرة للغاية.ودعت إسبانيا، أمس، على لسان وزير خارجيتها جوزيب بوريل إلى انتخابات جديدة بالقول: «يجب أن نحول دون تدهور الوضع. هذا يتطلب عملية تدخل لضمان أن السبيل الوحيد للخروج منه هو الانتخابات». من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «أوروبا تدعم إعادة الديمقراطية» في فنزويلا، «بعد الانتخاب غير المشروع لمادورو». وأشادت باريس ب «شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين خرجوا للشوارع من أجل حريتهم». وسرعان ما أعلن الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية «اعترافها الكامل» بجوايدو، واتخذت الموقف نفسه 11 من دول المنطقة هي: الأرجنتين والبرازيل، وكندا وتشيلي وكوستاريكا وجواتيمالا وهندوراس وبنما وباراجواي والبيرو. وجاء الموقف البريطاني مقارباً، إذ أكد وزير الخارجية جيريمي هانت أمس، أن مادورو «ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا»، معبراً عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع في البلاد.وعلى النقيض من ذلك، أكدت المكسيك وكوبا وتركيا وقوفها بقوة إلى جانب مادورو. ووصفت كوبا ما يجري بأنه «محاولة انقلاب». في حين اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمادورو ليؤكد دعمه له. ولم يحذُ الاتحاد الأوروبي حذو واشنطن، مكتفياً بالدعوة إلى انتخابات حرة، فيما دعا الرئيس الفرنسي إلى دعم أوروبا «إعادة الديمقراطية».وفي خضم هذه الأزمة، انحاز الجيش الفنزويلي إلى مادورو، ورفض وزير الدفاع فلاديمير بادرينو، إعلان جوايدو نفسه رئيساً، واعتبره بمثابة «انقلاب». وأوضح خلال مؤتمر صحفي: «أنبه شعب فنزويلا إلى انقلاب يجري ضد المؤسسات، وضد الديمقراطية، وضد دستورنا، وضد الرئيس نيكولاس مادورو، رئيسنا الشرعي».وإضافة إلى المؤسسة العسكرية التي أعلنت دعمها لمادورو، تعتمد حكومة البلاد على المحكمة العليا التي يتوقع أن تجتمع قريباً. وأعلنت السلطة القضائية الأعلى في البلاد المؤيدة أيضاً للنظام، أنها أمرت بإجراء تحقيق جنائي بحق أعضاء البرلمان المتهمين بمصادرة صلاحيات الرئيس. وجاء ذلك بعد إصدار النواب الثلاثاء الماضي وعداً «بالعفو» عن عسكريين قالوا إنهم يرفضون الاعتراف بسلطة مادورو في تحد للمحكمة العليا التي أبطلت كل قراراتهم.وأمام العزلة الدولية التي بدت تزيد حول مادورو، رد الأخير على موقف أمريكا بقطع العلاقات الدبلوماسية، وأعطى دبلوماسييها 72 ساعة لمغادرة البلاد. وقال مادورو بغضب مخاطباً الأمريكيين، وسط هتاف آلاف المؤيدين خارج القصر الرئاسي في كراكاس «اخرجوا. غادروا فنزويلا هنا لدينا كرامة».وشهد الاثنين الماضي، محاولة 27 جندياً تنظيم تمرد في ثكنة في شمال كراكاس، لكن سرعان ما تم اعتقالهم. وفي أعقاب ذلك، سجل حوالي ثلاثين من أعمال الشغب في الأحياء الشعبية في كراكاس وضواحيها. وشكلت احتجاجات الأربعاء أول تعبئة حاشدة منذ العام 2017. وأعلن جوايدو أن المعارضة تستعد لتنظيم مسيرة ضخمة في الأسبوع الأول من فبراير/شباط المقبل وترفض المعارضة الفنزويلية الولاية الثانية لمادورو، ولم تعترف بها واشنطن والاتحاد الأوروبي والعديد من دول أمريكا اللاتينية. (وكالات)

مشاركة :