تعود كوكب الشرق، أم كلثوم، للوقوف على خشبة المسرح مرة أخرى بعد 44 عاماً من وفاتها، على مسرح العلا بمهرجان شتاء طنطورة، بالمملكة العربية السعودية، مساء اليوم الجمعة، لتشدو بأجمل أغانيها أمام الجمهور، لمدة تصل إلى ساعة ونصف بتقنية «الهولوغرام»، وهي مهمة تصدت لها بشغف الفنانة صابرين، التي برعت في تجسيد شخصية كوكب الشرق، في مسلسل تلفزيوني شهير قبل 20 عاماً.تقول صابرين في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إنها عندما تلقت عرضاً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من مجموعة «mbc» والشركة المنفذة للحفل والمخرج الأردني، لتجسيد شخصية أم كلثوم بتقنية «الهولوغرام»، شعرت أن الموافقة واجب وفرض عليها، ولا تملك رفاهية الرفض، غيرة منها على أم كلثوم، وقناعة منها بأن أحداً لن يحبها أو يستطيع تجسيد كل تفاصيلها مثلها، مؤكدة على أن القائمين على الحفل كان لهم الرأي نفسه، من حيث طريقة الكلام، وتحريك العينين والشفاه، وكذلك الوقوف على المسرح وحركات اليد، فكل هذه أشياء كان يجب أن تنطبق على من يجسد الشخصية تماماً، لتظهر في أبهى صورة.وتوضح صابرين أن التعامل مع تقنية «الهولوغرام»، كان مرهقاً ومجهداً للغاية، والتفكير بشكل عام في إعادة تجسيد أم كلثوم بعد عرض المسلسل بـ20 عاماً لم يكن بالأمر السهل؛ لكنها بعد أن استمعت لأغنياتها حضرت روح أم كلثوم وتقمصتها، واستدعت الشخصية التي جسدتها في المسلسل في لحظات، لافتة إلى أن اليوم الذي سبق التسجيل لم تستطع فيه النوم من شدة القلق، والخوف على الصورة التي ستظهر عليها أم كلثوم؛ خاصة أنها أحد أهم الرموز الفنية في الوطن العربي، وهرم من أهرامات مصر.وعما إذا كان هذا الحفل قد كسر قرارها بعدم تجسيد شخصية أم كلثوم مرة أخرى، بعد مسلسلها التلفزيوني، قالت صابرين إنها لم تتراجع عن قرارها، ولكنها في الوقت نفسه لا تعتبر نفسها بهذا الحفل أعادت تجسيد شخصية أم كلثوم مثل المسلسل، مشددة على أن هذا الحفل تبقى فيه أم كلثوم الأساس، وليست صابرين، وبالتالي موقفها ثابت ولم يتغير، ويؤكد ذلك رفضها الظهور مع الراحل أحمد زكي في 5 مشاهد في فيلم «حليم»، بحسب وصفها.تضيف صابرين: «إن الفرق كبير بين تجسيد أم كلثوم في المسلسل، وبين تجسيدها بتقنية (الهولوغرام)؛ حيث إن تقديم الأول احتاج إلى الإحساس الذي يستحضره الممثل في كل دور يقدمه، أما الحفل فاعتمد بنسبة كبيرة على الصناعة والتقدم التكنولوجي إلى جانب الإحساس، لكن مع كل متطلبات تقنية (الهولوغرام) كان المسلسل أصعب؛ لأنه يتكون من 36 حلقة مليئة بالدراما، ومراحل عمر مختلفة، بما فيها الوقوف على خشبة المسرح، وهذا هو الجزء المشترك مع الحفل».تتابع: «هناك فرق آخر، هو أنني في المسلسل كنت أريد لصابرين أن تنجح في تجسيد شخصية أم كلثوم، ولكني في هذا الحفل أريد لأم كلثوم أن تنجح، ومن أجل ذلك وافقت على أن أساندها وأدعم المشروع، حتى لو لم يُذكر اسمي، فالمهم أن تنجح الفكرة التي يستعيد من خلالها الجمهور والأجيال الجديدة الاستمتاع بالفنانين الكبار الراحلين، وفي مقدمتهم أم كلثوم التي اعتبرها جزءاً مني».وعن سر ارتباط اسمها بأم كلثوم، رغم تقديمها كثيراً من الأدوار، تقول صابرين إن القدر وضعها في طريق كوكب الشرق، وعندما تستدعي الحالة التي التقيا فيها، ترى أن كلاً منهما خدم الآخر، مشيرة إلى أن نجاحها في تقديم مسلسل «أم كلثوم» لم يقف حائلاً أمام نجاحها في تجسيد كثير من الأدوار الأخرى.وتختم صابرين حديثها، قائلة: «تسجيل الأغنيات استغرق شهرين على فترات متباعدة بين القاهرة ودبي، ولم يتم الإفصاح عن أسماء الأغنيات مبكراً، حتى يتحقق عنصر المفاجأة للجمهور الذي يحضر الحفل». وشددت على أن حرص المملكة العربية السعودية على إقامة حفل كبير لأم كلثوم بتقنية «الهولوغرام»، هو تكريم كبير لهذه الشخصية العظيمة الباقية رغم الرحيل، متمنية أن ينال الحفل إعجاب الجمهور، ويشعر أن أم كلثوم بالفعل تقف أمامه على المسرح، وهو يستمع لأجمل أغنياتها بمصاحبة الفرقة الموسيقية.
مشاركة :