الإغلاق الحكومي يجبر ترمب على تأجيل خطابه عن حالة الاتحاد

  • 1/25/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس على إرجاء خطابه التقليدي عن حالة الاتحاد إلى ما بعد انتهاء الإغلاق الحكومي، راضخا لطلب الديمقراطيين وسط شلل يصيب منذ أكثر من شهر قسما من الإدارات الفيدرالية الأمريكية. وبحسب "الفرنسية"، فإن قرار ترمب يأتي بينما يستعد الجمهوريون والديمقراطيون للتصويت في مجلس الشيوخ الأمريكي على نصين متنافسين لمحاولة الخروج من "الإغلاق". إلا أن السجال بين الرئيس الأمريكي ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية يشير إلى أنه لا حل في الأفق. وبلغت الحرب الكلامية الدائرة بين ترمب وبيلوسي ذروتها الأربعاء حين منعت رئيسة مجلس النواب عمليا الرئيس الأمريكي من إلقاء خطابه عن حال الاتحاد في الكونجرس قبل إنهاء "الإغلاق" الحكومي الذي دخل يومه الرابع والثلاثين. وكتب ترمب في تغريدة "في وقت كان فيه الإغلاق واقعا، طلبت مني نانسي بيلوسي إلقاء الخطاب عن حال الاتحاد ووافقت". وأضاف "ثم غيرت رأيها بسبب الإغلاق واقترحت موعدا لاحقا. هذا من صلاحياتها. سألقي الخطاب عن حال الاتحاد عندما ينتهي الإغلاق الحكومي". ومع تزايد التوتر في واشنطن، يبحث المشرعون الأمريكيون من مختلف الأطياف السياسية عن مخرج لـ "إغلاق" حكومي هو الأطول يصيب إدارات فيدرالية في الولايات المتحدة، في حين يصب موظفو الإدارات التي يصيبها الشلل ومتعاقدوها جام غضبهم على الكونجرس. وتراجعت فرص إلقاء ترمب خطابه عن حال الاتحاد في الكونجرس الثلاثاء المقبل، كما كان مقررا، مع توقع فشل التصويت في مجلس الشيوخ على نصين متنافسين يشمل الأول تمويل الجدار الحدودي وتعديل أنظمة الهجرة، بينما يشترط النص الثاني الذي طرحه الديمقراطيون إعادة فتح الإدارات الفيدرالية المغلقة قبل التفاوض حول الأمن الحدودي. وتقليديا يلقي الرئيس الأمريكي خطابه السنوي عن حال الاتحاد، الذي كان يفترض أن يجرى الثلاثاء المقبل، قبل الدورة المشتركة لمجلسي الكونجرس، في قاعة مجلس النواب. وكتب ترمب في تغريدة "من المحزن جدا لبلدنا ألا يتم إلقاء الخطاب عن حال الاتحاد في موعده حسب برنامجه، والأهم في المكان المخصص له"، وذلك ردا على بيلوسي التي كانت قد طلبت من الرئيس الأمريكي إعادة النظر في موعد إلقاء الخطاب بسبب نقص العناصر الأمنية الناجم عن الإغلاق. وقال ترمب "إنه لا يبحث عن بديل لمكان الخطاب، لأنه ليس هناك شيء يضاهي مجلس النواب في التقاليد والأهمية"، مؤكدا أنه يتطلع إلى إلقاء خطاب عظيم في المستقبل القريب. لكن بيلوسي التي باتت تقود المعارضة الديمقراطية لترمب في الكونجرس، أبلغت الرئيس أن مجلس النواب لا يمكن أن يسمح بإلقاء الخطاب في قاعته، ويبدو أن ترمب قد رضخ. وبعد التغريدة التي أطلقها ليلا وأعلن فيها موافقته على إرجاء خطابه، ردّت بيلوسي على "تويتر" آملة أن يوافق الرئيس على اتفاق يعيد فتح الإدارات الفيدرالية المغلقة. ورفض ترمب توقيع الميزانية لعدد من الإدارات ردا على رفض الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب خطته لإنشاء جدار حدودي مع المكسيك وضع نحو 800 ألف موظف فيدرالي في إجازة غير مدفوعة أو أجبروا على العمل من دون أجر. ويصيب الإغلاق نحو ربع الوكالات الفيدرالية ويطول ملايين الأمريكيين، ودفع مئات الموظفين الحكوميين إلى الاعتصام لساعات داخل قاعة في الكونجرس، ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "أعمل مقابل أجر". وفي حين لا يلوح في الأفق أي حل قريب للأزمة يبدو من المؤكد أن كثيرين سيحرمون من راتب شهري ثان. وعلى الرغم من إقرار مجلس النواب عددا من القوانين التي تتيح إعادة فتح الإدارات المغلقة، يصر مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون على تمويل الجدار لحل الأزمة. ويمكن لتصويت مجلس الشيوخ أن ينهي حال المراوحة، لكن بما أن إقرار أي نص يتطلب موافقة 60 عضوا من أصل مائة يضمهم المجلس، يبدو حاليا تمرير أي منهما مستبعدا. وأشار ميتش ماكونيل زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ إلى أن "الوقت قد حان لإبرام اتفاق". ويصر ترمب على إقامة جدار على طول الحدود مع المكسيك، في حين يعده الديمقراطيون "غير أخلاقي" ومكلفا وغير فاعل. ويرى ستيني هوير النائب الديمقراطي "أن جزءا من الحل هو بإقامة حواجز مادية فعلية.. نريد أن نتأكد من أن الذين يعبرون إلى الولايات المتحدة يدخلون بصورة شرعية.. نحن نريد حدودا آمنة وأعتقد أنه يمكننا التوصل إلى ذلك". وإذا كانت عمليات الإغلاق السابقة في 1995 و2013 أثبتت أن بإمكان الاقتصاد الانتعاش سريعا عند الخروج من الأزمة، فإن شلل الحكومة الفيدرالية له انعكاسات كثيرة تتخطى دفع أجور الموظفين الفيدراليين. وبحسب تقديرات وكالة "بلومبيرج نيوز"، فإن العمال المتعاقدين مع الحكومة والذين لا يتقاضى عديد منهم أجورهم، يخسرون 200 مليون دولار يوميا. في سياق مختلف، أكد الرئيس الأمريكي أمس أن المفاوضات مع الصين تجري بشكل "جيد جدا"، لكنه رفض أن يوضح ما إذا كان متفائلا بانتهاء الحرب التجارية الجارية حاليا. وقال ترمب "إن الصين تريد فعلا اتفاقا.. سنرى.. الصينيون في وضع سيئ بسبب الرسوم الجمركية"، مذكرا بأن هذه التعريفات سترفع بشكل كبير إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول مطلع آذار (مارس). تأتي تصريحات ترمب قبل زيارة إلى واشنطن لنائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي كبير مفاوضي بكين، في 30 و31 كانون الثاني (يناير). وأشار ترمب إلى أن "المفاوضات مع الصين تجري بشكل جيد جدا، وأيا ما تكون نتيجتها فستكون جيدة بالنسبة إلينا"، وتثير الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة توترا في الأسواق العالمية منذ اندلاعها العام الماضي.

مشاركة :