..ماذا فعل الإيطاليون عندما لم يتمكنوا حتى من التأهيل لكأس العالم 2018..؟ ماذا فعل الهولنديون عندما ضاع منهم التأهيل نفسه..؟ وماذا فعل البرازيليون وقد خسروا مونديالًا على أرضهم وخسروا أمام جماهيرهم المهووسة بسبعة صفر أمام الألمان، وماذا فعل الإسبان والأرجنتين وغيرهما من العمالقة عندما اندحروا أمام العالم في روسيا 2018..؟ ..تركوا الانتقادات.. وتخلوا عن النحيب.. وابتعدوا عن التجريح وشنق الأشخاص واللاعبين والمدربين والاتحادات وقرروا الجلوس إلى طاولة الحكمة..إلى طاولة النقاش.. إلى جرد دقيق سواء للأخطاء أو للإمكانات.. أو لأسباب التطور أو العمل الجاد الذي يجتهد فيه الآخرون.. قرروا محاسبة أنفسهم و...ليس هذا هو المهم لأن الأهم هو طرح البدائل.. طرح إستراتيجية قويمة للتصحيح.. وطرح الاستمرار.. متى وكيف.. وإلى أين..؟ لقد قدم المنتخب الأخضر في بطولة كأس أمم آسيا بعض إمكاناته.. بعض ما يمكن تقديمه.. ولكنه بالمقابل طرح مؤشرات كبيرة لعمل قادم لجيل صغير سيأخذ فرصته كاملة ليتطور وليثبت ذاته وليؤكد أن الكرة السعودية حالياً هي ضمن مرحلة انتقالية..في مرحلة بناء.. في مرحلة تشييد جسر قوي للعبور وللعودة للاكتساح الآسيوي.. حتى وأن الأخضر يتأرجح بين البناء للمستقبل وإثبات الذات آنياً لم يكن سيئاً.. قد تكون بعض الاستعصاءات لم تساعده.. قد يكون بعض الحظ في التدبير التقني والتكتيكي.. قد يكون في حظ الاصطدام مع الغول الآسيوي الحالي اليابان.. والاصطدام به مبكراً.. فيجب الاعتراف أن لقاء السعودية - اليابان كان نهائياً مبكراً قارياً بكل معنى الكلمة.. وهو حظ غير مرضٍ للكثير من شباب الأخضر الذين منهم من يخوض لأول مرة مثل هذه التظاهرات الضخمة التي تتطلب الكثير من الخبرة ومن حكمة المجربين.. لذلك لا يمكن لأي عاقل أن يحاكم شباب الأخضر بقسوة أو بغليان العواطف.. وأرجو مثلما توحد الجميع في الوقوف مع الأخضر منذ البداية أن يستمر هذا الوقوف وهذه المساندة وأن تتغلب الحكمة على المشاعر الطارئة.. ..أعرف أن حكماء الرياضة السعودية.. بل متأكد أنهم يمسكون ميزان الواقعية.. ويثمنون أفضل من غيرهم.. من هم.. ومن هم الآخرون.. كيف كان الحضور في الإمارات.. وكيف كان يجب أن يكون.. الأخضر الحالي لا يمتلك مثل تلك القامات الشاهقة السابقة التي رفعت راية التفوق والاكتساح سابقاً.. بل هناك نقص فقط وأكرر فقط أن الجميع شاهد تشكيلة الأخضر تلعب من دون قلب هجوم.. والتجأ المدرب مضطراً لمحاولة الاعتماد على تكتيك هجومي.. والكل اعترف أن فهد المولد لم يكن سوى قلب هجوم وهمي لكنه دخل منظومة اللعب التكتيكية الجديدة وحاول واجتهد وله ولزملائه كل الشكر على ما بذلوه.. وما أرغب في طرحه.. هو أنه يجب الاعتراف ببعض النقائص.. ولو كان نقصاً واحداً وليس المواجهة ضد مجرى التيار والمبرر. . المحبة.. وهل من يشرح الأمور بانتقاد وحكمة لا يمتلك حباً.. بل هو عاشق.. يكشف عن جرحه ليداويه ويشفيه.. لا يغطيه ليزيد نزيفاً ويتحول إلى آلام أخرى أكثر صعوبة.. انتهى مشوار آسيا.. وما شاء الله فعل.. خيرها في غيرها.
مشاركة :