أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المفاوضات مع الصين تجري بشكل «جيد جدا»، لكنه رفض أن يوضح ما إذا كان متفائلاً بانتهاء الحرب التجارية الجارية حالياً. وقال ترامب إن «الصين تريد فعلاً اتفاقاً، فهي في وضع سيء بسبب الرسوم الجمركية»، مذكراً أن هذه الرسوم ستُرفع «بشكل كبير» في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول مطلع آذار (مارس) المقبل. وتأتي تصريحات ترامب قبل زيارة نائب رئيس الوزراء الصيني كبير مفاوضي بكين ليو هي واشنطن في 30 و31 الجاري. وقال ترامب إن «مفاوضاتنا مع الصين تجري بشكل جيد جدا، وأياً تكن نتيجتها فستكون جيدة بالنسبة لنا». وتثير الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة توتراً في الأسواق منذ أسابيع. وكان وفد أميركي أجرى محادثات في بكين الأسبوع الماضي، كانت الأولى منذ توصّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ في 1 كانون الأول (ديسمبر) الماضي إلى هدنة تجارية مدتها ثلاثة أشهر. وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت إنه يعتقد أن الولايات المتحدة والصين يمكنها التوصل إلى إتفاق بحلول مطلع آذار المقبل. من جهته، أكد نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان في دافوس الارتباط العضوي بين الصين والولايات المتحدة كأكبر اقتصادين عالميين، في وقت يجري البلدان مفاوضات تجارية ترتدي أهمية كبيرة. وقال المسؤول الصيني الذي يترأس وفد بلاده الى «المنتدى الاقتصادي العالمي» إن «اي مواجهة بين البلدين ستلحق ضرراً بمصالح الجانبين»، داعياً إلى بناء علاقة يكون فيها البلدان «رابحين». إلى ذلك، تبدي الصين استعدادها لشراء كمية من القمح الأميركي تصل إلى 7 ملايين طن، بناء على المنحى الذي تتخذه المفاوضات التجارية الجارية بين بكين وواشنطن، كما أوردت وكالة «بلومبرغ»، فيما زاد العملاق الصيني وارداته من الصويا الأميركي. وأوضحت الوكالة المتخصصة في الأخبار المالية استناداً إلى مصادر مطلعة على الملف أن الصين قد تشتري في بادئ الأمر «كميات ضئيلة» من القمح الأميركي، على أن تزيد هذه الكميات «إذا سارت المحادثات بشكل جيد». وتابعت أن الحجم النهائي لكميات الحبوب التي قد تتعهد بكين استيرادها لزيادة مخزونها «يمكن أن يتغير وسيتوقف على تطور المفاوضات التجارية» بين البلدين. ويمكن للصين أن تستورد في نهاية المطاف «ما بين ثلاثة وسبعة ملايين طن» من القمح الأميركي، كما أكد مصدر للوكالة. وسيكون هذا في حال تحقق بادرة مصالحة من بكين حيال واشنطن سعياً إلى التوصل إلى تسوية في الحرب التجارية. والقمح والصويا من المنتجات الزراعية الأميركية التي استهدفتها الصين برسوم جمركية مشددة فرضتها في 2018 على سلع مستوردة من هذا البلد رداً على تدابير مماثلة اتخذتها واشنطن، ما أدى إلى انهيار صادرات الولايات المتحدة إلى العملاق الآسيوي. واغتنمت الصين الهدنة لتكثيف وارداتها من الصويا الأميركي منذ نهاية العام 2018، وأعلنت واشنطن في منتصف كانون الأول زيادة مبيعاتها من الصويا إلى الصين بمقدار 1.13 مليون طن. وتراجعت واردات القمح إلى الصين نحو 30 في المئة إلى 3.1 مليون طن عام 2018، بحسب أرقام أصدرتها الجمارك الصينية.
مشاركة :