كتبت مقالًا منذ سنتين بعنوان بين تهميش الإنجاز العالمي وتكريم الإنجاز القاري ، أشدت فيه بحرص رئيس الجمهورية والبرلمان المصري علي تكريم واستقبال منتخبنا القومي لكرة القدم ؛ بعد حصوله علي المركز الثاني ببطولة الأمم الأفريقية الأخيرة لكرة القدم ، وتقديمه لنتائج مشرفة ،وانتصاراته المتتالية علي مدارس كروية متميزة ، كالمنتخب المغربي والغاني والبوركيني .ولكني انتقدت عدم حصول منتخبنا القومي لكرة اليد علي ثمة تكريم مماثل علي الرغم من مشاركته المتزامنة في ذلك الوقت ببطولة العالم لكرة اليد بفرنسا ، وحصوله علي المركز الثاني عشر عالميًا ، بعد إقصاء فرق عريقة في اللعبة مثل قطر وصيف كأس العالم 2013 و الأرجنتين، وكذلك البحرين، وكان قبلها بعام واحد في 2016 قد أحرز لقب بطولة الأمم الأفريقية للعبة .والآن يؤكد منتخبنا لكرة اليد أحقيته الكاملة في التكريم والاحتفاء الباهر به ، بعد تحقيقه إنجازًا عالميًا هائلًا بالوصول إلي مرتبة الثمانية الكبار ببطولة العالم لكرة اليد المقامة حاليا بألمانيا والدنمارك ، وهو ما لم يتحقق منذ أكثر من 16 سنة، ويتبقي له مباراة مع المنتخب الأسباني لتحديد صاحب المركزين السابع والثامن ، بعد تفوقه علي فرق الأرجنتين وأنجولا وتونس وتعادله مع المجر ، وأداءه المشرف رغم الهزيمة أمام السويد والنرويج والدنمارك .حقًا يستحق منتخب اليد المصري الإشادة والتكريم ، وتستحق بطولات اليد المحلية والقارية علي صعيد الأندية والمنتخب حظًا أكبر في التغطية الإعلامية ، وبث مبارياتها ،واستضافة أبطالها ، والحرص الأكبر من الدولة علي التقدم بملف استضافة البطولات العالمية لهذه اللعبة ، مثلما استضفنا بطولة العالم لكرة اليد منذ عشرين سنة بصالاتنا المغطاة ، كما يستحق هذا المنتخب المشرف إرسال جاليات جماهيرية لتشجيعه ومؤازرة لاعبيه ومدربيه ببطولاتهم العالمية ، وتستحق اللعبة التوسع في بنيتها التحتية من ملاعب ونوادي ومراكز شباب مؤهلة لممارساتها ،وإعداد كوادر من البراعم والناشئين ،وتدرجهم بالفرق القومية المختلفة.وبالنظر لخريطة اللعبة نجد سيطرة دائمة ومتواصلة ببطولات العالم خلال الـ20 عامًا الماضية من فرق خمسة هي فرنسا والدنمارك وألمانيا والسويد وكرواتيا ، وهي الفرق دائمة التتويج بالبطولة أو الوصول لمربعها الذهبي ، بينما تظهر فرق أخري في أفق البطولات العالمية من حين لآخر مثل النرويج وقطر وروسيا ، ومن ثم فإن فرصة مصر مواتية وسانحة في قادم البطولات في الوصول للمربع الذهبي للبطولة وإزاحة أحد الفرق الخمس الكبار ،مثلما فعلنا ببطولة العالم 2001 بفرنسا ،وحصولنا علي المركز الرابع في إنجاز لم يتكرر في تاريخنا الرياضي بأي لعبة جماعية .وأختم مقالي بذات الخاتمة بالمقال السابق في 2017 ...ستظل الرياضة المصرية غارقة في المحلية ما دام هذا التفكير غير العميق ، وستظل المواهب في شتي مجالات الحياة رياضية أو علمية أو فنية مدفونة ومهمّشة ؛ ما دامت هذه الرؤية قصيرة المدي التي تلهث دائمًا وأبدًا خلف شعبية اللعبة - وإن سبقتها بأميال- ألعاب أخري في إنجازاتها ، فلنرفع قبعات الإشادة والتقدير المعنوي لفريق اليد المصري ، ولنبدأ من الآن حشد أوجه الدعم خلف هذا المنتخب الواعد.
مشاركة :