عقدت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ممثلة بمعهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها، ملتقى علميًّا بعنوان "العربية والشباب: تجارب ومبادرات"، مؤخراً في القاعة الكبرى بمركز خدمات الطالبات بالجامعة، والذي جاء احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية. وقالت عميدة المعهد الدكتورة مريم بنت سعيد الجابر: "إننا إذ نحتفي باليوم العالمي للغة العربية الذي يركز في هذا العام على اللغة العربية والشباب؛ فإننا نؤكد ونعزز دور الشباب العربي في ترسيخ لغتهم وانتشارها، فلا تزدهر لغة قوم إلا بسواعد شبابها بداية من عالم اللغة الأول سيبويه ومن تبعه من علماء اللغة الشباب: ابن السراج، والفراء، والجزري، وكثير من الأدباء والشعراء حتى يومنا الحاضر". وأضافت: "لقد اهتمّ العلماء قديماً بجهود الشباب في خدمة اللغة واحتفوا بها وبهم في مؤلفاتٍ كثيرة؛ على سبيل المثال: كتاب الأعيان الشبان، كما يذكرنا هذا اليوم بدور الشباب من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كتاب الوحي والعلماء، أمثال الحبر عبد الله بن عباس، الذي عُرف بغزارة عمله منذ أن كان شاباً حتى توفاه الله، والأمثلة في تاريخنا أكثر من أن تحصى". وأكدت عميدة المعهد أن مشاركة معهد اللغة العربية للناطقات بغيرها في هذا الملتقى جاءت لتُبرز دور المملكة العربية السعودية في خدمة تعليم اللغة العربية، وتأهيل الكثير من الطلاب الأجانب حول العالم لتعزيز الانتماء والهوية العربية، كما أن ذلك يتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى لإثبات أصالة اللغة العربية وترسيخ عالميتها بين اللغات الأخرى. جدير بالذكر أن الجلسة العلمية الأولى تضمنت عرضاً مميزاً لثلاث أوراق عمل؛ تناولت الورقة الأولى موضوع الشباب والقراءة، قدمتها المشرفة الثقافية لنادي كتابي شمس الجطيلي؛ أما الورقة الثانية فتناولت مبادرات الشباب وتعليم اللغة العربية، قدمتها سمية الزهراني؛ في حين ركزت الورقة الثالثة على موضوع الشباب وتعلم العربية للناطقين بغيرها، وقد قدمتها المحاضرة في معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها نورة العتيبي. وتميزت الجلسة العلمية الثانية بثلاث أوراق عمل قُدمت من قبل الطالبات، وهن: الطالبة لمى الموسى من كلية الآداب بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والطالبة روان المعثم من كلية تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود، والطالبة عبير الحماد خريجة قسم اللغة الإنجليزية من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. وفي ختام الملتقى شكرت الدكتورة نجلاء الشثري جميع المتحدثات اللاتي طرحن تجاربهن المتميزة وأفكارهن الإبداعية ومبادراتهن الرائعة لخدمة اللغة العربية، وقد خَلُصت اللجنة العلمية بعد استعراض هذه المبادرات إلى التأكيد على عدة توصيات. ومن بين تلك التوصيات: توجيه أصحاب المبادرات التطوعية ذات الارتباط باللغة والهوية بالانضمام لِجهات رسمية تطوعية مُنظمة، والدعوة إلى تأسيس أندية ثقافية تستهدف الشباب وتولي عنايتها باللغة العربية وتنظم فعاليات تُعنى بالحوار والثقافة والأدب العربي، ودعم المحتوى العربي الرقمي من خلال تبني المبادرات المتميزة المرتبطة باللغة العربية من قبل القطاع الخاص. كما أوصت باحتواء الأفكار الإبداعية التي من شأنها الارتقاء بالمحتوى الرقمي العربي وربطه بالثقافات الأخرى؛ من خلال ما يقدم من مبادرات مترجمة، وتشجيع وتبني المجموعات البحثية التي تقدم أبحاثًا تربط اللغة العربية بالتخصصات الأخرى مثل علم النفس, والحاسب الآلي, والتربية الخاصة وغيرها، وتنظيم مسابقة من قبل معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها لاختيار أفضل المبادرات الشبابية التطوعية بهدف إذكاء روح التنافس الشريف وتعزيز الهوية والانتماء العربي.
مشاركة :