سمعنا لسنوات عن دراسات تؤكد أن أحماض أوميجا 3 تحسن صحة القلب، ودراسات أخرى تعارضها، وتقول: إنها لا تفعل ذلك، ولهذا أجرى العلماء تجربة مزدوجة؛ للوقوف على سلبيات وإيجابيات تناول الأوميجا 3، ومن ثم إنهاء هذا التشويش على الأقل بالنسبة لبعض المرضى، فكانت النتائج انخفاضًا بنسبة 25 في المائة في الأعراض القلبية الوعائية، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية بين المشاركين في الدراسة، الذين تناولوا أحماض أوميجا 3 الدهنية. لكن الدراسة أكدت أيضًا 3 أشياء مهمة يجب مراعاتها: - أولاً، تم اختيار جميع المشاركين، البالغ عددهم 8179؛ بسبب ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية فى العقد السادس من العمر، وأثبتت العقاقير الموصوفة هنا قدرتها على خفض نسبة الكوليسترول، لكنها لا تعمل بشكل جيد في خفض الدهون الثلاثية، وعندما تظل الدهون الثلاثية عالية، تظل مخاطر حدوث عرض قلبي وعائي عالية أيضًا، كما كانت لدى جميع المشاركين عوامل خطر أخرى، مثل أمراض القلب أو مرض السكري. - ثانيًا، كانت الأحماض الدهنية أوميجا 3 المستخدمة في الدراسة؛ هي عالية النقاء وبعضها مأخوذ من الأسماك الدهنية، وتمت الموافقة عليها من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2012؛ للحد من مستويات الدهون الثلاثية العالية جدًا. - ثالثًا، كانت الجرعة اليومية في الدراسة 4 جرامات، أي ما بين ثلاثة وأربعة أضعاف المعدل المتوسط ​​الذي تقترحه المعاهد الصحية من أجل صحة القلب. وكانت النتيجة نجاح الأحماض الدهنية المأخوذة من الأسماك، وقد يكون السبب وراء ذلك مزيجًا من العوامل كأنواع المرضى الذين تم علاجهم، والجرعة، ونوع أوميجا 3، والوقت الأطول فى المواظبة والمتابعة، ولذلك انخفضت مستويات الدهون الثلاثية بشكل ملحوظ بعد السنة الأولى. إن كيفية عمل هذه الأحماض لا تزال غامضة، لكن من المحتمل أن نتائجها أكثر من مجرد انخفاض مستوى ثلاثي الجليسريد، فقد تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للتأكسد، ومضادات الأكسدة التي يعتقد أنها أن تحمي نظام القلب والأوعية الدموية، وهذه الآثار قد تحتاج سنوات لتظهر. وهناك دراسات أخرى جارية لمعرفة المزيد عن الأحماض الدهنية الأكثر فعالية، وكيفية عملها ومزايا أخرى لصحة القلب، في هذه الأثناء إذا كنت تتعاطى عقار ستاتين؛ لتقليل خطر الإصابة بأحد الأمراض القلبية الوعائية، فتحدث إلى طبيبك حول إضافة الأوميجا 3 المستخرجة من زيت السمك، لكن بعد أن تعرف أن الآثار الجانبية المحتملة لتناولها؛ هي: الإسهال والغثيان وآلام المفاصل والتهاب الحلق.