أكّدت الملكة إليزابيث الثانية، ضرورة أن يتوصل البريطانيون إلى «أرضية مشتركة للحوار»، داعية إلى «عدم الاندفاع». في موقف يعد إشارة مباشرة إلى الجدل، الذي يمزق المملكة المتحدة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ وذلك بعدما دعا كثيرون الملكة إلى التدخل؛ لطمأنة الشعب.وجاءت تصريحات الملكة البريطانية (92 عاماً)، خلال كلمتها، أول أمس، أمام منظمة «مركز المرأة». وقالت إليزابيث الثانية: «بالطبع كل جيل يواجه تحديات جديدة». وتابعت: «خلال بحثنا عن أجوبة جديدة في هذا الزمن الحديث، أفضل من جهتي اعتماد الوصفات المؤكدة؛ مثل: التحاور باحترام؛ واحترام وجهات النظر المختلفة، والتكتّل من أجل البحث عن أرضية مشتركة للحوار، دون أن ننسى أبداً أنه علينا تجنب الاندفاع». وأضافت: «بالنسبة لي، تلك المقاربات أبدية، وأوصي الجميع بالأخذ بها». وأشادت الملكة بقيم المنظمة العاملة؛ من أجل النساء؛ مثل: «الصبر والصداقة والنهج المجتمعي القوي، والأخذ بعين الاعتبار حاجات الآخرين».وترجمت الحكومة البريطانية على الفور تصريحات الملكة، النادرة في المجال السياسي؛ باعتبارها دعماً كبيراً لبحثها الحثيث على توافق بشأن «بريكست». وصرّح وزير المالية فيليب هاموند، ل«بي بي سي»: «أعتقد أن هناك قدراً مهماً من الحكمة في هذه الكلمات»، متابعاًَ: «كان مصدر قوتنا الكبيرة- خلال قرون- يكمن في قدرتنا على إيجاد توافقات تجمع أمتنا».وغالباً ما تتحفظ ملكة بريطانيا في إبداء آرائها السياسية؛ إذ تبقى على الحياة بشأن القضايا الأساسية، أما خطابها في «عيد الميلاد»، فإنه كان إحدى المناسبات النادرة، التي عبّرت فيها عن آرائها الشخصية؛ إذ دعت البريطانيين إلى أن يظهروا الاحترام لبعضهم. وقالت: «رغم أن خلافات عميقة تفصل بيننا، فإن معاملة الآخرين باحترام، ككائن بشري، هي دائماً خطوة أولى جيّدة»..(أ ف ب)
مشاركة :