جنرال أمريكي: أضعنا فرصة اغتيال سليماني بسبب قرار خاطئ اتخذته

  • 1/26/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف قائد عسكري أمريكي عن أخطر قرار عسكري أمريكي خاطئ لعب دورا في مفاقمة الإرهاب الإيراني في المنطقة. وقال الجنرال الأمريكي المتقاعد ستانلي ماكريستال إنه حين كان رئيسا لقيادة العمليات الخاصة العسكرية الأمريكية في العراق عام 2007م رصد قافلة إيرانية تضم قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وكان بمقدور القوات الأمريكية اغتياله لكنه لم يتخذ هذا القرار، وأعرب عن ندمه على تردده. واعتبر محللون أن هذا القرار الخاطئ بعدم اغتيال سليماني لعب دورا في مفاقمة الإرهاب الإيراني وكلف المنطقة كثيرا. ووصف الجنرال الأمريكي المتقاعد ستانلي ماكريستال، الذي تولى قيادة عمليات قوات الولايات المتحدة وحلف الناتو في أفغانستان عامي 2009 و2010، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بالشخصية البالغة الخطورة. وشرح في مقال نُشر قبل 3 أيام في مجلة فورين بوليسي الأمريكية خطورة هذا الرجل، الذي برز اسمه بقوة في الآونة الأخيرة، ولا سيما في سوريا والعراق. واستهل ماكريستال مقالته بالتعبير عن ندمه لعدم اتخاذه قرارا حاسما باغتيال قاسم سليماني عام 2007م، قائلاً: «إن أصعب المواقف هي تلك التي لا يتخذ فيها أي قائد قرارا حاسما وفوريا حين تواتيه الفرصة، ولعل ما يجعل هذا الموقف أكثر صعوبة أو مأساوية أن يكون القرار بالتريث وعدم السرعة خاطئا». وسرد الجنرال الأمريكي المتقاعد كيف رصد عام 2007م قافلة من السيارات تمر من إيران إلى شمال العراق، أثناء عمله كرئيس لقيادة العمليات الخاصة العسكرية الأمريكية المشتركة «JSOC» مدة 4 سنوات في العراق، في إطار الجهود الرامية إلى وضع حد للإرهاب الذي دمر المنطقة. وأضاف ماكريستال أنه اعتاد اتخاذ قرارات حاسمة وسط خيارات صعبة، لكن الاختيار في تلك الليلة من شهر يناير كان صعبًا، سواء بشن هجوم أو التريث وعدم مهاجمة القافلة التي كانت تضم قاسم سليماني قائد «فيلق القدس»، وهي منظمة لقوات صفوة مشابهة تقريبًا لمزيج من «CIA» و«JSOC» في الولايات المتحدة، بحسب وصفه. وأوضح ماكريستال أنه كان هناك سبب وجيه للقضاء على سليماني آنذاك، إذ إن المتفجرات الإيرانية الصنع التي كانت تفخخ جوانب الطرق العراقية كانت تصنع وتنشر تحت إمرته، وقد أودت بحياة كثير من الجنود الأمريكيين في جميع أنحاء العراق. إلى جانب ذلك، شرح سبب تردده في اتخاذ القرار الحاسم، قائلاً إنه ارتأى تجنب اندلاع معركة قتالية، مع ما سيترتب على ذلك من مواقف سياسية مثيرة للجدل. عندها قرر ماكريستال مراقبة القافلة، وليس ضربها على الفور. وعندما وصلت إلى أربيل أفلت سليماني بعد أن تسلل خفية تحت جنح الظلام. وأضاف ماكريستال أن سليماني كان في تلك الأيام يعمل بعيدا عن الأضواء، لكنه تحوّل بعد ذلك من مجرد قائد عسكري غير شهير إلى شخص يحرك الدمى القاتلة، ويعزز التأثير الإيراني في الجوار. وتابع: «يمكن القول إن سليماني أضحى اليوم ممثل إيران الأكثر قوة من دون أي قيود في الشرق الأوسط». إلى جانب ذلك، استشهد ماكريستال بتصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تفيد بأن سليماني يتولى بمفرده إدارة الحرب الأهلية السورية (عبر وكلاء محليين لإيران). وقال الجنرال الأمريكي إن أي شخص آخر لم يحقق ما حققه سليماني في مساندة وتمكين حلفاء إيران الشيعة في بلاد الشام. وختم ماكريستال مقاله مؤكدا خطورة سليماني، معتبرا أنه شخص خطير للغاية. وقال محللون إن هذا القرار الخاطئ الذي كشف عنه الجنرال ماكريستال كلف المنطقة الكثير وفاقم الإرهاب الإيراني في المنطقة، وإنه لو كان قد اتخذ القرار الصحيح باغتيال سليماني لكان الإرهاب الايراني قد انحسر في المنطقة بالتأكيد.

مشاركة :