أخفق حلف شمال الأطلسي وروسيا (الناتو)، اليوم الجمعة، في إحراز أي تقدم في محادثاتهم لإنقاذ "معاهدة القوى النووية متوسطة المدى". ويزيد هذا الفشل من احتمال عودة سباق التسلح في أوروبا ويقرب واشنطن خطوة من الانسحاب من معاهدة رئيسية مع روسيا للحد من التسلح. وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الجمعة، "لم يتم تحقيق أي تقدم حقيقي في اجتماع اليوم لأن روسيا لم تبد أي رغبة في تغيير موقفها". وتشير العواصم الغربية إلى أن الجيل الأخير من صواريخ روسيا متوسطة المدى يخرق بنود المعاهدة التي يطلق عليها "آي إن إف" اختصاراً والعائدة إلى حقبة الحرب الباردة ويشكل خطراً على المدن الأوروبية. وتنص المعاهدة على بقاء مثل هذه الصواريخ خارج أوروبا. وحذرت الولايات المتحدة من أنها ستبدأ عملية انسحاب تستغرق ستة أشهر من المعاهدة اعتبارا من 2 فبراير الجاري ما لم تسحب روسيا منظومتها الصاروخية الأرضية الجديدة المعروفة باسم "9ام729". لكن موسكو تنفي أن تكون صواريخها تشكل خرقاً للاتفاق وتصر على أن مداها أقصر من صواريخ "كروز" التي تحظرها المعاهدة. وحضر مسؤولون روس كبار بينهم نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف اجتماع اليوم الجمعة في العاصمة البلجيكية بروكسل، لكن ستولتنبرغ أشار إلى أنهم لم يتنازلوا. وقال ستولتنبرغ إن "روسيا تنتهك المعاهدة الآن عبر تطوير ونشر صواريخ جديدة". وأضاف أنه "يصعب رصد هذه الصواريخ الجديدة وهي قابلة للنقل ولديها قدرات نووية وبإمكانها بلوغ مدن أوروبية وهي تقلل وقت التحذير لأي استخدام محتمل للأسلحة النووية". ووصف الأمين العام لحلف الناتو المدة القصيرة حتى 2 فبراير والأشهر الستة التالية التي ستشهد عملية الانسحاب الأميركية بأنها "فرصة" لروسيا "للالتزام مجدداً". لكن في هذه الأثناء، قال "علينا أن ندرك أن المعاهدة تواجه خطراً حقيقياً. كلما عادت روسيا للالتزام أسرع، كان ذلك أفضل. المعاهدة بلا قيمة ما لم تُحترم.. المشكلة تكمن في الصواريخ الروسية في أوروبا". وأضاف "هذا هو السبب الذي دفعنا للطلب من قادتنا العسكريين النظر في عواقب وجود عالم دون معاهدة آي إن إف".
مشاركة :