ان الله جميل يحب الجمال وكفى فالنفوس السوية تبحث عن الجمال وتتحراه في المأكل والمشرب والملبس والمنطق، لكنا بلينا في هذا الزمن بأناس صنعتُهم القبح في القول، والقبح في الطبائع، والقبح في الظهور. من يتتبع الفن الذي سمي فناً لعلوه وسموه وجمال ما يأتي به فإذا هو يخرج علينا في أيامنا هذه بمسوخ رأت لنفسها دورًا في إضحاك الناس ولفت نظرهم بقبيح قولهم وقبيح أشكالهم فأي فن هذا؟! وبكل أسف فقد بات يجري على ألسنة الناس في سنواتنا الأخيرة ألفاظ غاية في الانحطاط والبذاءة استمرأتها الأسماع ولو عدت بها بالزمن عشرين سنة لعدت من الكبائر. منذ فترة أصبحت الدعايات لبعض المنتجات كالمبيدات الحشرية أو الأدوية الطبية يستحضر معدوها بخيالهم المريض حشرات وكائنات يعدونها مستهدفًا لمنتجهم الباهر للتخلص من هذه المسببات. وللألعاب الإلكترونية نصيب وافر فقد كانت زمناً مقبولة بدرجة معينة لكنها قفزت لأسفل السافلين قفزات جبارة، رأيت قبل سنوات لعبة يسمونها الزومبي أو أحد أحوالها ما تسمى كذلك عظام وجماجم ودماء وقبور فماذا أبقت هذه الألعاب من هيبة الموت في النفوس؟! الألعاب التي تدعو للعنف المطلق والتعري بشكل لا يليق واستسهال حصد الخصوم بسلاح تجعل القتل هواية طبيعية ولذيذة وبدم بارد، فالمهم حصد النقاط وقطع المراحل وعلى القيم السلام. لا أعلم حقاً لماذا باتت تلك الظواهر تغزو حياتنا وتتخلل أحاديثنا وتتداول على أجهزة بناتنا وأولادنا؟ هل تراخينا كثيرًا في تبني أفكار تبعث فينا رفض هذه الثقافة ومقابلتها والتغلب عليها واستبدالها بقيم معتدلة؟ هل نستطيع قلب ثقافة المجتمع ووسائل الإعلام بتبني ثقافة نظيفة عفيفة والبعد عن سقط الكلام؟ هل يحق لنا الرفض والاعتراض على ما لا نحب؟! أظننا نستطيع، نعم نستطيع.
مشاركة :